طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي المجتمع كله وكل أعضاء المنظومة الرياضية العمل بجهد مشترك من اجل عودة الجماهير والانضباط للملاعب وعودة الحياة الرياضية لكل المناسبات الرياضية. وقال الرئيس في تعليقه امس علي ندوة مسببات العنف وعودة الجماهير للملاعب التي جرت صباح أمس في اليوم الختامي للمؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ عن الأسرة يمكن أن تلعب الدور الأول في سبيل عودة الجماهير بحيث يمكن للعائلات ان تصطحب أبناءها الي الملاعب بما يضمن ترشيد السلوك وحماية الأبناء من أي مشاكل الي حين عودة الأمور الي ايقاعها الطبيعي ، وشدد الرئيس علي ان هناك بلا شك جماعة تسعي بكل قوة لهدم البلد وزرع الفتنة واستغلال كل مناسبة من اجل النيل من استقرار وانضباط الحياة العامة. وأشار إلي انه مع تعطيل حركة السياحة أصبح هناك عدد من كبير من بناء الشعب العامل في هذا القطاع يعاني من البطالة وعندما تضاف الي هذه الشريحة المتضررة اعداد كبيرة من العاملين في مجال الرياضة فإن هذا من شأنه خلق المزيد من الأزمات للضغط علي الدولة حتي تصل الي حالة الانفجار وهو ماتريده هذه الفئة أو الجماعة لهذا الوطن ، وهو مايجب أن ننتبه له جميعا ونعمل علي مواجهته بكل حزم وحسم ، وأشار الرئيس الي ان الدولة استخدمت اقصي درجات ضبط النفس في مواجهة الكثير من حالات الانفلات السلوكي تجنبا لأي تصعيد او زيادة لحالة الاحتقان ، لكن المواجهة الجماعية يجب أن تكون حاضرة وبقوة في هذا الاتجاه ، وذكر الرئيس ما حدث في أحد اجتماعات المجلس الأعلي للقوات المسلحة عام 2011 عند الحديث عن ترتيبات مباراة رياضية ، وطالب الرئيس وقتها بعدم حضور الجماهير في هذه الظروف الجماهير تجنبا لأي هزات أو حوادث ، ولكن كان هناك رأي آخر بالسماح بحضور الجماهير من اجل اظهار الصورة العامة للخارج علي وضع مستقر ، ولكن في ظل حالة الانفلات حدث ما حدث ونزلت الجماهير في إشارة الي واقعة »الجلابية» . القانون خلال شهر وكانت الجلسة قد شهدت حضورا مكثفا ومناقشات متنوعة أدارها الإعلامي إبراهيم فايق وحضرها علي المنصة متحدثا كل من المهندس فرج عامر رئيس لجنة الشباب بمجلس النواب والمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة والكابتن محمود الخطيب نائب رئيس مجلس إداراة النادي الأهلي السابق والناقد الرياضي حسن المستكاوي و د. محمد مسعد وإسلام إسماعيل من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب ود. محمد زكريا سراج والطيار أحمد مشعل ممثلا عن حزب المصريين الأحرار ، وهيثم نبيل الناقد الرياضي. في مستهل كلمته وجه فرج عامر رئيس لجنة الشباب بمجلس النواب الشكر إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي علي مايقدمه من اهتمام ودعم للشباب ، وقال إن اللجنة انتهت بالفعل من مشروع قانون الشباب الجديد وتناقش حاليا مشروع قانون الرياضة وسيكون جاهزا خلال شهر من الآن ، كما يتم الانتهاء من قانون مكافحة الشغب بالملاعب ، وأشار عامر إلي ان القانون الجديد يلبي الاحتياجات ويحمل كل طموحات الشباب المصري ، وتم الاستماع الي كافة وجهات النظر المختلفة من اجل الوصول إلي مشروع قانون يليق بتطلعات الدولة وشبابها الي مستقبل أفضل، واكد فرج عامر أن اللجنة اتخذت توصية بالعمل علي عودة الجماهير للمدرجات من تنفيذ اشتراطات النيابة العامة التي طالبت بها عقب حادثة استاد بورسعيد ،أيضا من خلال طرح فكرة »كارت شجع» وهو كارت يحمل لون كل ناد وعليه تذكير وتحذير بمواد القانون ، ومايجب علي المشجع الالتزام وما يمكن أن يتعرض له عند اي مخالفة ، وطالب عامر الأسرة بالقيام بدورها في هذا الشأن ، مؤكدا أنه مع التوعية وفرض القانون وقيام الأسرة بواجبها ، يمكن الحفاظ علي سلامة شبابنا وانتظام النشاط الرياضي. 6 ملاعب بالجماهير واستعرض المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة في كلمته كل الأسباب التي تؤدي الي توتر المدرجات وشغب الجماهير وتصوراته لحل هذه الأزمة التي قال إنها اكبر وأعمق من أن ينظر إليها من زاوية واحدة وأن حالة السيولة والانفلات التي وقعت في فترات سابقة زادت من حدة التوتر التي تتأثر بلا شك بالسلوك الجماعي وبظروف الشباب ، خاصة الذي يعاني من حالة البطالة في ظل معاناة قطاع السياحة الذي كان يضم نحو 3 ملايين شاب يعملون به هم أيضا لهم كشباب انتماءات رياضية ، وأشار إلي أن تأثير التكنولوجيا علي سلوك الجماهير أصبح ظاهرا لدرجة أن استديوهات التحليل علي المباريات تتضمن إعادة عرض لقطات مختلف عليها بين الجماهير لكشف التسلل أو خطأ الحكم ويظل البرنامج التلفزيوني يعيد اللقطة من كل الزوايا ويركز عليها بما يعطي المشجع انطباعا بأن فريقه تعرض لظلم وتحامل من حكم لخدمة طرف آخر ، وهذا ما يغرس التعصب ويزيد الاحتقان بين الجماهير، وبعد ان طرح وزير الرياضة رؤيته للحل عبر معالجات نفسية واجتماعية وأمنية ، قال إنه جاهز من الآن بتحديد 6 ملاعب مؤهلة لاستقبال الجماهير في مباريات الدوري وأنه يمكن لكل نادي اختيار احد هذه الاستادات للعب عليها في حضور جمهوره ، لكن بخلاف هذه الملاعب المجهزة يصعب استقبال الجماهير في ملاعب أخري ، مشيرا إلي أن الظروف الاقتصادية لا تسمح حاليا بإعادة تأهيل بقية الملاعب وأن عملية تطوير استاد واحد تحتاج نصف مليار جنيه وان انشاء استاد جديد يكلف الدولة 1.3 مليار جنيه ، بينما تستطيع الأندية حاليا الوفاء بالتزاماتها المالية من خلال عوائد البث التليفزيوني التي توفر لكل ناد ما يحتاجه للإنفاق علي كل الألعاب الرياضية به ، وهو ما يعوضها نسبيا عن غياب الجماهير. وأكد خالد عبدالعزيز علي ان مباراة منتخب مصر مع غانا في 13 نوفمبر المقبل بتصفيات كأس العالم سوف تكون بحضور الجماهير ، ويأمل أن تنجح هذه التجربة لتعزيز فرصة عودة الجماهير للملاعب بعد نجاح تجربة مباراة الزمالك وصن داونز الأخيرة والتي أشاد فيها عبدالعزيز كثيرا بالتزام الجماهير ، وتقديمهم صورة أكثر من حضارية عن الجمهور والشباب المصري ، وقال : » لم يفعل أي طرف في هذه المباراة أكثر مما فعل في كل مباراة سابقة .. سواء قيادات وزارة الداخلية واهتمام الوزير بنفسه ومتابعة مدير الأمن بالإسكندرية ، وأيضا رجال القوات المسلحة ومدير ستاد برج العرب .. كل فعل دوره كالمعتاد ، لكن كان الجديد التزام الجماهير بصورة حضارية رائعة ، وهو مانتمناه في المباريات القادمة». تجربة بايرن ميونخ وبعد ان طلب كابتن محمود الخطيب في كلمته بضرورة ان تقوم كل الأطراف بأدوراها ومسئولياتها ، مشيرا إلي أن الأطراف الرئيسية الفاعلة هي اللاعبون والإدارات والحكام والجماهير والأطراف الأخري المساعدة الإعلام والأمن والظروف الاجتماعية ، استعرض الخطيب تجربة قال أنه عايشها في نادي بايرن ميونخ الألماني خلال زيارة له قبل عامين ، وهي تتمثل في أن النادي الألماني العملاق يمتلك 4197 رابطة لمشجعيه علي مستوي العالم بينها 3171 رابطة داخل ألمانيا وحدها ، وهناك إدارة خاصة للتواصل والتنسيق مع الجماهير داخل النادي ، وتمثل هذه الروابط التي تشتمل كل واحدة منها علي مابين 50 و 100 مشجع رافدا لدعم موارد النادي من خلال حصولها علي بطاقة تمثيل هذا النادي يكون لصاحبها الحق في دخول المباريات وشراء مقتنيات وتذكار النادي بأسعار مخفضة إضافة الي اهتمام إدارة النادي بالتواصل الاجتماعي مع هذه الجماهير ومشاركة افرادها في مختلف هذه المناسبات. وطالب الخطيب اللاعبين علي وجه الخصوص بالقيام بمسئولياتهم كقدوة للجماهير ، وعدم اثارتها ، قائلا إن اللاعب عندما يعترض علي حكم أو يحتك بلاعب منافس أو يصدر منه أي سلوك غير رياضي هو يعطي في نفس الوقت إشارة سلبية للمدرجات بالتوتر والغضب، وهو مايجب أن ينتبه له كل اللاعبين . شروط المستكاوي وفي كلمته طالب الناقد الرياضي الكبير حسن المستكاوي بتوفير 3 شروط أساسية ليس فقط لجماهير الرياضة لكن لأي مواطن قبل محاسبته أو مساءلته علي أي سلوك يصدر منه وهي العدل والمساواة والكرامة ، وقال إنه علي مدي 40 عاما له في العمل بالمجال الرياضي مازال يدهشه لماذا يضطر كل من يذهب الي الاستاد لقضاء 6 ساعات كاملة محبوسا داخل الملعب قبل بداية المباراة ، وهو ما لايحدث في أي مكان في العالم . مقترحات شبابية أجمع ممثلو الشباب في الندوة علي أن تطويرا في الفكر والمنشأة والأسلوب يجب أن يحدث قبل الحديث عن عودة الجماهير للملاعب ، وعرض محمد سراج الدين المعيد بهندسة الجامعة الأمريكية تجربته في الحصول علي دكتوراه من مدريد حول المنشآت الرياضية وادارتها ، مطالبا بالاستعانة بالشباب في إدارة هذه المنشآت وكل المشروعات الرياضية بما يعزز شعورها للانتماء للوطن ويمنع انخراطها في أي أعمال شغب، وعرض أحمد مشعل ممثل حزب المصريين الأحرار ضرورة تضافر جهود وزارتي الداخلية والرياضة مع الاتحادات والأندية من اجل صياغة مبادرة شاملة يرعاها الإعلام الرياضي ويراقب التزام كل الأطراف بقواعد السلوك، مشيرا إلي أن كل من يخالف هذه القواعد يعاقب بالانضمام الي الخدمة العامة مما يزيد من انتمائه ، وطالب بدمج روابط الجماهير في منظمات المجتمع المدني في شكل مؤسسات شرعية، وتحدث د. محمد مسعد عضو البرنامج الرئاسي عن وفرة عناصر القوة للمنظومة من وجود بنية تحتية وجماهير منتمية وإعلام مكثف بجانب نقاط الضعف التي تتمثل في الكثير من التصرفات الجماعية السلبية وضعف الموارد المالية وكثرة الحوادث والتعصب ، طارحا فكرته بتعزيز هذه الإيجابيات وتقويض نواحي الضعف ، بينما طالب زميله اسلام اسلام إسماعيل بضرورة عودة الجماهير ، وقال إن هذا التزام من الدولة وليس اختيارا لها ، أن سيادة الدولة والقانون تفرض عودة الأمور لنطاقها الطبيعي ، ومن بينها وجود الجماهير في المدرجات. وقال هيثم نبيل الناقد الرياضي: من العيب أن نقول إن مصر قادرة علي تنظيم مباراة أو لا .. هذا سؤال لايجب طرحه من الأساس.