أنت في "مغارة علي بابا "..ذهب..ألماظ..زفير.. زمرد وكل أنواع الأحجار الكريمة التي تسمع اسمها موجودة،ولكن الجديد هو ذلك التجمع الفريد من كبار تجار الذهب والمجوهرات في مصر الذين تواجدوا فيها بأسمائهم العريقة،مثل عائلات السرجاني والمواردي وواصف ونصار وعبدالمقصود وأولاد ياسين عليش وعريان فهيم ومجدي مهدي وروماني عيسي،وغيرهم من مشاهير السوق،وكانت "الأخبار" معهم. أما المكان فقد كان مجرد حجرة لا تتجاوز مساحتها عشرين مترًا،في أحد المباني وسط القاهرة الفاطمية بمبانيها العتيقة وفي أحضان التاريخ الذي يحمل أسماء أمراء من الدولة الفاطمية والمملوكية، حيث يوجد "بيت الذهب"،أو مصلحة الدمغة والموازين، التي تشهد في كل فترة "مزاد الملوك" من تجار المصوغات،الذين كانوا علي موعد لمدة ثلاثة أيام كان آخرها أمس لمعاينة "البضاعة"، بحيث يشاركون "علي نور" في المزاد المقرر عقده اعتبارا من اليوم الثلاثاء وحتي بعد غد الخميس. وتوضح ڤيڤيان فهيم مديرة إدارة التثمين في المصلحة أن المزاد يشمل سبائك ذهبية مختلفة العيارات وسبائك فضية، ومشغولات ذهبية وارد وصناعة الخارج،وتم دمغها بالدمغات المصرية،وكذلك مشغولات ذهبية مرصعة بالماس ومحلاة بأحجار كريمة وشبه كريمة،بالاضافة إلي فصوص من الماس بالجارانتيه "الضمان"،وفصوص من الماس أحجام مختلفة،و مشغولات فضية وارد وصناعة الخارج ومدموغة دمغات مصرية، ومشغولات معدنية "إكسسوار"، بخلاف أدوات منزلية "شوك ملاعق سكاكين وأيضاً كميات كبيرة من العاج "سن الفيل" بعضها كامل والبعض عليه نقوش ونحت مختلف وكذا قطع صغيرة من العاج كما توجد حوامل لقراءة القرآن الكريم من الخشب الممتاز المطعم بالفضة وكذا صناديق تستخدم في حفظ المجوهرات،كما تتضمن ساعات ونظارات من ماركات عالمية و أحجار شبه كريمة "زركونيا عقيق فيروز"، كما توجد لوحات بها مشغولات معدنية لا تحتوي علي أي معادن ثمينة ولكنها تمثل قيمة في تصنيعها مثل الفازات والشمعدان. فيما يوضح عبدالعزيز عبدالصادق وكيل إدارة التثمين أو"صاحب العهدة"،أن كل هذه الكميات من الذهب والفضة والمجوهرات تمثل متحصلات القضايا التي صدرت فيها أحكام بالمصادرة لصالح الدولة أوالتي ترد للمصلحة من الجمارك والنيابات المختلفة والإدارات المختلفة مثل مباحث التموين ومباحث الأموال العامة ومباحث المخدرات ومصلحة السجون،إضافة إلي إدارة تفتيش المصوغات بالمصلحة،ويتم عقد المزاد عندما تتكدس خزائن إدارة التثمين بالأحراز بعد موافقة وزير التموين،ويشير إلي أنه يضم أحراز أكبر قضية تم ضبطها بمطار الأقصر الدولي وتحتوي 169كيلو "مائة وتسعة وستين كيلو" ذهب مشغولات وارد صناعة الخارج و17 كيلو ذهب مرصع بالماس إلي جانب كمية من فصوص الماس يتعدي وزنها 450 قيراطا،ولا ينسي عبد الصادق أنه كان مع زميلين له في لجنة الفحص وقامت جريدة بتصويره أثناء فرز المضبوطات،ونشرت صورتهم وكتبت تحتها" المتهمون مع المضبوطات"، وتم تدارك الخطأ في الطبعات التالية. ويقوم بهذه العملية فريق يضم وفاء محفوظ، محمد حسن الشيمي، أسامة غريب، أسامة محمد، اسماعيل الصغير،ويوضحون أن البداية مع تلقي الأحراز بصحبة مندوب من الجهة التي قامت بالضبطية ،ومعه خطاب بالوارد والمطلوب من الفاحص أو المثمن،ويشيرون إلي أن ذلك المزاد نتاج عمل شهور عديدة وأحياناً سنوات. ووسط كبار التجار في مصر الذين يقومون بالمعاينة قبل دخول المزاد،حيث يعرب عصام أمين واصف عن تحفظه علي ضيق حجرة المزاد التي لا يتجاوز طولها 7 أمتار وعرضها مترين ويراها ضيقة جدا علي هذا الكم من المشغولات الذهبية التي تعود إلي الخزائن بعد انتهاء العرض،فيما طالب أيضا حسين نصار بأن يكون وقت المعاينة أطول وتوفير الخدمات مثل المشروبات والكراسي،فيما يؤكد صبري أمين أن الاقبال سيكون شديدا علي المزاد برغم ركود سوق الذهب والمعادن الثمينة،ويقول:"المعدن الثمين أفضل من النقود التي تقل قيمتها يوماً بعد يوم، وبه موديلات جديدة".