جاء افتتاح المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته العشرين مخيباً لأحلام السينمائيين، فلم يحضر نجوم أو كومبارس السينما المصرية عرسهم السنوي، لكن الجميل كان ظهور جيل من شباب السينما التسجيلية والروائية القصيرة، الذين كانوا أول الحضور.. وإذا كان حلمي النمنم وزير الثقافة، قد أعلن في الافتتاح خبراً مفرحاً لحل أزمة السينما المصرية، إلا أن المهتمين بصناعة السينما غابوا عن الافتتاح في مشهد غريب، والأجدر في ختام المهرجان أن يعلن الوزير إلغاء المهرجان القومي للسينما المصرية للأفلام الروائية الطويلة، ويقتصر دور المهرجان علي الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة وأفلام التحريك لتذهب المنح والجوائز إلي شباب جديد لديه أحلام لم تتحقق في مشواره الفني. حضور مُشرف لشباب الأفلام التسجيلية.. ودعوة لإلغاء جوائز الأفلام الروائية في ليلة افتتاح المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته العشرين، والتي بدأت بعرض راقص بعنوان »السينما مفتاح الحلم»، علي المسرح الكبير بدار الأوبرا، زف النمنم خبراً أثناء كلمته عن حال السينما المصرية هذا العام، مؤكداً أن السينما تسير للأفضل بعد أن تقدم لدورة هذا العام 20 فيلماً، بالمقارنة بالعام الماضي الذي تقدم له 14 فيلماً، مضيفاً أننا علي وشك الإعلان عن صندوق تنمية السينما برأسمال يقترب من 150 مليون جنيه. أضاف وزير الثقافة أن السينما قادرة علي مخاطبة الجميع، فلا يلزم المشاهد معرفة القراءة والكتابة، مشيراً إلي أن الأمية في مصر تبلغ 26%، لذا فالسينما هي الوسيلة الأفضل لمخاطبة الجميع. وفي كلمته قال المخرج سمير سيف رئيس المهرجان إن المهرجان القومي هو عيد السينما المصرية كل عام، مؤكداً أنه يشعر بالابتهاج لأن ما ينادي به السينمائيون منذ فترة طويلة يتم تحقيقه، فالسينما قوتنا الناعمة وعلي الدولة الاهتمام بها وتقديم الدعم الكامل لها. وأكد أن الدولة وصولاً إلي أعلي مستوياتها السياسية استجابت، مشيراً إلي عرض افتتاح المهرجان »الحلم» الذي يعكس روح السينما، مناشداً السينمائيين وصانعي الأفلام أن يحافظوا علي روح الحلم، ولا يقتلوا الأمل، وانتظار غد أفضل، وأهدي الدورة إلي روح المخرج الكبير الراحل محمد خان. لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة ضمت قامات في تاريخ الفن، وهم إقبال بركة رئيساً، وعضوية الفنانة لبلبة، الفنان سناء شافع، المخرج والكاتب شوقي حجاب، الموسيقار هاني شنودة، الناقد كمال رمزي، المونتيرة الدكتورة تماضر نجيب، المصور محسن أحمد، المنتج الفني الدكتور إبراهيم المشنب. تم تكريم فنانين أثروا الساحة الفنية بأعمالهم، منهم الفنانة شويكار التي لم تحضر تكريمها وتسلمها عنها المخرج شريف حمودة، والمونتيرة سلوي بكير، مهندس الصوت جميل عزيز، المخرجة إيناس الدغيدي التي سقطت منها درع التكريم والفنان حسن يوسف. كما تم عرض فيلم عن الفنانين والسينمائيين الراحلين هذا العام، وفيلم عن المخرج الراحل محمد خان. أقيم علي هامش المهرجان معرض لأفيشات أفلام المخرج الراحل حلمي حليم، بقاعة آدم حنين بالهناجر، يضم مقتنيات الناقد السينمائي سامح فتحي، حيث يعرض عددا من أفيشات أفلام المخرج الراحل حلمي حليم، منها أفيشات أفلام أيامنا الحلوة، حكاية حب، طريق الدموع، حكاية العمر كله، كانت أيام، القلب له أحكام، والعديد من أفيشات أفلام المخرج الراحل. المهرجان قدم من خلال عرض الأفلام التسجيلية شباباً برؤية وفكر جديد من خلال أفلام تسجيلية قصيرة هم الأمل الجديد في السينما، أفلامهم اليوم قدمت جرعة متنوعة من الأفكار، من أفلام واقعية وسياسية وفلسفية. خلال المناقشات إن صناع الفيلم التسجيلي والروائي القصير، لابد من دعمهم، وفي هذا الصدد أكد المخرج أشرف فايق أن صندوق التنمية الثقافية يقوم بدعم الهواة بالفعل. وحول فيلم (أخضر أحمر) قال مخرج العمل إن هناك لحظة ستكوِّن مشاعرنا من خلال الشحن، وإن التكنولوجيا ستتحكم في مشاعرنا، وهو ما تدور حوله فكرة الفيلم، وهو تحذير أن الإنسان سيكون في يوم من الأيام أسير التكنولوجيا. وقالت سما الشامي مخرجة فيلم (طب ليه من الأول)، إن في فيلمها لم يكن بطل الفيلم مضطرباً نفسيا ولكنه كان مثل العديد من الشباب يتعامل من خلال حساب »فيسبوك وهمي»، وإن الفيلم كله مجرد حلم ينتهي بصفعة، فالبطل غير راض عن نفسه، وينتحل شخصية وهمية حتي يستطيع التعامل مع الناس. وعن فيلم (نازلين التحرير) قال المخرج سميح منسي، إن الفيلم عن ثورة الشعب المصري الذي نزل ميدان التحرير، وأشار إلي أن الفيلم قد أخذه عنوة، وقال إنه كان متواجداً في ميدان التحرير منذ يوم 25 يناير، وقرر أن يسجل ويوثق هذه الثورة، وقال إن فكرة تحمل المسئولية صعبة، والأخطر تحمل هذه المسئولية، وتحدث عن الأخطار التي واجهته أثناء تصوير الفيلم وإصابته أثناء الأحداث، وقال إنه صور 350 ساعة كاملة، حتي يخرج هذا الفيلم، وقال الحضور إن الفيلم به أحداث مترابطة، وكأنه يري أحداث المستقبل. وعن فيلم (زينب) قال مخرجه مراد عبد العاطي، إن الفيلم كسر القيود، وإن بطلة الفيلم تحاول نقل فكرة أن البنت ليست مجرد مشروع زواج، وإنما طموح وعقل، وإن زينب بطلة الفيلم استثناء لفتيات الصعيد، مشيرًا إلي أن الفيلم صُنع بفرد واحد، بالرغم من الصعوبات التي واجهته، وقال الحضور إن بطلة الفيلم تمتاز بخفة الظل وسرعة البديهة، وقال الحضور إن زينب ابتسامتها خطفت القلوب. وعن فيلم صورة سيلفي قال طارق عبد العزيز بطل العمل، إن الفيلم موضوعه إنساني، ويتحدث عن الماديات التي أفقدتنا الإنسانيات، والفيلم يطلب من المشاهد عدم البعد عن الحياة، وقال إننا في مجتمع لا يتحمل الرمزية، ولكن الهدف أن يصل الفيلم إلي المشاهد في الكفور والنجوع. وقال مهند دياب مخرج فيلم (آه) إن الفيلم يناقش مشكلة التعصب في فرنسا، من خلال شاب مسلم ينقذ سيدة فرنسية، وشاب فرنسي ينقذ سيدة مسلمة، وعن فيلم (مستورة) يقول مخرج العمل إن الفيلم عن سيدة مريضة من مركز (الفشن) بالصعيد، وموضوع التكافل الذي تقوم به الدولة لإيجاد الأمل، وعن فيلم (ذكري الموت المرتقب)، قال أحد الحضور إن الفيلم نقل للمشاهد بشاعة المناطق العشوائية، ولابد من التحرك سريعا نحو أكثر من 500 عشوائية تخرج بلطجية. - فيلم (صورة) الذي يتناول ظاهرة أطفال الشوارع، قالت مخرجة الفيلم إنها راقبت الأطفال في الشوارع والمترو، وقامت بنقل صورة طفل الشارع الحقيقية عبر الفيلم، وقالت إن ملامح البراءة تظهر علي وجوه أطفال الشوارع وهو ما حاولت أن تظهره في فيلمها. فيلم (الإرهابي) قال المخرج محمد شريف إن الفيلم يدور عن فكرة قبول الآخر مهما كان، والاهتمام ليس بمجرد المظهر، بل بدرجة التعليم والثقافة. وحول فيلم (الأسطورة) إخراج أسامة فهمي، الذي يتحدث عن الفنانة فاتن حمامة منذ ميلادها حتي وفاتها، قال مخرج العمل إن تاريخ فاتن حمامة يستحق أن نطلق عليها لقب الأسطورة، مشيرا إلي خلفية فاتن حمامة السياسية، وأكد الحضور أن الفيلم به بناء جيد، جمع بين الأرشيف واللقاءات، وهو ما صنع حيوية وإيقاع بصري للفيلم. وعن فيلم (حار جاف صيفا) من إخراج شريف البنداري، قال المخرج إن الفيلم قد حصل علي عدة جوائز، ويعتبر رابع عمل للمخرج، وقال الحضور إن التمثيل في الفيلم عالٍ جدا، ولغة السينما حيوية، وأكدوا أنه فيلم مبشر لمخرج واعد، ويؤكد أن لدينا جيلاً قادراً علي إنتاج سينما. وقال المخرج سميح منسي إن التنوع مهم وضرورة أن يكون هناك اختلاف بين الأفلام، وأثني علي فيلم (طرب راب)، وقال إن الفيلم نموذج للأفلام المستقلة، التي بها حرية حركة، وفكر بدون حواجز، وقال مخرج (طرب راب) إنه ربط المطرب الكلاسيكي بالأبيض والأسود في حين كان مغني الراب بالألوان، ويقصد بذلك التطوير. وعن فيلم (حارة الصالحية) أكد صُناعُه أن الفيلم مشروع تخرج بكلية الإعلام جامعة الأزهر، وحصل علي جائزة بالفعل، وأنه صُور بكاميرا واحدة. اما فيلم (بؤرة نور) قالت مخرجة الفيلم إنه كان من الضروري التركيز علي الفتيات الكفيفات، بمراحلهن العمرية المختلفة، وإظهار فكرة الإرادة من خلال الإعاقة البصرية، وأشارت إلي أنه كان مشروع تخرجها في معهد السينما. فيلم (صح) انتقد أحد الحضور عدم الإشارة إلي قصة يوسف إدريس التي تم اقتباسها، وقال مخرج الفيلم إن القصة اسمها (صح) وكتبها يوسف إدريس بعد ثورة 1952. فيلم (البحر) الذي يتحدث عن اللاجئين السوريين، استعرض مخرج الفيلم الفكرة المبنية علي فقدان الأهل والأقارب في الحرب السورية، وإصابة بطل الفيلم بحالة نفسية، ومعانة اللاجئين السوريين. وقال فؤاد الشربيني مخرج فيلم (الظل) إن هذا الفيلم العاشر من إنتاجه، ويناقش قضية التحرش، وهو مبني علي أحداث حقيقية، وقال إنه في أفلامه يحاول طرح المشكلات الاجتماعية، وأكد أن التكثيف في الفيلم مقصود بهدف إيصال رسالة.