سيظل الحلم مهما تمر السنين والايام.. ذهب من أجل اختبارات الكرة بنادي الزمالك وكان يبلغ من العمر تسع سنوات، وكان من الممكن أن يصبح لاعبا مشهور تتساقط عليه الملايين، الا أن شاهد اعلانا من بطولة لكمال الاجسام، ووقف امامه لم ينجح صاحبه في أن يحركه حيث ظل لفترة طويلة يتفرس عضلات البطل صاحب الصور، وقرر يومها أن يصبح مثله بطلا عالميا في لعبة كمال الاجسام. وظل منتظرا أن تمر السنوات سريعا ليبدأ في ادعاد نفسه.. وما ان وصل إلي سن الخامسة عشر حتي بدأ يبني أول عضلة من عضلات جسمه وهي كثيرة، أشرف أحمد زكي بهنساوي الشهير بأشرف فولة.. صاحب برونزية العالم لثلاث مرات.. عندما جلس إلي (أخبار الرياضة) ادار شريطه ذكرياته السينمائي متذكرا نفسه وهو يبلغ من العمر 15 عام وكانت أول بطولاته القاهرة وفاز بالمركز الأول، وبدأ منها انطلاقاتها باللعب في بطولة شرق الدلتا والجمهورية وكان المركز الاول هو مركزه المفضل بعد بطولة الجمهورية ادرك فولة بأنه لم يضيع عمره هباء وتراجع ندمه علي أن يكون لاعبا شهيرا في كرة القدم، ويأتي اسمه من الفول المدمس الذي يعشقه وكان هو مصدر البروتين الوحيد، وبعد أن أطلق عليه رفض التراجع عنه، لانهي ذكره بالمعاناة التي يتعرض لها بطل الاجسام للحصول علي البروتينات التي تساعده في بناء عضلاته. حلم الذهب يراوده كان حلم الحصول علي ميدالية ذهبية في بطولة العالم القادمة بأسبانيا هي الحلم الذي ظل يسيطر عليه منذ تسعة أشهر، تحمل فيهم كل انواع العذاب والحرمان والتكلفة المالية من جيبه الخاص والتدريبات القاسية من أجل الترشح لتمثيل مصر في التجارب التي اقيمت بالمنصورة، ولم يكن في يومه فلقد تعرض لضغوط نفسية وجسدية شديدة أثرت عليه. فلم يظهر قدراته العضلية بالشكل الذي يرشحه للسفر إلي اسبانيا. فكان يمني نفسه بالفوز بذهبية هذه البطولة لتكون خير نهاية له خاصة وان يبلغ من العمر 39 سنة. ولانه مؤمن بنفسه وبقدراته قرر السفر علي نفقته الخاصة، معتبرا انه تكلف كثيرا ألوف الجنيهات ولايريد أن يضيع كل هذا هباء. فهيم يشيد به وصف الدكتور عادل فهيم أسطورة عالم الاجسام وصاحب اليد البيضاء علي اللعبة ونائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس الاتحاد المصري والعربي والافريقي للعبة بأن فولة من اللاعبين أصحاب الاخلاق الرفيعة، وانه لم يكن في يومه يوم التجارب وهو أمر وارد في عالم الاجسام، وانه يعرف حتي الابطال يوم المنافسات الرسمية يظهر بعضهم بصوره في الصباح ولكن في المساء وفي النهائيات يظهر بصورة مختلفة تماما، وانه منذ قرار ضرورة تحليل المنشطات لأي لاعب يمثل مصر، ولايسمح بغير ذلك، ومن لايريد التحليل يسافر علي نفقته الخاصة. فولة متمسك بحلمه يمتلك فولة ارادة من حديد، مثل أطنان الحديد التي حملها لسنوات وساعدته في بناء عضلات جسمه، رفض فوله الانكسار، واعلن التحدي للجميع، وانه يتقه في امكاناته، وانه تحمل الكثير من أجل الوصول لذلك المستوي، معترفا بأنه لم يكن في يومه يوم التجارب، ولايريد أن يتذكر هذا اليوم، فكل الذي يريده الان هو العودة من أسبانيا وقد زين عنقه بالميدالية الذهبية، وانه سوف يموت نفسه خلال الشهر المتبقي علي انطلاقة البطولة للفوز بالذهب، وان ثقته في قدراته لاحدود لها، وسوف يثبت للجميع بأنه قادر علي فعل ذلك. مشوار حافل بالانجازات يعود فولة لادارة شريطه السينمائي متذكر رحلته مع اللعبة بقوله: دخلت بطولة العالم للناشئين في وجود الاتحاد القديم برئاسة البطل عبدالحميد الجندي، وبعد ذلك بطولة القاهرة للكبار وفزنا بالمركز الأول، ثم دخلت تجارب بطولة افريقيا وفزت خلال مشاركتي بالمركز الرابع، واعتبر بأننا قد بدأت في وضع قدمي علي الطريق. وبعد ذلك بطولة العرب والبحر المتوسط وحصل علي البرونزية، وشاركت في تجارب العالم 2011 وشاركت في البطولة العالم بالهند وكانت أول ميدالية لي في بطولات العالم وهي البرونزية وكانت واحدة من أقوي بطولات العالم، وفي البطولة التالية شاركت في بطولة الاكوادور وايضا كانت البرونزية، وفي بطولة العالم بالمغرب 2013 رغم اختياري للمشاركة تعرضت لاصابة شديدة، وابتعدت وقمت بعلاجي علي نفقتي الخاصة في ظل اهمال شديد من الجميع. ويواصل فولة حديثه بقوله، وتم اختياري عام 2014 للمشاركة في بطولة العالم بالبرازيل في وزن 85 كجم وحصلت علي المركز السابع وتعرض لظلم شديد في اسبانيا 2015 لجميع ابطال مصر في هذه البطولة.. ختام المشوار يحلم فولة بأن يختم مشوار ربع قرن مع لعبة كمال الأجسام بالفوز بذهبية بطولة العالم، مؤكدا بأن كل عضلة من عضلاته تشكوا ما عانته لكي تكون في أجمل صورها، وتخطف تقديرات الحكام سواء في الأدوار التمهيدية ويصعد مع سته من اقرانه للمباراة النهائية، ويحصل علي المركز الأول.