لم تتخيل الأديبة ضحي عاصي يوما انها ستصبح قاصة أو روائية وتقول: لا أعتقد أن هذه الفكرة كانت جزءا من أحلام الطفولة وبالرغم من ان زملاء المدرسة والجامعة الآن يحكون لي مواقف كثيرة خاصة عن الكتابة مثل عندما كنت في امتحان، والمراقب نظر في ورقتي فبهره سحر كلماتي وأعجبه موضوع التعبير وأخد الورقة وقرأه للطلاب مخترقا وقار الامتحان ونظامه في الحقيقة أعتقد أن علاقتي بالكتابة بدأت مدفوعة بالتفتيش عن الهم الانساني، ومحاولة مستمرة للفهم والادراك، وحياتي قبل الكتابة لم تخل مطلقا من هذا الهاجس كانت هناك محاولات مستمرة للفهم والبحث، ممكن عن طريق القراءة أو التفاعل مع الناس، طبعا هذا يحدث في اللاوعي، وأن الكتابة تجربة مختلفة وكاشفة، عندما تبدأ في الكتابة، تتصور أنك مدرك وملم تماما بما ستكتب ولكن الحقيقة ان القلم مفتاح سحري يفتح أمامك أسرار ما تكتب وهذه هي متعتي في الكتابة "الاكتشاف"، والكتابة بالنسبة لي اصبحت "نداهة الاكتشاف". وتقول ضحي عن مجموعتها القصصية الأولي "فنجان قهوة" الصادرة عن دار شرقيات: من خلالها بدأت رحلتي للفهم في الأمور البسيطة والعادية والتي نعيشها من خلال تفاصيلنا اليومية وتبين لي ان هذا المعاش اليومي في الحقيقة هو ملخص الأفكار والظروف والسياسة والتاريخ هو المنتج لكل النظريات والأديان، وهذا ما حاولت استكماله في المجموعة الثانية "سعادة السوبرماركت" صدرت عن دار ميريت وتم ترجمتها إلي اللغة الروسية وهي الآن تحت الطبع. كتبت ضحي كتاب "محاكمة مبارك بشهادة السيدة نفيسة" صدرعن دار نهضة مصر وتقول: من الأعمال التي اشبعت بداخلي متعة الاكتشاف " عن المواجع المخفية، وأحيانا يخجل الإنسان ان يصارح بها أقرب الناس إليه، فتكون صناديق النذور وأضرحة الأولياء هي المكان المؤتمن لأوجاعنا وخيباتنا وأحيانا أحقادنا وغيرتنا وطموحاتنا التي نعلم جيدا انها تفوق قدراتنا فلا نجد من معين إلا وساطة الأولياء لتتحقق المعجزات. صدر لضحي حديثا روايتها الأولي "104 القاهرة" عن بيت الياسمين للنشر وتقول: كانت بالنسبة إلي مغامرة في اكتشاف الإنسان من خلال شخصيات عادية وبسيطة كما يتعامل معها المجتمع ولكنها في الواقع مركبة ولها أكثر من بعد وعمق شأنها شأن طبيعة الإنسان وربما كان هذا هو التحدي أن تجد في العادي ما يثير الدهشة. أبطال روايتي من الدرب الأحمر، المغربلين، الكلحة، البساتين وبعضهم من النازحين.اكتب في منطقة سبقني إليها عظماء مثل نجيب محفوظ، خيري شلبي،.ابراهيم اصلان، 104 القاهرة بشخصياتها " انشراح عويضة ، منال الطشطوشي الاسطي حسن كليشنكان حتي شخصياتها الثانوية الشيخ رجب كوبرا " زوبا انت يا "هل سيستطيعون ان يحفروا لأنفسهم وجودا في الوجدان المصري. تتمني ضحي أن تكتب عملا عن الحرب العالمية الثانية وتقول: ربما ستكون شخصياته غير مصرية، وأتمني ان اعيش متعة اكتشاف في هذه المنطقة التاريخية والنفسية والانسانية.