هناك تري الكرم الحقيقي فالذي يبيع لك يهديك شيئا من عنده والمرأة تهديك شالا صغيرا أو طرحة. عشت في اليمن خمسة أعوام في السبعينيات حيث كان زوجي رحمه الله كبير خبراء الأممالمتحدة هناك وحينما كنت مسافرة إلي هناك قال لي استاذي موسي صبري رحمه الله اليمن ده حب مش جواز وتعجب الجميع لانتقالي بأسرتي الي هناك حيث لم أكن أحب الاسر المفككة وهناك فوجئت بمجتمع شديد الترابط شديد الحب والترحيب بالضيف. وبعد فترة وجيزة كان لي اسر صديقة يجيئون إلي ويأخذونني الي الاسواق الشديدة البساطة المليئة بكل ما هو تراثي سواء يمنيا أو عربيا وقد اشتريت خنجرا يمنيا علقته في بيتي علي الحائط فهو مصنوع من الفضة المليء بالزخارف الدقيقة في غمده وكذلك له حزام جلدي مليء بقطع العملات القديمة أما عن جبل تعز فأنت تستطيع ان تشاهد من فوقه مسجدا يقال انه المسجد الذي بني علي أهل الكهف وأن أهل الكهف كانوا في كهفهم في هذا المكان. وفي جبل »نقم» تري المرأة اليمنية سافرة وغير مغطاة الوجه وتبيع وتشتري والرجل فقط للرعي. وهناك تري الكرم الحقيقي فالذي يبيع لك يهديك شيئا من عنده والمرأة تهديك شالا صغيرا أو طرحة. واليمنيون يعيشون حياة تراثية في طعامهم ايضا وليس الملابس فقط. وهناك قابلت الشاعر العظيم عبدالله البردوني وهو شاعر يمني يرسل الشعر بإلقاء جميل وقد التقيته في بيته وكان الناس ينادونه ويرد عليهم بإبيات الشعر وقد تعجبت لماذا لم يأخذ الشاعر العظيم البردوني حظه من الشهرة مثل غيره من الشعراء العرب مع قدراته الفائقه علي إلقاء الشعر مرسلا علي زواره وكذلك حينما ينادونه ببيت من الشعر يرد عليهم ايضا ببيت من الشعر وقد حاورته ونشر الحوار في احدي المجلات وكان حواره مؤثرا جدا ونال تعليقات كثيرة أولا لعظمة شعره ثانيا للعروبة التي سيطرت علي أبياته وإلقائه. والعلاقات اليمنية المصرية شديدة خصوصا انهم يحملون لنا ودا خالصا بسبب وقوفنا معهم ودفاعتنا عنهم في الحرب حتي نالت اليمن استقلالها وكان كل رؤساء اليمن يجيئون إلي مصر بلدهم الثاني وكذلك معظم اليمنيين كانت مصر بالنسبة لهم هي الوطن الثاني.، أما عن الطلبة اليمنيين في الجامعات المصرية فقد كانوا كأنهم في وطنهم وكم كانت لنا صداقات معهم في الجامعة ومنهم من اصبحوا وزراء في اليمن وقاموا بدعوة اساتذتهم إلي هناك. ومازالت العلاقات المصرية اليمنية شديدة الحميمية حتي اليوم لأن هناك علاقات ممتدة وزيجات تمت ومازالت الحياة رائعة بين البيت اليمني والبيت المصري. كانت ذكرياتنا رائعة في هذا البلد الجميل العريق.