اختفاء ظاهرة »تائهي» المشاعر المقدسة لأول مرة منذ 6 سنوات أعلن اللواء سيد ماهر مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية الرئيس التنفيذي لبعثة الحج المصرية، نجاح خطة تفويج حجاج القرعة من مشعر مني إلي مكةالمكرمة، وأشار إلي أنه تم تفويج جميع الحجاج من مخيماتهم الي مقار اقامتهم. وأكد في تصريحات ل »الأخبار» أنه لأول مرة منذ أكثر من 6 سنوات، تختفي ظاهرة »التائهين» بمنطقة المشاعر المقدسة، حيث لم تسجل غرفة عمليات بعثة القرعة حالة اختفاء واحدة منذ تصعيد الحجاج إلي منطقة المشاعر المقدسة بعرفات ومني، حتي عودتهم الي فنادقهم بمكةالمكرمة. وعلي صعيد الحج السياحي بدأت أمس رحلات عودة حجاج السياحة من الصالة الشمالية بمطار جدة، وسوف تفتح قرية الحجاج أبوابها أمام جميع الرحلات بدءا من اليوم.. ويعد الحج السياحي المصري هو الأول في مغادرة الأراضي السعودية فيما يعرف بالحج السريع والحج الفاخر.. كما تبدأ اليوم الرحلات المكثفة لإعادة حجاج الشركات.. وقد بدأ تدفق حجاج »السياحي» أمس علي المدينةالمنورة.. وتصل أعداد حجاج الشركات السياحية الذين سيزورون المدينة بعد الحج إلي حوالي 22 ألف حاج بنسبة 75٪ تقريبا من اجمالي عددهم. وأكد محمد شعلان المشرف علي الحج السياحي ان لجان الوزارة المكلفة بمتابعة الحجاج بالمدينةالمنورة عادت مساء أمس من مكة إلي المدينة لاستقبال حجاج السياحة الذين سيزورون مسجد الرسول.. وأضاف انه تم تدعيم هذه اللجان وزيادة عدد اعضائها من مشرفي الوزارة ونشرهم بين اماكن اقامة الحجاج بفنادق المدينة.. وأوضح عبدالحميد عبدالحليم رئيس لجنة السياحة بالمدينةالمنورة ان جميع حجاج السياحة يقيمون بالمنطقة المركزية الشمالية وهي الأقرب للمسجد النبوي.. وأشار إلي انه تم نشر لافتات بكافة فنادق المدينةالمنورة تحمل عنوان مقر البعثة وتليفوناتها للتواصل مع الحجاج في حال وجود اية شكاوي أو مشاكل. وردا علي شكاوي بعض الحجاج من عدم انتظام الحافلات المخصصة لتفويجهم من مني إلي مكةالمكرمة، أوضح اللواء سيد ماهر أنه قبل التصعيد إلي منطقة المشاعر المقدسة، تم تحديد الحجاج المتعجلين وغير المتعجلين بناء علي رغبة كل حاج، لكن مسئولي البعثة فوجئوا ببعض الحجاج غير المتعجلين، يستقلون الحافلات المخصصة لتفويج الحجاج المتعجلين أمس الأول، مما أدي إلي حصولهم علي مقاعد بعض المتعجلين، وأشار إلي أنه تم علاج الأمر من خلال الدفع بعدد من الحافلات الاحتياطية قامت بتفويج الحجاج في وقت قياسي، وأعلن أنه سيتم البدء في تفويج الحجاج إلي المدينةالمنورة، ابتداء من غد السبت، بينما ستبدأ اولي الرحلات المغادرة للمدينة إلي القاهرة الخميس القادم حتي 2 أكتوبر، علي أن تغادر آخر رحلة من مكةالمكرمة إلي القاهرة في 28 سبتمبر. وأكد الرئيس التنفيذي لبعثة الحج أن اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية، وجه بعد انتهاء موسم الحج العام الماضي، بضرورة تطوير الخدمات المقدمة لحجاج القرعة، بما يضمن لهم آداء المناسك في سهولة ويسر. وأضاف أن بعثة القرعة نجحت هذا العام بشهادة الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط رئيس بعثة الحج الرسمية في توفير العديد من الخدمات المتميزة التي تقدم لأول مرة لحجاج القرعة؛ وذلك من خلال تطوير منظومة تصعيد الحجاج الي منطقة المشاعر المقدسة بواسطة حافلات حديثة مجهزة علي أعلي مستوي، وتطوير المنظومة الغذائية، ورفع قيمة التأمين علي حياة كل حاج من 50 إلي 60 ألف جنيه، بالإضافة إلي استحداث غرفة عمليات بمقر قطاع الشئون الإدارية بالقاهرة لتلقي استفسارات المواطنين عن ذويهم من الحجاج والرد عليهم من خلال الربط مع غرفة العمليات الرئيسية للبعثة بمكةالمكرمة. وأوضح أن مسئولية بعثة حج القرعة عن الحجاج تبدأ منذ لحظة سفرهم الي الأراضي المقدسة، وحتي عودتهم سالمين إلي أرض الوطن، وأوضح انه فور وصول حاج القرعة إلي مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، أو مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينةالمنورة، يكون في استقباله طاقم ضباط مكتب المطار، الذي يترأسه لواء لانهاء إجراءات وصوله في سهولة ويسر، ثم يتم تفويجه إلي فندق إقامته، وأضاف ان جميع الفنادق تقع بالمنطقة المركزية، سواء بالحرم المكي الشريف، او بالمسجد النبوي الشريف، وذلك بعد نقل حقائبه في شاحنات مخصصة لنقل الحقائب، تجنبا لفقدان أي حقيبة، وهو بالفعل ما تم هذا العام؛ حيث لم تتلق البعثة بلاغا واحدا بفقدان حقيبة.. وأضاف اللواء ماهر أنه بالنسبة لمقار إقامة الحجاج بالأراضي المقدسة، فإن بعثة حج القرعة نجحت هذا العام في حجز أماكن إقامة مميزة، وذلك علي الرغم من الارتفاع الكبير والمتواصل في الأسعار، بسبب استمرار السلطات السعودية في القيام بإزالة العديد من المباني والمنازل بمنطقة الحرم المكي لعمل توسعات في المنطقتين الشمالية والشرقية، وهو ما أدي الي إزالة العديد من الفنادق المحيطة بالحرم وارتفاع أسعار الايجارات، وأشار إلي أنه تم حجز 17 فندقا مميزا لإقامة الحجاج بمكةالمكرمة، معظمها في شوارع إبراهيم الخليل، وأجياد السد، والهجرة، وغزة، وهي الشوارع المحيطة بالحرم المكي الشريف، وجميعها فاخرة ومصنفة، وتبعد عن الحرم بمسافة تتراوح ما بين 650 و900 متر، وهو ما يتيح لحاج القرعة آداء الصلوات الخمس داخل الحرم، دون تحميله تكلفة غير مباشرة من خلال ذهابه الي الحرم المكي بأي وسيلة مواصلات مثل بعثات بعض الدول الاخري، التي اضطرت إلي الخروج من المنطقة المركزية بسبب ارتفاع أسعار ايجارات الفنادق. وأشار إلي أنه بالنسبة للمدينة المنورة، فإن بعثة حج القرعة نجحت هذا العام في حجز 90% من الفنادق بالمنطقة الشمالية المطلة علي المسجد النبوي الشريف، بينما لا تبعد باقي الفنادق عن الحرم بأكثر من 200 متر. وأضاف أنه بمجرد وصول الحاج الي مقر إقامته بالمدينةالمنورة كان يقوم باستلام »وجبة المدينة» التي تم استحداثها هذا العام لأول مرة، و5 زجاجات مياه معدنية من أفضل الأنواع لاستخدامها خلال فترة اقامته علي مدي 5 أيام، بينما تسلم الحاج بمكةالمكرمة »وجبة مكة» و30 زجاجة مياه معدنية، لاستخدامها خلال فترة اقامته علي مدي 20 يوما، فضلا عن »وجبة المشاعر» التي تسلمها قبل تصعيده إلي منطقة المشاعر المقدسة، لاستخدامها في طعام الافطار، بجانب السبع وجبات الساخنة التي تم صرفها له خلال يوم عرفه وأيام التشريق. وأكد أن توجيهات اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية كانت صريحة وواضحة بشأن الاستعداد للمشاعر حيث شدد علي ضرورة تلافي سلبيات الأعوام السابقة في عمليات التصعيد وتطوير الخدمات المقدمة للحجاج بعرفات ومني. وأضاف أن بعثة القرعة حرصت مثل كل عام علي تطوير الخدمات المقدمة للحجاج في منطقة المشاعر المقدسة، حيث كان الشغل الشاغل لأعضائها هو الحصول علي نفس الموقع المتميز الذي حصلت عليه العام الماضي لمخيمات القرعة بمشعر عرفات، والذي يتوسطه موقف للحافلات لسهولة النفرة الي المزدلفة، وبالفعل تم الحصول عليه.. وأشار اللواء ماهر إلي أن تطوير الخدمات المقدمة للحجاج بمنطقة المشاعر المقدسة هذا العام، شمل عاملين أساسيين، هما وسيلة تصعيد الحجاج الي عرفات، وتأمين مصادر الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل أجهزة التكييف، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة هذا العام.