يقول عصام شحاتة رئيس جمعية الأقزام، إن الأقزام لا يستحقون نظرة السخرية وعبارات الاستهزاء التي تصدر ممن يقابلونهم ويضيف: أثبتنا وجودنا، وأصبح لدينا مطاعم ومقاه خاصة بنا، وأنشأنا أول مصنع في العالم للملابس الجاهزة خاص بالأقزام، فضلا عن إنتاج الملابس العادية لمواجهة تكاليف الحياة، إضافة إلي مصنع للجلود ينتج أحذية مخصصة للأقزام نظرا للمعاناة التي يقابلونها من عدم تواجد مقاسات مناسبة لهم، بالإضافة لحقائب النساء. يتابع: نعاني من عدم حصولنا علي سيارات وكلما ذهب أحدنا لطلب سيارة يكون الرد »الأقزام مالهومش»، ونتمني أن يكون لنا من يمثلنا بالمجلس القومي للمعاقين فنحن الإعاقة الخامسة وليس لنا من يمثلنا في أي من مراكز الدولة، وطالبنا بمقابلة رئيس الوزراء ووزير الصحة ورئيس الجمهورية وبعد تحديد الميعاد فوجئنا بالإلغاء قبلها بساعات قليلة. ويوضح: عددنا 80 ألف قزم علي مستوي الجمهورية أي أننا نمثل ثلث عالم الأقزام لأن العالم كله يضم 200 ألف قزم، وحتي الآن نشعر بالتهميش حتي بعد إقرار المادة 81 التي تنص علي التزام الدولة برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ويليهم الأقزام، ونطالب بالمشاركة في مناقشة القانون بالبرلمان. ويشكر رئيس جمعية الأقزام، وزير الصحة ورئيس لجنة التضامن بالبرلمان لموافقتهم علي إجراء 5 عمليات لأطفال صغار حتي تتحسن حالتهم، ولكن مازالت أعداد الأطفال المحتاجين لهذه العملية هائلة، فلا يجوز تقديم مذكرة لكل قزم ومن المفترض أن يصدر قانون يرغم أي جهة علي تنفيذ عملية لأي قزم يحتاج لتطويل علي نفقة الدولة بالتعاون مع جمعية الأقزام. ويستطرد: أنشأنا نقابة خاصة بالأقزام وكانت الأولي في العالم عام 2014 مقرها بالإسكندرية، ونطلب من رجال الأعمال تبني قضيتنا ليحولوا هذا المصنع الصغير إلي صرح ضخم فكل ما قمنا به كان بالجهود الذاتية. ومن ناحية أخري قابل ذوو الاحتياجات الخاصة الرئيس وطرحوا مطالبهم، ومن جانبنا نطلب من الرئيس السيسي أن يقابل مسئولين من جمعية أو نقابة الأقزام ليستمع لمشكلاتنا، لكن للأسف لدينا مشكلة سنظل نعاني بسببها وهي عدم وجود من يمثلنا في مجلس النواب ونتمني تعيين ولو شخص واحد منا بالمحليات. ويتساءل: ما هو دور الدولة تجاه من تخطوا السن قبل صدور قرار ال5% الذي صدر العام الماضي؟ قائلا: لا يوجد لهم أي معاشات ولا أي دخل ومنهم من يعمل بالميكانيكا أو النجارة أو الحدادة وهو ما يصعب علينا كثيرا فأصحاب الورش يرفضون عملنا مبررين »أنت هاتقدر تعمل إيه.. أنت قزم مش هاتطول حاجة». ويشير إلي أنهم يعملون حاليا علي إنشاء الائتلاف العربي لقصار القامة الذي سيضم خمسة أفراد من كل دولة عربية، وهو ما سيعود علينا بفوائد كثير أهمها إمكانية سفر الأقزام لهذه الدول مجانا دون الاحتياج لدفع آلاف الجنيهات، ومن ناحية أخري توفير فرص عمل في أي دولة مشاركة في الائتلاف. أما سارة طه فكلما زدات ثقتها بنفسها قللت من طول الكعب حتي صار حذاؤها الآن (فلات)، وتقول: من أراد أن يستنشق عبير الورود فإنه ينحني لها. »بسكوتة مسكّرة» هو اللقب الذي اشتهرت به سارة بين أصدقائها وأقاربها، تخرجت في كلية الآداب قسم اجتماع، وبدأت التمثيل منذ أن كانت في الثانوية العامة، وتعرضت عند التحاقها بالجامعة للكثير من المشكلات بسبب حجمها الصغير، وأجبرها فضولها الفني علي الاستمرار في تأدية التدريبات التي تقام علي مسرح الجامعة ومتابعة البروفات، وكانت تحصل علي دور لممثل تأخر عن الحضور، تقول: لم يقتنعوا بقدرتي علي أداء دور كامل، ولكن عشقها للتمثيل أسوة بأخيها جعل موهبتها تفرض وجودها. أصيبت بنوبة اكتئاب جعلتها تجلس في منزلها ولا ترغب في رؤية أحد، وفجأة قررت أن تخرج لتمارس ما تحبه، فبدأت مع مسرح إم بي سي بعد أن عرضت موهبتها علي صناع العمل لينصحها المخرجون بعدم التفكير في قصر قامتها والتركيز علي الفن، وهو ما أهلها فيما بعد للحصول علي جائزتي أحسن ممثل بوزارة الشباب والرياضة، وأحسن ممثل تميز بساقية الصاوي. واقترح عليها أحد أصدقائها الالتحاق بفرقة الفنون الشعبية لقصار القامة فتفاجئت بالفكرة وقالت في نفسها كيف لعدة أشخاص قصيرين أن يرقصوا؟.. بينما مجرد السير في الشارع يفتح المجال لكل من يرغب في السخرية والاستهزاء. وتواصل: هناك من تقبلنا ومن لن يتقبل، ووجدت أكثر من 14 قزما وقزمة راقصين، عملنا معا لفترة وكنا أول فريق فنون شعبية أقزام في العالم، ولم تكتمل الفكرة لعدم الاهتمام المادي والإعلامي. ومن هنا جاءت فكرة عمل عرض مسرحي للأقزام فقط وطالبت سارة من يمتلك موهبة بالفعل أن يتقدم ليشارك بدلا من اللعب بنا علي المسرح من قبل فنانين كبار نصبح علي أيديهم مجرد »إفيه» للضحك والسخرية. وتعمل سارة وفق نسبة ال 5% في مطار القاهرة ولكنها لا تذهب لعملها فهم يعتبرونها علي المعاش، ولها أجر طبيعي وتأمين صحي ولكنهم لا يوفرون لها مكانا لتمارس فيه عملها، وهو ما يؤثر بالسلب علي حالتها النفسية. من الصعيد أتي محمود مصطفي متولي إلي القاهرة ليعمل ممثلا بمسرح عبد المنعم مدبولي، بعد أن رسم بداية طريقه وهو في الثامنة عشرة من عمره بمركز ثقافة كوم أمبو فهوايته منذ صغره هي المسرح، شارك في العديد من الأدوار بالمسرح والسينما والتليفزيون أهمها »سكر هانم» و»زي الفل» وفيلم »علقة موت» ومسلسل »ألف ليلة وليلة» وآخرها »ونوس» مع الفنان الكبير يحيي الفخراني. لم يرث محمود التقزم فهو حالة وحيدة بين أفراد عائلته، ويقول إن القصر نعمة ولولا قصر قامته لما أصبح فنانا بل كان سيبقي بالصعيد بجوار والديه وإخوته، فقصره هو موهبته الحقيقية ففي النهاية كل شخص يحصل علي نصيبه كاملا في الحياة ولم يمثل قصر قامته أي عائق له في الحياة. ويقول زميله في المسرح عبد الرحمن إبراهيم من الصف بحلوان إنه في البداية كان يتعرض لبعض المضايقات من سكان المنطقة التي يعيش فيها ولكن بعد ذلك بدأ الجميع يتأقلمون مع الوضع ويعاملونه بشكل طبيعي. وهو القزم الوحيد في عائلته، وقام بعدة أدوار مسرحية أهمها »كوكب سيكا» و»عالم أقزام»، ومسلسليكوا مع الفنان محمد هنيدي. ويشكو من إهدار حقوق الأقزام فأغلبهم لا يستطيع أن ينفق علي زواج ولا يجد عملا مناسبا له أو يعالج من أي مرض يصيبه، وهناك من لا يجد معاشا ليعيش منه، ولابد من توفير مساكن وسيارات لشباب الأقزام، وأن يتم مراعاتهم في تخطيط الشوارع والأرصفة. وعن الانضمام لنسبة ال 5% يقول عبد الرحمن إنه يجب أن يكون معاقا تماما ولا يستطيع الحركة حتي يحصل عليها، فلم يستخرجوها له في البداية وبعد أن قدم عليها مرة أخري استخرجوها له بعدما كتبوا فيها أنه يعاني من تقزم وتشوهات بالعمود الفقري وتشوهات بمفصل الحوضين ومفصلي الركبتين يؤثر علي الحركة وكل هذا غير صحيح.