عالم غامض، ينعزل افراده عن المجتمع تحت مسمى التدين والرغبة فى الالتزام بقوانين الجماعة، أسراره واحكامه يتبادلها أفراد المجتمع الحريدي فى اسرائيل بشكل شفوي غير مكتوب يتبادله افراد الجماعة كأحكام على رقابهم لا يمكن تجاهلها او التقصير فيها، القوانين لا تمتد الى حد تحديد العلاقات بين الازواج وابنائهم والحياة الشخصية للأفراد. لم يكن أمر المجتمع الحريدي فى اسرائيل معلوما لدي الجميع الي ان قررت بعض وسائل الاعلام رفع الستار عن اسرار هذا المجتمع الغامض الذى اصبح يفصح عن اسراره بسبب حوادث انتحار لأتباعه ممن يرفضون الاستكمال تحت سيطرة تلك القوانين والاحكام المشددة، ومن خلال هذا الامر قامت القناة العاشرة ببث سلسلة وثائقية قصيرة حول اسرار المجتمع المعزول فى اسرائيل، الذى يري ان قيام الدولة الاسرائيلية على ارض فلسطين امر لا يقبله التوراة ويرفض الحياة العصرية لأصحاب الديانة اليهودية، وتنبثق الطائفة الحريدية من مجموعة من التيارات التابعة لليهودية الارثوذكسية التى تتمسك بشكل مبالغ بتطبيق وصايا الديانة اليهودية، ونشأ فى وسط وشرق اوروبا لينتقل المصطلح الى اسرائيل، والولايات المتحدةالامريكية وبلجيكا وبريطانيا. تطرقت السلسلة الوثائقية الى تفاصيل حياة النساء فى عالم الحريديم الذى يعزل النساء تماما بدعوى الاحتشام، ويعتبر المواطن الاسرائيلي ان الحريدي شخص متطرف لا يمكن التعامل مع ويحمل أفكار تعادي الصهيونية وترفض اركان الدولة الاسرائيلية، ويمنح المجتمع الحريدي النساء مهمة واحدة فقط وهى العمل كربات منزل ومسئولات عن توفير الرغبات للزوج الحريدى، وتأمر الطائفة الحريدية ابنائها من الازواج بإنجاب 7 او 8 ابناء والمرأة تعيش بين منزل زوجها ومنزل والديها لتعمل فى خدمة المنزلين فقط دون اى مهمة أخرى، ونجحت بعض الحالات التى اثبتت ضيق حالها وابتعاد الزواج عن المسئولية فى إعالة بيوتهن من خلال العمل البسيط الذى يعد ضد التعاليم الحريدية. منذ ايام قليلة كشفت الصحف العبرية عن حادث انتحار إستر فاينشطاين، وهى امرأة فى الخمسين من عمرها، إنتمت فى السابق الى الطائفة الحريدية ثم تركت ديانتها واسرتها وبناتها السبع، ولم تكن المرة الاولى التى تهرب فيها من المجتمع الحريدى وانما سبق لها الهرب من زوجها وبناتها، اما الهروب الثاني لها فإنتهى بإنتحارها لتفتح ملف المرأة فى العالم الحريدي. عثرت الشرطة الاسرائيلية على جثة إستر على شاطئ البحر بعد ستة ايام من إختفائها وبعد ثمان سنوات من إختفائها عن اسرتها ومقاطعتها لهم، وحاولت بناتها نشر صور لها تكشف رغبتهن فى العثور عليها ولم الشمل الا انها قررت الانتحار دون الاستجابة لمطالبهن، وتنتمي إستر الى اكثر الجماعات تطرفا فى العالم الحريدي ضمن مجموعة "حسيدوت جور"، والتى تعرف بسلوكيات افرادها المبالغة والاكثر تطرفا، ونشرت الصحف العبرية تفاصيل حياة استر وحياتها الخاصة التى تسير طبقا لأوامر الحاخامات دون تدخل من الافراد، واولى القواعد التى تنادي بها تلك الجماعة هي منح اوامر للزواج بعدم حب زوجاتهم لأن حب الله لا يمكن ان يسير بجانب حب المرأة ولذلك يجب القضاء على اى مشاعر تمنح للمرأة، فالزوجة ما هى الا وسيلة لإنجاب المزيد من الاطفال وفقا للتعاليم. تتنقل تعاليم حسيدوت جور بين افرادها بشكل شفوي دون كتابة فالزوج ممنوع من نداء اسم زوجته فى لمسها دون غرض الانجاب، كما يحرم نوم الزوج فى نفس فراش زوجته، ويمنع نزوله الى الشارع برفقة زوجته، وتناولت إستر قبل انتحارها يومياتها فى هذا العالم المغلق لتؤكد انها تنوي الانتحار بعدما شهدته فى حياتها فالاوامر وصلت الى حد منع الزوجة من الحديث الى زوجها وحظر النظر اليه بشكل مباشر حتى لا تثير غرائزه، ويجب الا تظهر المرأة جمالها وجاذبيتها فى محيط الزوج، وتسرد استر تفاصيل علاقتها بزوجها لتكشف عن زواجها منه بعد رؤيته لها لمرة واحدة ولم يناديها بإسمها طوال فترة زواجها الذى استشار فيه الحاخام ولم تلتق إستر بزوجها طوال فترة زواجهما الا لقاءات معدودة انتهت كل مرة تقريبا بإنجاب طفلة جديدة وفى بعض الاوقات يطلب الحاخام من الزوج المبيت فى المعبد من أجل الابتعاد عن زوجته وابنائه لتقوم بخدمتهم بمفردها.، وتكشف إستر عن الخوف الذي ظل يلاحقها طوال فترة زواجها بسبب الاحكام المتشددة عليهما بالاضافة الى خوفها بعد هروبها من اسرتها وخروجها عن تلك الطائفة وانتهت مخاوفها بالانتحار خنقا على شاطئ البحر.