الخوف شعور مرعب، يقود اصحابه احياناً الى الهلاك وتدمير من حوله اما الاحتواء، فهو طوق النجاة الذى يقود اصحابه الى الثبات والاستقرار، ويضمن حياة سعيدة لمن حوله وما بين الخوف والاحتواء، مسافات طويلة وشاسعه، افكاراً تتحطم واخرى تقود، بيوت تتهدم وعلاقات تتشتت وجرائم ترتكب، يقابلها هدوء واستقرار وسعادة وطمأنينة. وكوارق المراهقين والمراهقات كما يصفها الدكتور علاء رجب، استشارى علاقات الصحة النفسية والعلاقات الاسرية سببها الخوف المتزايد، ايضاً سلوكهم الذى يدفع ابنائهم الى ارتكاب الخطايا والإنحراف، فلا مراهق او مراهقه ترتكب الخطايا دون دوافع حقيقية سطرت بإيدى ابائهم وامهاتهم. فى هذا الحوار نتعرف على اهم اسباب ودوافع المراهقين والمراهقات للإنحراف، وكيف يمكن اجتياز تلك المرحلة التى يعتبرها البعض مرعبة بإستقرار وهدوء. كم من الاسر التى كانت تعيش فى سعادة وهدوء، والان تهددهم المشاكل وتحاصرهم الازمات بسبب انحراف ابنائهم المراهقين وبناتهم المراهقات، كم اسرة كانت تعيش فى سعادة واستقرار، والان اصبحوا مطاردين بالمشاكل الا اخلاقية ولعنات المجتمع، وفضائح تشوه وتهدد سمعة واسماء عائلات، هل فعلاً الفترة العمرية للمراهقين والمراهقات اصبحت كالشيطان المرعب الذى يهدد كافة الاسر، وكيف يمكن النجاة منها، ومن تلك النقطة كانت بداية الحوار مع الدكتور علاء رجب، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الاسرية. مطلح مرعب لماذا اصبح المراهقين والمراهقات خطر يهدد كيان الاسر بشكل عام؟ فى البداية لابد من تعريف السن الذى يظن البعض انه خاص بالمراهقه، وهو ما بين الثانية عشر الى السابعة او الثامنة عشر، هذا بالنسبة للاولاد او البنات، وفى حقيقة الامر، ليس هناك مصطلح علمى او نفسى لتعريف المراهق او المراهقه، هى فترة عمرية قام البعض بإطلاقها على هذا السن، وصنعوا منها اساطير وحكايات مرعبة، زادت الامور تعقيداً، وكانت سبباً للخوف المتزايد لدى الاباء والامهات لحصار الابناء، او لشعورهم بالعجز والفشل امامهم وتركهم بمفردهم يلقون مصيرهم وحدهم لتقع الخطايا الكارثية، واقصد ان اقول ان الخوف المتزايد من الاباء والامهات من هذا العمر لابنائهم وبناتهم سبب رئيسى فى إنحراف المراهقين والمراهقات. الإنهزام وما هى اسباب ودوافع المراهقين والمراهقات للإنحراف؟ الاسباب كثيرة وتختلف من اسرة الى اسره، وان وجد سبب واحد كفيل لأن يكون ارضاً خصبة للإنحراف، اولهم ان تجد رجلاً او امرأة يعنفون صغارهم فى الشارع او مكان عام، يركلونهم بأقدامهم او يصفعونهم على وجوههم، وما لا يدركه هؤلاء انهم يقومون بتربية ابنائهم وبناتهم لكنهم فى الحقيقة يدمرونهم نفسياً ويجعلونهم عرضة للإنحراف فى مرحلة المراهقة. ويتابع الدكتور علاء رجب قائلاً، سبب اخر وهو التعرض لهم فى الفترات الانهزامية، حيث تجد الاب والام يقفون ويحتفلون ويتفاخرون بأبنائهم وبناتهم عندما ينجحون ويحصلون على درجات مرتفعه، او يتفوقون فى الريضاه على سبيل المثال، وفى نفس الوقت تجدهم يعنفون ابنائهم وبناتهم بشكل غريب وقاسى عندما يخفقون او يحصلون على درجات منخفضه، او يفشلون فى مهمه ما، رغم ان الطفل او الطفله فى الاساس يحتاجون الى الدعم المعنوى فى لحظات الفشل اكثر من لحظات النجاح، وعندما يتم القسوة عليهم بهذا الشكل تجدهم ينحرفون فى مرحلة المراهقة كما يلقبونها، ايضاً لابد وان يتدارك الاباء والامهات ان ابنائهم قد ورثوا منهم الجينات والهرومونات، وان تفوقهم او فشلهم مرهون بهم بالاساس، وهو نتاج طبيعى لهم، فالطفل القادم لا يأتى بجينات افضل من والديه، العمل فقط هو محاولة توظيفها بشكل افضل حتى يحققون نجاح افضل من نجاح والديه كما يرغب الاباء. كما ان اخطر شيىء يقابل الاطفال هو عقد مقارنات بينهم وبين من فى عمرهم على مستوى الاقرباء او الزماله، وهنا يقع الاباء والامهات فى خطأ كبير، كيف يقارنون بين ابنهم او ابنتهم بإنسان اخر يعيش فى بيئة مختلفه، والديه لهم جينات مختلفه، المرحلة العمرية لا تعنى ان تعامل اطفالك بنفس طريقه تعامل الاباء والامهات الاخريات، والدليل اننا اذا طبقنا طريقه معينة بين اكثر من طفل سنجد منهم الناجح والفاشل، وهذا يعنى ان لكل طفل تربية خاصه، لكل انسان عموماً بصمة نفسية خاصة كبصمة الاصبع لا يمكن ابداً مقارنتها ببصمة نفسية او بصمة اصبع لإنسان اخر. كومبارس ورقيب وكيف يمكن التعامل مع المراهقين والمراهقات فى هذه الفترة من قبل الاباء والامهات؟ للأسف هناك بعض الاباء يفضلون ان يعيشوا فى دور الكومبارس، الذى يعمل ويجتهد من اجل الحصول على المال واعطائه لزوجته لتلبية ابنائه بالشكل الامثل، وهذا غير صحيح على الاطلاق، الاب والابنه يحتاجون الى الاب والام سوياً، وطرف واحد فقط سوف يهدد كيان الاطفال فى فترة المراهقه، لابد وان يكون الابوين متواجدين بجانب اطفالهما خاصة فى فترة المراهقة، كما ان عليهما ان يعلمونهما الحب، حتى لا يقعا بعد ذلك ضحايا لشباب او فتيات يسقطونهم فى خطايا الإنحراف. وتعليم الحب بالنسبة للمراهقين والمراهقين هو ان يتم التعامل بين الازواج بإحترام شديد، وان حل المشاكل يكون بعيداً عن اعين وتفكير اطفالهما. ايضاً لابد من الاشارة الى ان بعض الاباء والامهات يستعدون لمرحلة مراهقة ابنائهم وبناتهم وكأنهم يخوضون فى حرب، حيث تجدهم يراقبونهم بكل قوة واستمناته، يحاولون معرفة عنهم كل شيىء، فى المدرسة فى المنزل مع لااصدقاء، وهذا خطر حقيقى الرقابة الى درجة الانحصار تشعر المراهق والمراهقة كأنهم فى سجن، ومن ثم يتجه تفكيره الى الخلاص من هذا السجن المرعب، ويسقط ضحية فى اول اختبار حقيقى، ايضاً الاهمال التام للابناء والبنات خطر لا يقل خطورة عن الرقابة الشديدة، ولهذا نؤكد ان مقولة خير الامور الوسط صحيحة جداً، لابد وان يكون هناك رقابة لكن لا تصل الى مرحلة الحصار، الابتعاد عنهم الى درجة الاهمال. ملكات فى المنزل الخوف الاكبر على الفتيات ومع هذا انحراف الفتيات ظهر بشكل اعلى من الشباب؟ ويرد الدكتور علاء رجب قائلاً، انحراف الشباب والفتيات مختلف نوعاً ما، الشباب يتجهون الى المخدرات ومصادقة اصدقاء السوء، ومن الممكن ان يكون هناك انحرافات جنسية، والمثير ان يرى الاباء والامهات ان الانحراف الجنسى لابنائهم اقل خطورة من انحراف بناتهم. الشاب من الممكن ان ترى سلوكياته ان كانت ستسير على الطريق الصحيح او الخاطىء من اصدقائه وزملائه، هم يشاركون فى تشكيل رؤيته وطريقة تفكيره، اما الفتاة لانها تميل الى العاطفة اكثر فمن الممكن ان تسقط ضحية لمجرد انها سمعت كلامات معسولة من شخص يريد الاتيلاء على احساسيها او جسدها، وهنا الخطورة بالنسبة للفتيات، ولذلك نصيحتى خاصة للاباء ان يعاملون بناتهم على انهن ملكات بمعنى الكلمة، الملكة هى من تشعر بنفسها، يعطيها من الحنان والوقوف بجانبها وان يبقى لها سنداً حقيقياً لا تحتاج بعده اى سنداً اخر، فهل من الممكن ان يتمكن شاب ضعيف الشخصية، او غير سوى، او رخيص المشاعر ان يداعب ملكة ويستولى على احساسها وكيانها وان تجعله تسلم نفسها بكل سهولة ويسر، هذا مستحيل ولن يتحقق ابداً كلما شعرت الفتاة بالامان مع والديها وانهما سنداً حقيقياً معها، ولذلك اقول لهم عاملوا بناتكم كملكات وليس كأنها فتاة عادية مثلها مثل اى فتاة اخرى، حينها ستستطيع الفتاة بعد ذلك إختيار شريك حياتها بالشكل الامثل، وستكون بعيدة المنال عن اى انسان تسول له نفسه فى الاقتراب منها بهدف الخداع والسيطرة عليها. ويختتم الدكتور علاء رجب استشارى الصحة النفسية والعلاقات الاسرية، المنزل هو مسرح عمليات رئيسى فى تكوين شخصيية افراده، اذا تم التعامل فيه بذكاء وفطنة وطبقاً لاساليب تربوية صحيحة وبمادىء واخلاقيات دينية سوية سوف تظل الاسرة محافظة على استقرارها وهدوئها بعيداً عن اى مشاكل او تهديدات، اما اذا فشل الاباء والامهات فى هذا سوف تكون النتائج كارثية وتهدد كيان الاسرة، على الاباء والامهات ان يقفا بجوار ابنائهما فى كافة المراحل العمرية حتى يكونوا نموذجاً عملياً فى تربية اشخاص اسوياء يفرقون بين الخير والشر، ويتصدون بكل سهولة لاى عوامل خارجية تحاول التأثير على سلوكهم الصحيح.إنهاء الدردشة