تذكرتُ كاتبنا الكبير يوسف إدريس ومقاله الشهير » تَمَجوشوا يا عرب» عندما ذهب إلي قرية مجاويش بالغردقة هاجِرا الصحب والصحف والتليفونات والمجلات والإذاعة والتليفزيون، ولم يكن في زمنه النت وأحفاده من وسائل التواصل الأخري؟ علي خطاه اتجهت نحو الجنوب، وبالتحديد نحو »أبي الحسن الشاذلي»، الطريق من قِفط إلي القُصير طريق قديم غير ممهد، وفي حاجة ماسة إلي ازدواجه وسفلتته، مع ضرورة حل مشكلات الانحناءات المتوالية والخطرة في منتصف الطريق؛ ولا سيما في الكيلو 90 من الطريق ذاتها، فهي انحناءات تمنع رؤية السيارات القادمة ولأن الطريق غير مزدوج وضيق تصطدم السيارات ولا توجد شبكة هواتف مما يعرض المصابين للموت قبل نقلهم للمستشفيات البعيدة. عندما مرت السيارة بالقُصير انقبض قلبي، فهذه أول مرة أمرّ بها ولا أري الصديق الشاعر محمد الجارد الذي رحلَ عنا، كان وجوده ينشر الثقافة والشعر في كل مدن البحر الأحمر؛ أقام مسابقات شعرية وندوات وأمسيات لكنها إرادة الله تعالي، اتجهنا إلي مرسي علَم؛ الطريق ممهد لكنه غير مزدوج، بدت القري السياحية تتلامس مع بعضها البعض من القصير لمرسي علم، وصارت كأنها قبابٌ متراصة يُمسك بعضُها بعضا، من مرسي علم إلي قرية أبي الحسن الشاذلي قرابة مائة كيلو متر وهي طريق وعرة وأسفلت متهالك، وأود من اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر أن يعمل علي إعداد هذه الطرق بما يحفظ أرواح الناس. في الصحراء تحت الشمس لمحنا رجلا واقفا في انتظار سيارة، أوقف أخي محمود سيارته وأخذناه معنا إلي قريته »قرية أبي الحسن الشاذلي». - اسمي جامع من العبابدة أحفاد الزُبير بن العوام، ونحن موجودون في دول كثيرة، أنا مصري، وأنا مُجند الآن بالجيش بالأقصر. هكذا بدأ جامع حديثه معنا وأخذ يشرح لنا الأشجار التي نبتت في الصحراء، ونصحنا أن نأخذ الهرجل والشيح والدمسيسة لأمراض المعدة، وقال: إننا نتداوي من نباتات الصحراء، وعندما سألته: هل يوجد مستشفي لديكم، ابتسم وقال: توجد وحدة صحية لا يوجد بها سوي برشام الريفو، وأردف: نحن نذهب إليها عندما تلدغنا »الطريشة» ولا نجد مصلا، فنضطر لنقل المصاب لمستشفي مرسي علم فيموت في الطريق قبل أن نصل. في الصحراء بدت خيام العبابدة؛ وهي خيام من قِطع الثياب الممزقة ملقاة فوق فروع شجر جُمِع من الصحراء، وقلت: يا إلهي كيف لهم أن يعيشوا في القرن الواحد والعشرين في مثل هذه الخيام الرَّثة، وقلت لجامع: لماذا لم تذهبوا للبيوت الجديدة التي بنتها لكم الدولة، فقال:أولا:لا تكفي؛ وثانيا لأنهم لم يراعوا خصوصيتنا في بنائها، تخيّل بنوا لنا البيت حوالي 70 مترا؛ يشمل حجرة واحدة 3 متر في 3 متر، لقد بنوا لنا قبورا وليست مساكن، ثم أردف: أرض الله واسعة، فلماذا تلاصقت الدور، أين حُرمة البيت ؟ يبدو أن المهندس الذي صمم بيوتهم لم يعايشهم؛ وينظر إلي رؤيتهم للحياة، وكيف يعيشون، لم يراع ثقافتهم المحلية والخواص الاجتماعية لبيئتهم، وليت المحافظ ينظر في مطالبهم فيما يخص بيوتهم، وأما القول إن الدولة تبني لهم وهم يفضلون الخيام فهذا قول مردود عليه إنهم يريدون بيوتا لا قبورا ؛علي حد وصفهم؛ لأن سقفها منخفض جدا بالنسبة لهم ولا تصلح هندسيا تعليتها لأن المهندس - علي حد روايتهم - بنَي علي »وِش الأرض» أليس من حقهم أن يُستشاروا في هندسة بيوتهم؟ كما ينبغي أن يراعي الجوار في المساكن الجديدة لأنهم يودون أن يحافظوا علي جوارهم وتقسيماتهم القبلية، وهذا حقهم ولن يضير أحدا، ولعل المحافظ يلبي لهم هذه المطالب البسيطة، ثم هم يتساءلون: لماذا لا تمنحنا الدولة قِطع أرض نتملكها؟ ولا يخفي علينا أن العبابدة والبشارية منتشرون في حلايب وشلاتين ! من أجمل الأشياء الثقافية تنوع الثقافات في مصر؛ وهذا يجعل كنوز مصر الثقافية كالعقد المنظوم بألوانه المختلفة؛ فثقافة البدو وثقافة الصعيد وثقافة النوبة، وثقافة الإسكندرانية وثقافة القناة وثقافة مطروح وهكذا، في التعدد تكمن الوحدة، وهذا ما ينبغي أن نحافظ عليه ونرعاه ونسوّقه، ولا نعمل علي عولمته وطمسه لإيجاد ثقافة واحدة مهيمنة. لحظت أن السيول تنزل وتتجمع في أخوار (مفردها خور) وهو مجري السّيْل، وتُركت المياه لتتسرب في الرمال وتتبخر في الهواء مع حرارة الشمس، فلماذا لا ننشئ لها بحيرات بسدود لتوفير الطاقة وجمع الماء العذب للإنسان والحيوان والزراعة؟ وإقامة حضارة مستقرة حولها بدلا من التنقل بحثا عن الماء والكلأ؛ لاسيما أن سكان البادية والجيولوجيين والجغرافيين يعرفون مواعيد سقوطها وأماكن تجمّعها؟ هنا جبل حُمَيْثرا هكذا أشار إلينا مرافقنا جامع، قالها وتذكرتُ عندما كنت صغيرا كيف كانت السيارات المحمّلة بالبشر تمرّ أمام بيتنا وعليها ميكرفونات ومنشدون يرددون: يا برقُ قبلَ وُصولِنا لِحُمَيْثِرا/ بلّغْ سلامَ العاشقينَ مُعطّرا/ بينما العربات الأخري تغني بالعامية: »شادلي يا بُوالْحسنْ، ونْعيشْ ونْزورك سَنَوِي/ ونْولّع نورك سنوي» سألت أبي - رحمه الله تعالي - عن حُميثرا فقال لي: إنه جبلٌ علي مقربة من القُصير؛وقصّ عليّ قصة الشيخ »أبوالحسن الشاذلي» الذي كان يحج كل سنة ويجعل طريقه علي صعيد مصر مرورا بقفط ثم القصير ويعود من الحجاز مارا بالطريق نفسها وكانت تسمي الدرب الكبير، وفي آخر سنة حَجّ فيها قال لأحد رفقائه: خُذ فأسا وقفة وحنوطا معك، فقال له: ولماذا؟ فأجابه »في حُميثرا سوف تري»؛ فلما وصلوا إلي جبل حُميثرا في صحراء عيذاب، صلَّي الشيخ ركعتين وتوفي في سجوده الأخير؛ ودُفن هناك. وقد زار ابن بطوطة وادي حميثرا وحكي هذه الرواية في كتابه »تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار». والشيخ أبو الحسن الشاذلي (593-656ه) المغربي المولد، التونسي النشأة، المصري الإقامة والتعليم، حيث أقام وتزوج بالإسكندرية وأنجب أبناء وبناتا، وله تُنسب الطريقة الشاذلية التي مفتاحها الحب وأداء الفرائض، وصار له مريدون كُثْر منهم أبو العباس المرسي وابن دقيق العيد وغيرهما. ولعلي أتساءل كيف مصر آنذاك تستوعب مَن يأتي إليها وافدا بسماحة المصريين وحبهم العلم وإكرام الضيف حتي صار شيخهم دون أن يسأل أحد عن جنسيته ومولده، تري هل تعود هذه الروح التي تقبل الآخر في سماحة ويتنقل الناس بها بين البلدان العربية دون جواز سفر؟. »مدينة» فتاة متفوقة يحكي لي الأستاذ شاذلي بكري عويضة الذي ترك وادي النيل قبل عشرين عاما لينشر العلم في ربوع مرسي علم، ويستقر هناك متنقلا بين المدارس أنه اكتشف طالبة من قرية الشاذلي ابنة البادية تسمي »مدينة عبد الرحمن محمد سعد» احتلت دائما المركز الأول علي مستوي مدارس مرسي علم كلها، رغم قساوة الحياة التي تحياها، فهي تذاكر في خيمتها المتواضعة وتتفوق علي الجميع، حتي وصلت إلي الصف الثالث الثانوي (علمي) بمدرسة مرسي علم الثانوية حيث يرعاها مُدرسوها الأجلاء، ومدير المدرسة الأستاذ حمد الله يوسف ابن قرية الشيخية الذي أقام لها معرضا فنيا للوحاتها الفنية المدهشة، وقد أتمت حفظ نصف القرآن الكريم، وأمنيتها أن تلتحق بكلية الطب حتي تخدم نساء البادية، وهن سيذهبن إليها وستذهب هي إليهن دون عوائق عُرفية أو اجتماعية، وكل ما تتمناه »مدينة» أن توفر لها المحافظة سكنا منفردا بمرسي علم لعام واحد حتي تواصل تفوقها في الشهادة الثانوية التي ستبدأ قريبا؛ وهذا مطلب أودّ من المحافظ ورئيس مدينة مرسي علم اللواء عاطف وجدي أن يحققاه لها، وأن يتعهدها أحد رجال الأعمال أو أحد مالكي منجم السكري بالرعاية المالية حتي تتخرج من الجامعة، وهذا دورهم في خدمة المجتمع، وقد حكيت سابقا عن زملائي الألمان الذين كانوا يدرسون العلوم الإنسانية والتطبيقية علي نفقة شركة مرسيدس أو فولكس فاجن وغيرهما أو علي نفقة أحد الأثرياء، فلماذا لا توجد مثل هذه المِنَح في مجتمعنا. وماذا قَدَّم منجم السكري للمنطقة ولأبناء المحافظة ولاسيما العبابدة حيث يقع المنجم بينهم؟ وبالمناسبة فالعبابدة يطلبون من شيخنا الدكتور أحمد الطيب إقامة معهد ديني بجوار مسجد الشيخ أبوالحسن الشاذلي ليخدم المنطقة كلها ممن يسكنون الجبال والبادية، ويودون إنشاء فصل للثانوي وفصل للتعليم الفني لأنهم غير قادرين وغير راغبين أيضا في إيفاد أبنائهم وبناتهم إلي مرسي علم في رحلة طويلة، ولا يودون أن يبيتوا خارج خيامهم، وقد لوحظ تسرّب معظم الأبناء بعد تخرجهم من مدرسة التعليم الأساسي الوحيدة الموجودة بالمنطقة، كما يحلمون بتقوية شبكات الهواتف، وبمياه نقية تصل إليهم صيفا.وتوفير الخدمات الطبية والتموينية. وقد سعدتُ كثيرا بما قالته لي الأستاذة نورة كامل فاضل وكيلة وزارة التربية والتعليم بالبحر الأحمر التي تأتي دوما بأفكار من خارج الصندوق، إنها ستبدأ هذا العام بفصل »التعدين» للطلاب الذين سيدرسون يومين نظريا في المدرسة وأربعة أيام بمنجم السكري، وهو اتجاه محمود طبّقته ألمانيا قبل ذلك، وبذا نجد متخصصين ولا بطالة بينهم، وكذلك ستفتح فصلا بالقصير للتعليم الزراعي، وليت كل المديرين يفكرون فيما يحتاجه الناس. شجر السَّلَم هنا مقام الشيخ أبو الحسن الشاذلي؛ المسجد مبني علي مساحة كبيرة، أسسته الحامدية الشاذلية، ورُوعي في تصميمه ومواد بنائه البيئة المحيطة به، جبل وواد من أجمل ما خلق الله، القُبتان بزخارفهما المنتقاة وألوانهما المدهشة تشعان مع المقام علي المكان روحانية مرفرفة تحسها، المقام منفصل تماما عن المسجد هنالك بئر بجوار المسجد ورد ذكرها عند الرحالة مغطاة بأحجار كماء مدين، ولا أدري لِمَ لا يغرفون منها، مع بناء سور صغير يمنع من السقوط بها. صلينا بالمسجد خلف إمام مثقف، وهل أطلبُ من الشيخ أمين مصطفي البلوعي مدير الأوقاف أن يبعث بعلمائه إلي الجبال حتي يستقي الناس من علومهم، وأن يذهب مثقفونا إلي هؤلاء الناس في خيامهم يُسمعونهم ويَستمعون منهم، فهم كنوز ثقافية لا تُعوض. في المسجد جلس مريد في أدب يقرأ وِرْدَه، يمسك بعصاه، سلّم علينا، سألته عن عصاه، فقال لي إنها فرعٌ من شجر السّلَم، وقديما قالوا: »مَنْ حَمَلَ السَّلَمْ سَلِمْ» وقد وردت السلمات في قصيدة ابن الفارض الرائعة: أَبرقٌ بدا من جانبِ الغور لامعُ/ أمِ ارتفعتْ عنْ وجهِ ليلي البراقعُ؟ اصطحبتُ معي عصا السلم، لعلنا نَسْلَم. ورحت أقرأ كتاب الدكتور محمد رجائي الطحلاوي عن الشيخ أبو الحسن الشاذلي، وهو كتاب قيّم، كَتَبه مُحب عالِم متمكن دون شطط أو إسراف، ورُحتُ أفكر كيف جاء الشاذلي ليؤسس طريقة من أهم الطرق الصوفية التي يتبعها الملايين بالعالم في حب ووسطية؟ حول المسجد نشأت عشوائيات كان من الممكن تنظيمها، فالمكان متسع وأرض الله واسعة فلماذا لا نعيد تخطيط الميدان؟؛ ونمنح كلّ طريقةٍ صوفيةٍ ساحةً بمساحة 1000 متر يقيمون عليها ساحتهم، تضم فندقا وفناء متسعا ودورات مياه تخدم الزائرين، ومطعما لهم، لأن الطُّرق اجتهدت وبَنت ساحات دون تنسيق حضاري، وبذا نشجع السياحة الدينية التي تنعش اقتصاد المنطقة؛ ونعمل علي تطويرها، وتُقيم المحافظة بازارات ومتاجر صغيرة لبيع المنتجات المحلية للعبابدة والنباتات الطبية والأعشاب التي تعد صيدلية متكاملة، ومشروبات خلت من الكيماويات، أظن أن تخطيط المنطقة الآن أسهل وستكون أجمل المناطق بين الجبال والأودية. محمية طبيعية هل من الممكن تحويل مرسي علم وما حولها لمحمية طبيعية، بجانب محمية جبل علبة؛ فالقري السياحية تزحف والناس سيدمرون كنوز البحر من أسماك نادرة وشُعب مرجانية مدهشة، ومحار ملونة، وإذا انتظرنا سنجد ما حدث بالغردقة سيتكرر هنا، ففي الغردقة قام أصحاب الفنادق بردم الشواطئ أمام قراهم بالأحجار والزلط والرمال، دون وعي بأهمية ما طمسوا من كنوز بحرية لا تُعوض لأنها تكوّنت عبر آلاف السنين إن لم يكن عبر ملايين الأعوام، بل إن هناك فنادق كاملة بُنيت في البحر بعد ردمه، دون محاسبة ودون محاكمة، بل كان المسئولون السابقون يسهرون بها، ويشجعونهم في عصور مضت علي ردم البحر وتيبيسه حتي يتوسعوا أكثر فأكثر، هل نحوّل مرسي علم إلي محمية طبيعية بجبالها وأوديتها وأشجارها ونُوقِها وبحرها بشعابه المرجانية وأسماكه زاهية الألوان وحشائشه المائية وما حوته شواطئها من كائنات بحرية تريك جمالا متفردا تراه بعينيك دون غوص أو إبحار. كلي ثقة أن المحافظ سيعمل علي ذلك حفظا للبيئة، وهل من الممكن حظر شراء واستخدام الأكياس البلاستيكية التي تملأ الشواطئ وتخنق الأحياء البحرية؟ لعلَ وعسي أن نري أكياس القماش أو الأكياس الورقية التي تتحلل وهي محبة البيئة. وَدّعَتُ وادي حُميثرا وأنا أردّد : »بلّغْ سلامَ العاشقينَ مُعطّرا». وقال لي : مَن أنا؟ »أنا» رجلٌ يبيع الحلمَ بالكلماتِ، يقرأُ آيةَ الكرسي أنا الأمويُّ، عَشَّاقٌ لفاطمة، وسُنّيٌّ مع الفاروق/ أنا أبتاعُ وَهْمَ حقيقة الدنيا وأشربُ من مياه النيل أغنيتي وأسكبُ دمعةَ الأحزانِ في نهرٍ لدجلةَ يا حُسَيْن/ أنا أوطاني امتدتْ لقرطبةٍ وعادت خطوتيْن/ أنا وَهمٌ، وليت الوهمَ كان حقيقةً فدفَنْتُ أشلائي علي باب البقيع ورحتُ أركع ركعتيْن/ أنا العباسُ والفرناسُ والقرطاسُ، كُرديُّ مع الأكراد، صوفيٌّ مع الزُّهَّاد، خمّارٌ مع الأوراد، أبحرني بحار الشوقِ، أسكرني مع العُبّاد، أبحرني بلا شطٍّ، وأنزلني جبالَ القافِ، أسكرني بأشعارٍ، وأيقظني بحفّارٍ علي باب القبورِ، يبيعُ أكفانَ الهوي، والناس مجتمعونَ حولَ الموْردِ القدسيِّ، إذْ أُسريتُ في بيدِ الوصولْ/ وصلتُ، صرتُ الواصلَ الموصولْ/ كنتُ القاتلَ المقتولْ لا بحر الهوي بحري وروحُ الروحِ رسمُ دخولْ/ »أنا» ماعاد لي منها سوي ألفٍ تميلْ/ لعلّها اتكأتْ علي »نونٍ» غَدتْ كفراشةٍ طارتْ علي عُش الهوي غَنَّتْ علي »أَلِفٍ» ومازالتْ تقولْ !! قال الشاعر عبد الوهاب العفيفي: أما الأحبةُ فالفؤادُ محلّهم/ لكنَّ عيني تشتهي أنْ تَنْظرَ/ يا ساكنين بمهجتي، وديارُهم/ شَطَّتْ مزارا في صعيدِ حُميثرا