متحف عالمي مفتوح لايوجد مثله في أي مكان يضمه وادي حيتان بالفيوم لعرض حفريات الحيتان المتحجرة والكائنات البحرية سواء الفقارية اواللا فقارية تعود إلي عصر الأيوسين الأعلي أي منذ نحو 40 مليون سنة،وكما يقول د. أسامة السيد الاستاذ بقسم الإرشاد السياحي بكلية السياحة والفنادق بجامعة الفيوم فقد كانت أول زيارة بحثية لاستكشاف منطقة وادي الحيتان في عام 1800 في حين بدأت الدراسات الجيولوجية عام،1830 حيث تم العثور علي أول هيكل عظمي متحجر لأحد حيتان المنطقة وشهدت الفترة من عام 1961 وحتي عام 1986 عدة حفائر ليتم جمع عشرات الآلاف من القطع المتحجرة التي يعود تاريخها لأكثر من 40 مليون سنة، حين كانت هذه المنطقة تمثل الحدود الجنوبية لبحر » التيسي » وهو البحر المتوسط الآن، وكان موقع وادي الحيتان خليجا مملوءا بنبات » المانجروف » والأسماك العظمية مما جعله بيئة مناسبة للحيتان والكائنات البحرية الأخري،وانحسر البحر للشمال تاركا هذا الخليج بمفرده مما أدي إلي جفافه، ومع ملايين السنين تحجرت الكائنات البحرية الموجودة فيه واحتفظت الصحراء بحياة بحرية كاملة، لكي يري المشاهد الآن الهياكل العظمية للحيتان بهذا المنظر العجيب، بخلاف جذور نبات المانجروف المتحجرة بالاضافة إلي التكوينات الصخرية الساحرة التي تشبه فطر عيش الغراب. ويشير إلي أن عدد الهياكل العظمية المتحجرة للحيتان بلغ 406 منها 205 هياكل عظمية كاملة ترجع إلي 40 مليون سنة، بالإضافة إلي وجود الكثير من الحيوانات والأسماك الأخري مثل »القروش، والأسماك العظمية، وأبو منشار، والسلاحف البحرية، وغيرها من الكائنات البحرية»، وكلها مسجلة في قوائم التراث العالمي في »اليونسكو». ويوضح عصام السعداوي باحث بيئي بمحمية وادي الريان أن منطقة وادي الحيتان جزء هام بمحمية وادي الريان ويعد أهم وأحدث اكتشاف علمي يبين التغيرات الأساسية التي تمثل سجل الحياة علي الأرض،ويشير إلي أن وادي الحيتان يقع داخل محمية وادي الريان التي تغطي مساحة 1759 كم غرب محافظة الفيوم علي بعد 150 كم من القاهرة.