7 ساعات كاملة أمضيناها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي فى حوار شامل، مع رؤساء تحرير الصحف القومية الأخبار والأهرام والجمهورية، صباخ الأحد 21 أغسطس 2016، بصالون الطابق الأول من قصر الاتحادية. هذا هو الحوار الصحفى الثانى الذى يدلى به الرئيس منذ توليه منصبه لرؤساء تحرير الصحف القومية.. التقينا بالرئيس فى تمام التاسعة والنصف صباحاً.. زميلاى محمد عبدالهادى علام وفهمى عنبة وكاتب السطور، بحضور اللواء عباس كامل مدير مكتب رئيس الجمهورية والسفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم الرئاسة. كان محدداً للقاء ثلاث ساعات على الأكثر، وكان مقدراً أنها تتسع لتناول كل القضايا فى حوار شامل. لكن الحوار امتد، واللقاء طال 7 ساعات كاملة، لعلها الأطول فى زمنها لحوار صحفى مع رئيس، ولعلها الأقصر فى شعورنا بمرور وقتها، فى حضرة رجل لا تريد حين تلتقى به أن تفارقه. لم تتوقف أسئلتنا، وإجابات الرئيس طيلة هذه الساعات، إلا بعض الوقت، ليلتقى المبعوث اليابانى ثم الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس فى صالون آخر، وانتهزنا هذه الفرصة لسرعة إعداد الجزء الأول من هذا الحوار للنشر. الكلمات مهما عبرت، تعجز عن وصف أجواء اللقاء. لم يبد الرئيس ضيقاً من طول المدة، ولا من أى سؤال، أجاب عن كل استفساراتنا دون تردد أو تحفظ. كان الحوار ثرياً، صريحاً، مفصلاً. يعتز السيسى بأمرين أنه مواطن قبل أن يكون رئيساً، ومقاتلاً قبل أن يكون قائداً. تحدث عن مستقبل مصر بعيون المواطن الذى يريد لبلده أن تجد مكانها أخيراً بين صدارة الأمم، وتحدث عن حاضر مصر بعيون الرئيس المهموم بوطنه والمنشغل بالنهوض بشعبه. هو مقاتل ذو كبرياء، لا ينحنى لأحد ولا يرضخ إلا لإرادة الجماهير، ويعرف أيضاً أن المقاتل فى ساحة المعركة ظهره هو شعبه، وذخيرته هى عزته وشرفه. يأسرك الرئيس السيسى ببشاشته وهو يقابلك ويكلمك، ولا تستطيع أن تخفى إعجابك بنظرته الشاملة للأمور ورؤيته البعيدة للقضايا واستخلاصه لجوهر الأشياء من قلب تفاصيل المشهد. تحدثنا مع الرئيس فى كل ما كان يعن لنا، فى سياسة مصر الخارجية، وعلاقتها الدولية، تناولنا قضية السلام فى الشرق الأوسط وتداعياتها، والأزمات العربية وتبعاتها، وعلاقات مصر بأفريقيا والقوى الكبرى فى العالم. كان جوهر الحوار عن مصر الداخل.. مصر التحديات.. مصر الأمل.. مصر المستقبل. وأنهيناه بأسئلة عن الإنسان والبطل والرجل الذى اختاره الشعب لمهمة إنقاذ وحماية وبناء، وأجاب عنها كلها دونما أى حرج..