كالعادة.. مهرجانات وزارة الثقافة أصبحت لا لون.. ولا طعم.. ولا رائحة، وإذا كنا انتقدنا ختام ملتقي الخط العربي الذي انتهي منذ أسابيع بسبب تكريماته التي غطت علي الحدث، فختام مهرجان المسرح القومي فاق معدل التكريمات فيه الحدود.. منح المهرجان الجوائز للجميع رغم اعتراف رئيس المهرجان ببعض السلبيات التي واجهت العروض المسرحية، وكانت أهم السلبيات فقدان النطق باللغة العربية، وهذه كارثة في حد ذاتها، فإذا كان الشباب المسرحي لا يتقن اللغة العربية فلماذا الجوائز؟ ولماذا كل هذه التكريمات التي استمرت لأكثر من ساعة علي المسرح الكبير بدار الأوبرا لدرجة أن أحد العاملين قال مازحًا: »كرموا كل الناس ونسيوني أنا؟». المخرج ناصر عبدالمنعم رئيس المهرجان القومي للمسرح، قال إن هذا المهرجان كشف عن بعض السلبيات التي تحتاج لإعادة النظر إليها والاهتمام بها، منها أن المهرجان شهد 22 عرضا مسرحيا لمؤلفين أجانب مما يناسب 55%، و عرضان مسرحيان لمؤلفين عرباً مما يناسب 25%، و16 عرضا فقط لمؤلفين مصريين مما يناسب 40%، ثانيا بلغت نسبة المخرجات المشاركات في المهرجان 10% وهن 4 مخرجات من بين 40 مخرجا، وناشد لرفع مستوي العروض وتنوعها. وقال حلمي النمنم وزير الثقافة: نحن نفتقد إلي حركة النقد المسرحي، ولابد أن نفكر سويا كيف يمكن أن نستنهض حركة النقد المسرحي مرة أخري التي يجب ألا تموت برحيل النقاد المسرحيين العظام. وقال إنه وجد عدم إجادة اللغة العربية وألفاظها في بعض العروض المسرحية من الشباب المصريين لذا يجب أن تقوم ورش تدريبية في جميع التخصصات. وقام الوزير بتوزيع جوائز المهرجان، حيث حصل عرض »القروش الثلاثة» لمنتخب جامعة طنطا علي جائزة كرم مطاوع لأفضل عرض مسرحي، وحصل المخرج السعيد منسي علي جائزة كمال ياسين لأفضل إخراج مسرحي. كما حصل عرض »الرمادي» إخراج عبير علي لمركز الهناجر علي جائزة حسن عبدالسلام لأفضل عرض مركز ثان، وحصل عرض »الإنسان الطيب» للمخرج سعيد سليمان، إنتاج مسرح الطليعة علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة »جائزة مهدي الحسيني» مناصفة مع عرض »أنشودة غول لوزيتانيا» إخراج محمد المالكي لكلية الهندسة ببورسعيد. وحصل المسرح الجامعي عن عرض » قواعد العشق الأربعون» لكلية الحقوق جامعة عين شمس علي جائزة سمير العدل لأفضل مخرج صاعد. أما جوائز التمثيل حصلت إيمان غنيم علي جائزة آمال الزهيري لأفضل ممثلة صاعدة عن عرض »جميلة» إنتاج مسرح الغد، وفازت فاطمة حسن بجائزة ملك الجمل لأفضل ممثلة دور ثان عن عرض »القيد» لمركز شباب المعني بقنا، أما جائزة ماجدة الخطيب لأفضل ممثلة دور أول فحصلت عليها هاجر عفيفي عن عرض »الخروج عن النص» للمعهد العالي للفنون المسرحية. وجوائز التمثيل رجال حصل علي جائزة مخلص البحيري لأفضل ممثل صاعد أحمد سعد والي عن عرض »دراما الشحاتين» لفرقة فيكتور المسرحية، وحصل أحمد ماجد ومحمد وائل علي جائزة محمد وفيق لأفضل ممثل دور ثان مناصفة عن عرضي »الخروج عن النص»، و»القروش الثلاثة»، وجائزة عمر الحريري لأفضل ممثل دور أول فاز بها أحمد عثمان عن عرض »الفنار» إنتاج مسرح الشباب. وركزت توصيات لجنة التحكيم التي أعلن عنها الفنان أشرف عبد الغفور. وضرورة تدريب الممثلين من الشباب علي تقديم اللغة العربية، كذلك الاهتمام بالفنيين، والمسؤلين عن المكياج المسرحي، ضمن لائحة المهرجان وجوائزه، وتخصيص جوائز خاصه بهم وبراقصي الباليه و الفنون الشعبية. وقال الفنان القدير سناء شافع إن هذا المهرجن يدل علي أن مصر بخير وفيها طاقات وإبداعات كثيرة، وأن الذي أسعده أنه لا يري في النتائج أي مجاملات وموازنات بل إنها نتائج حقيقية .