لم يعد خوان خوسيه ميّاس غريبًا علي القاريء العربي، فبعد ترجمة "العالم" وهكذا كانت الوحدة" أو "كانت هذه هي العزلة، و"لاورا وخوليو"، والعديد من قصصه، غدا كاتبًا مألوفًا لنا، بعوالمه التي تبدو بسيطة، وبلغته القريبة للآذان والبسيطة في تراكيبها. ظهرت أولي أعمال مياس في سبعينيات القرن الماضي. في فترة كانت فيها الكتابة عن الحرب الاهلية الإسبانية فرضًا تطهريًا وواجبًا وطنيًا، حتي بات موضوع الحرب عمودًا رئيسيًا في البيت السردي. غير أنه، كما سيبدو جليًا في سرده، نحا صوب الخيال، والسرديات الصغيرة، والفردانية، ليصنع عالمًا غرائبيًا من هذا الواقع المستهلك كتابًة، والمنهك تحت وطأة رغبات الساسة. بذلك تميزت كتابة ميّاس بتتبع الخيال الطفولي الذي يؤدي به إلي مناطق مجهولة. الخيال الذي يبدأ بسؤال بريء فإذا به أمام أزمة وجودية. الفرد في العالم الملتبس هو قضية الكاتب الإسباني الكبري، ورصد هذا الالتباس هو سردياته البسيطة في تكنيكاتها الثرية في خصوبتها التخييلية. هنا نقدم مجتزءًا من رواية "المرأة المهووسة" التي صدرت العام الماضي في إسبانيا عن دار سايكس بارال، وستصدر ترجمتها العربية قريبًا عن سلسلة الجوائز بهيئة الكتاب المصرية.