145 ألف للطب و75 للهندسة.. المصروفات الدراسية لكليات جامعة المنصورة الجديدة    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    سعر الذهب اليوم الخميس 31 يوليو 2025.. عيار 21 بكام الآن في الصاغة؟    مصر توقع اتفاقية جديدة لتعزيز أنشطة استكشاف الغاز في البحر المتوسط    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: إعلان حركة رؤساء مباحث الثغر.. وزوج يطعن زوجته بالمحكمة لرفعها قضية خلع ضده    بعد المشاركة في تظاهرات بتل أبيب ضد مصر.. كمال الخطيب يغلق التعليقات على «إكس»    الخارجية: لا توجد دولة بالعالم قدمت تضحيات للقضية الفلسطينية مثلما قدمت مصر    منظمة التحرير الفلسطينية تطالب بإنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة    البرتغال تدرس "الاعتراف بدولة فلسطين"    سانشو يخطط للعودة إلى بوروسيا دورتموند    نيكولاس جاكسون يدخل دائرة اهتمامات برشلونة    هويلوند: مستمر مع مانشستر يونايتد وجاهز للمنافسة مع أى لاعب    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة على طريق أسوان الصحراوي الغربي    دخلا العناية المركزة معًا.. زوج بالبحيرة يلحق بزوجته بعد 3 أيام من وفاتها    إزالة إشغالات وأكشاك مخالفة وعربات كارو ورفع تراكمات قمامة خلال حملة موسعة في القليوبية    قرارات تكليف لقيادات جديدة بكليات جامعة بنها    ترفض الانكسار.. مي فاروق تطرح أغنية «أنا اللي مشيت» من ألبوم «تاريخي»    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    «انصحوهم بالحسنى».. أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقيموا الصلاة (فيديو)    «صحة شمال سيناء»: زيارات مفاجئة للمستشفيات للارتقاء بصحة المواطنين    جامعة بنها تعقد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشري    ب مكونات منزلية.. وصفة سحرية لتنظيف القولون وتعزيز صحة الجهاز الهضمي    دياز: كومباني أخبرني بأنني سألعب على الجناح الأيسر.. وهذه تفاصيل محادثتي مع فيرتز    جثمت على صدره.. الإعدام لربة منزل قتلت طفلها انتقامًا بالبحيرة    اسكواش - دون خسارة أي مباراة.. مصر إلى نهائي بطولة العالم للناشئات    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    رئيس جامعة دمياط يترأس اجتماع مجلس الجامعة بجلسته رقم 233    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    عودة نوستالجيا 90/80 اليوم وغدا على مسرح محمد عبدالوهاب    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    وزارة الداخلية تضبط طفلا يقود سيارة ميكروباص فى الشرقية    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    واشنطن تبلغ مجلس الأمن بتطلع ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا 8 أغسطس    وزير الخارجية اللبناني يبحث مع مسئولة أممية سبل تحقيق التهدئة في المنطقة    الخميس 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات "مهرجان الصيف الدولى"    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    "قريب من الزمالك إزاي؟".. شوبير يفجر مفاجأة حول وجهة عبدالقادر الجديدة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    القنوات الناقلة لمباراة برشلونة وسيول الودية استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    محافظ المنيا: تشغيل عدد من المجمعات الحكومية بالقرى يوم السبت 2 أغسطس لصرف المعاشات من خلال مكاتب البريد    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    بالأسماء إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة بصحراوى المنيا    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    حنان مطاوع تودع لطفي لبيب: مع السلامة يا ألطف خلق الله    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوربرت الألماني وعمير الجزائري
يوميات الأخبار

كل ما يؤرقني :كيف قتلت 149 رجلا من الجزائر ؟ ولماذا؟؟ كيف لي أن أتخلص من هذا العار الذي يطاردني والذي كان مصدر فخر لي آنذاك ؟!
كان الوقت صباحاً عندما خرجتُ لأول مرة من بيتي الكائن في الحي القديم بمدينة بون بألمانيا حيث حطت بي الرحال للإعداد لرسالة الدكتوراه حيث وصلتُ البارحة ليلاً لم أتبين معالم المنزل من الخارج لأن الوقت كان حوالي التاسعة مساء الأحد ؛ وكانت الشوارع شبه خالية فغداً لديهم عمل، وكم عجبتُ حين عرفت أن مطار كولنKoeln الذي يبعد عن بون عشرين كيلو مترا يغلق أبوابه كل يوم في الثامنة مساء حتي السابعة صباحا لأن السكان المجاورين له اشتكوا من ضجيج الطائرات، ولذا فقد قررت البلدية إغلاق المطار ليلاً حتي ينعم الناس بالهدوء ؛ ولم أشأ أن أخرج ليلا بحثاً عن مطعم ولذلك فتحتُ حقيبتي وأخرجت بعض التمر الذي وضعته أمي بها ورحت آكل وأنا أشعر بشوق إلي الأهل والنخيل ورحتُ أردد قول الشاعر:
أشوقاً ولمَّا تمضِ بي غير ليلةٍ فكيف إذا خبَّ المطيُّ بنا عشرا
نمتُ نوما عميقاً ؛خرجتُ في الصباح،كان المنزل مكونا من قسمين متجاورين لهما حديقة مشتركة، في أثناء خروجي لمحتُ رجلاً في الخمسين من عمره تقريبا يجلس علي أريكة في الحديقة وبدا محلقاً في الورود بينما بسط كلبُه الأسود ذراعيه تحت قدميه، كان الشيب قد زحف إلي رأس ذلك الرجل بينما امتلأ جسمه الذي بدا كعمود من حجر أبيض، لم ينتبه لقدومي بيد أني بادرته بالسلام فردَّ في برود وواصلت سيري نحو جامعة بون حيث التقيتُ أستاذي البروفيسور اشتيفان فيلد العميد بالجامعة، تباحثنا معاً وعزمني علي الغداء وبعد ذلك عدت إلي المنزل : كان الرجل مايزال جالسا وكأنه لم يقف منذ تركته في الصباح لكن لمحت بجواره امرأة، سلمتُ عليهما فاستوقفني ومدّ يده قائلاً : أنا نوربرت لاي Norbert Ley، جارك، وهذه روزفيتا زوجتي، وهذا »سِدْني»‬ كلبنا الهادئ.
عرَّفتُه باسمي أيضاً، فرحَّبا بي وعرضا عليَّ أن أجلس معهما وحكيا لي عن المنزل ومزاياه وعرضا عليّ أن أتناول العشاء معهما في الحديقة فالجو كان صيفا؛ وبدأ نوربرت لاي يحكي بينما راح يحتسي كأساً من الكولا في حين أعدّت لي امرأته كوبا من الشاي:
-أنا نوربرت لاي، إنني أميل إلي العرب بعد أن كنت لا أحبهم، هكذا بدأ حديثه معي، في شبابي كنت أعمل عدة أعمال بعد أن هربتُ من بيتنا بعد مقتل أبي في الحرب العالمية الثانية وزواج أمي من آخر لم أحبه، بدأت راهبا في كنيسة قرب ميونيخ، كان العمل لايناسبني ولكني وجدت فيه الملجأ،كانت الحياة صعبة بعد الحرب، كنا نقف في طوابير حتي نأخذ كسرة خبز، في يوم من الأيام ذهبت لمشاهدة مباراة كرة قدم بين فريق كنت أشجعه وآخر، وعندما غَلب الفريق الآخر ثُرت، شتمني أحد مشجعي الفريق الآخر، خلعتُ الصليب المدلي علي صدري وشججتُ به رأسه، وألقيت بمسوح الرهبان ومضيت دونما رجعة إلي الكنيسة.
سافرتُ إلي فرنسا حيث التحقت متطوعا بالجيش الفرنسي، بعد فترة قصيرة من التدريب أرسلوني لأعمل في الجزائر، لم أكن أدرك أنها عربية، وكانت مهمتي اقتناص الجزائريين الثائرين، كان عليَّ أن أثبت براعتي في عملي ، وكم كنت قناصا ماهراً، لا يمكن أن أنسي وجوه من قتلتهم !
يتوقف نوربرت لاي عن الحديث ويروح في فترة صمت وندم، يشرب ما تبقي في كأسه فتملأ له روزفيتا كأساً آخر وتجلس أمامه محدقةً ذاهلة كأنما تراه وتسمعه لأول مرة !بينما كان سِدْني يدور حولنا:
-نعم قتلت 149 رجلاً جزائرياً........ ماذا؟؟ أحدق في وجهه، لم يكن مازحا ً بل اكتسي وجهه بالحزن والدموع، وراح ينتحب ! تتدخل روزفيتا محاولة أن تخرجه من هذه الحالة
-نوربرت لماذا لم يصل العدد إلي 150؟
-هذا ما كنت أنويه حتي أحصل علي الميدالية الذهبية لكن المشكلة أتت عندما هممت أن أقتل »‬الرجل المائة والخمسين» نفد الرصاص، طلبت من جندي فرنسي كان معي أن يعطيني رصاصة لكنه كان يحقد عليّ، ولذا رفض حتي لا أحصل علي الذهبية،وقف الجزائري يصلي في خشوع غير آبه بمصيره، تعجبت من قوة إيمانه، حاول الفرنسي أن يقتل هذا الرجل الجزائري الذي كان قد فرغت ذخيرته أيضا؛ منعتُه وركلتُه بعيداً لأنني لمحت في عينيْ الجزائري توسلا وعتابا علي الرغم من أنه كان قد قتل منا خمسة رجال، أشفقتُ عليه.سجدَ لله شكرا ولأول مرة أتذوق حلاوة الإيمان.
- سألني الجزائري : لماذا كنتّ حريصاً علي قتلي ثم علي نجاتي؟، حاولتُ أن أشرح له الأمور، وكان محاورا، لم أستطع أن أجيبه عن أسئلته،كنتُ في نظره مجرد قاتل، وهكذا كنت !، شرح لي قضيتَه؛ اقتنعت، تبادلنا البنادق الفارغة،علي بندقيته حفر اسمه »‬عمير اليوسفي» بينما كتبتُ له علي بندقيتي :»نوربرت لاي» لم يصدق الرجل أنني أمامه، لأن شهرتي كقاتل كانت تخيف الجزائريين !
ودّعته وقد قررت ألا أقتل مرة أخري، صممتُ علي العودة إلي ألمانيا،حاول القادة الفرنسيون أن يثنوني عن قراري ولكنْ هيهات، أيقظتْ كلمات اليوسفي فيّ إحساساً لم ينتبْني من قبل، عدتُ إلي ألمانيا، لم أجد عملا، حصلت علي معاش مبكر من الجيش الفرنسي، وبعد سنوات حصلت علي إعانة بطالة من ألمانيا، وأعيش هنا منذ سنوات مع روزفيتا، إنها امرأتي الثانية أما الأولي فقد طلقتني بعد أن رُزقت منها بابنتين، لا تزورانني إلا في عيد رأس السنة،رغم أنهما تسكنان في بون، أعيش وحيداً مع روزفيتا وسِدْني، روزفيتا كانت تعمل في إذاعة كولن لكنها حصلت علي معاش مبكر !
كل ما يؤرقني :كيف قتلت 149 رجلا من الجزائر ؟ ولماذا؟؟ كيف لي أن أتخلص من هذا العار الذي يطاردني والذي كان مصدر فخر لي آنذاك ؟! هذه الوجوه تزورني متوعدة كل مساء، قرأت معاني القرآن الكريم وأعجبت به ودخلت الإسلام عسي أن يغفر الله لي.
مازلتُ أحتفظ بالصور، تمضي روزفيتا لاهثة وتُحضر ألبوم الصور، ها هو نوربرت لاي بالزي العسكري، صورة مع ابنتيه وزوجته الأولي، مضي نصف الليل وهو يحكي وينتحب.! ويصمت..
تكمل روزفيتا : عندما ألمّت به أزمة قلبية في العام الماضي نقلتُه إلي المستشفي القريب منا، وعندما أفاق من غيبوبته كان هنالك رجل آخر ينام علي السرير المجاور في غرفته : حدّق كلٌّ منهما في وجه الآخر، اعتدلا:
-أنت نوربرت لاي؟
- وأنت عمير اليوسفي؟
عانق كلُّ منهما الآخر ؛ وراحا في بكاء عميق.
يلتقط نوربرت لاي الحديث »‬لقد أخطأت في حق العرب، لقد كانوا ثوارا مقاتلين بينما كنت قاتلا مأجورا.
ودعته ومضيت،كانت مشاعري تجاهه عوانا بين الكراهية والشفقة معاً ؛ في مساء كل أحد تقريبا كنت أجلس معهم ليحكي فصلا من فصول حياته التي لا تنتهي، بعد سنوات عدت إلي الوطن، كنت أذهب إلي ألمانيا كل عام لكن لم أكن أعرّج نحو بون، في العام الماضي زرت بون وبحثت عنه، قالت لي روزفيتا :لقد هجرني قبل عشرة أعوام، بحثت عنه في كل مكان لم أجده، وأخيرا عرفت أنه يعيش في بيت العجزة، سلّم عليّ وراح في صمت، كتب يومياته ومنحها إليّ. كنت أراه في السوق وقد تدلي شعر رأسه ولحيته يجرّ كلبه سدْني الذي كان يهش لمرآي أما هو فقد ظل صامتا، كان شعور من الندم يغطي ملامح وجهه، عدتُ إلي مدينة العين وفي آخر مرة ذهبت لألمانيا عرجت نحوه ؛ سألتُ موظفة الاستقبال عنه، حدقَت في عيني متسائلة :هل تعرفه؟
- نعم فقد كنا جاريْن
-متي؟
-قبل عشرة أعوام؟
-لقد مات نوربرت لاي قبل خمسة أيام !!
ماذا قدم زويل لمصر؟
عاتبني الصديق الكاتب الأستاذ محمد درويش في يومياته عما كتبتُه في صفحتي عندما تساءلت: هل لو ظل زويل بمصر وبجامعة الاسكندرية التي فصلته هل كان سيحصل علي جائزة نوبل؟؛ وله العتبي، لكني أري أن ذلك مستحيل في هذه المنظومة التي تمنح الأستاذ الجامعي 79 جنيها لمناقشته رسالة جامعية، و250 جنيها لإشرافه علي الدكتوراه خمس سنين! وفي ظل الشلل والمؤامرات.
لكن ما أحزنني هو تساؤل بعض أشباه المتعلمين في بجاحة غير مسبوقة عما قدمه أحمد زويل لمصر؟ ويكفي زويل أنه زرع الأمل في نفوس الشباب المصري والعربي وأن بإمكانهم أن ينافسوا العالم في العلوم التطبيقية والنظرية، ورفع عن العرب اتهاما أنهم غير مسهمين في العلم في العصر الحالي مكتفين باجترار الماضي، كما أنه وهو المفصول من جامعة الإسكندرية عاد إليها بعد نوبل مشجعا لهم ناسيا وقع قرار فصله عليه وأمدهم بشحنة معنوية عالية وبأجهزة علمية متقدمة، وأما مدينة زويل العلمية التي منحوه أرضا يقيمها عليها في تنازع مع جامعة النيل وكأن أرضنا قد اختفت ولم يعد بها مكان يصلح لإنشاء جامعتين دون تنازع يذكرنا بتنازع مستأجريْن علي شقة،
هذه المدينة التي صار كل أب يتمني أن يلتحق ابنه بها للسمعة العلمية العالمية بها فربما كانت طريقنا لنلحق بركب العلم.
ألم يكف هؤلاء أنه وضع لبنة في صرح العلم ستذكره ما بقي العلم وسط العلماء الكبار الذين أسهموا للبشرية جمعاء وهو علم صالح مأجور عليه،
ربما لا يفهم هؤلاء أهمية الفيمتو ثانية، لكنهم ألا يدارون جهلهم بصمتهم؟
ثم نأتي للسؤال الأهم ماذا قدّم المتسائلون حتي نقارن بين ما قدمه زويل وقدموه!
خماسيات:
1. في شوارع بعض المدن بمحافطات عدة فتحات تشبه فتحات القبور،ويسأل الصغار آباءهم وأجدادهم عنها،فتأتي الإجابة :أبشرْ الصرف الصحي؛ فيفرح الصغار، ويكبرون ويُنجبون ويسألهم أحفادهم السؤال نفسه: فيجيبون : أبشرْ الصرف الصحي،وربما يأتي يوم بعد قرون ويأخذ الظلاب في المدارس درسا، هذا نصه »‬وقد حفرت الأسرة والعشرون قبل قرون أنفاقا للصرف الصحي ولم تكملها كعادة المصريين»!،ولك الله يا مصر.
2. في قفط مساحة كبيرة تسمي الدفادف وهي منطقة أثرية بُني حولها سور، ولا أحد يعلم ما يجري خلفه، فهي ليست معابد مفتوحة للزوار والسائحين، وليست متاحف، وليست أرض بناء يبنون عليها المدارس والمستشفيات إن كانت لا تصلح معابدها! فلماذا بُني السور، ومتي ستنقبها الوزارة أو هي نُقّبت؟ أفيدونا !!
3. أين لوحة الشهداء التي كانت في ميدان محطة قنا ؟ هل كان وجودها يمنع تجميل الميدان... إن أسماء الشهداء تزين الأمكنة والأزمنة... أتمني أن تعود هذه اللوحة حتي يشعر أبناء وأحفاد الشهداء بالزهو والفخر والانتماء ولذا سعدت بوجود لوحة الشهداء في المجلس المحلي، واتمني ألا تختفي... هل يوجد أجمل من لوحة الشهداء »‬ أحياء عند ربهم يرزقون»
4. في مخازن الآثار ملايين القطع الأثرية المخزنة، وهي مطمع للسارقين؛ لماذا لا تنشئ وزارة الآثار متاحف بهذه الآثار بجميع محافظات مصر؛ وما حدث في أسوان من السطو علي المخازن كاف للتنبيه؛وماحدث من سرقة مقتنيات قصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادي ينبهنا للخطر ؛ فالمخازن مآلها الضياع والسرقة، وتقليد القطع لتظل بالمخازن؛ والأصلي يباع في مزادات الكون.
5. لماذا لا تفيم جامعة بحلايب وشلاتين لتكون مكان جذب للشباب والسكان وتكون مختصة بالدراسات الإفريقية وعلوم الصحراء، كما أنها تقفل الكلام حول الحدود وفتنتها ؟
لا تلتفتْ إلي الوراءْ:
لا تلتفتْ إلي الوراءْ؛
فالشارعُ القديمُ مُطْفَأٌ،
والليلُ زيتُه الهوي،
ولحظةُ اشتهاءْ.
والحزنُ بدؤُه تذكّرٌ،
وليسَ - إنْ بدا - إنتهاءْ.
هناكَ حفرة الفراغِ،
والوداعِ والبكاءْ
بها تَسَيَّدَ الفناءْ
لا تلتفتْ إلي الوراءْ.
مِن الظلامِ ينبتُ الضياءْ ؛
فالغابةُ التي تركتَها ؛
ينامُ في طياتها العدمْ
وينشرُ الغبارُ طيْرَهُ بها
ويرقصُ الفراغُ في جدرانها
لا تدخلِ الغاباتِ إنْ عبرتَها
فربما إذا التفتَّ للوراءْ
ستفقدُ الطريقَ داخلكْ
هناك ألفُ قصةٍ منَ الفشلْ
وألفُ شارعٍ قدْ سَدّه المللْ
مِنَ الطللْ
سيُولَدُ الأملْ
لا تلتفتْ إلي الوراءْ
لم تُقْسَمِ العيْنان للأمامِ والوراءْ
والشارعُ القديمُ مغلقٌ
والبئرُ لم تزلْ مهجورةً
والأمسُ نائمٌ
فإنْ صحا سيُشْعلُ الحريقْ
وتفقدُ الطريقْ
والجنُّ تعزفُ الفراغَ في المساءْ
والليلُ بَدؤه الغروبُ،
والوداع مُبتدا الألمْ
لا تبتئسْ
وارمِ البذورَ في الحجرْ
سيسقطُ المطرْ
وينبتُ الشجرْ
غدٌ يجيءُ في سحابةٍ
سوداءْ
لكنَّ مِن ظلامهِ
سيبزغُ الضياءْ
لا تلتفتْ إلي الوراءْ
فالنهرُ لا يعودُ للوراءْ....
حفنة كلام
حسنا فعلت قري في الدلتا والصعيد عندما اجتمعت وقررت إلغاء نفقات الخطوبة والذهب والنيش وتأجيل غرفة الأطفال حتي تشريفهم، وهو اتجاه محمود سعدتُ به لأنه يساعد الشباب الذي يودّ أن يتعفف ولا يجد مالا، كما أنه يخفف العنوسة ويعمل علي التقليل من مظاهر التفاخر والرياء وحبذا لو فُتحت المنادر للشباب جنبا إلي جنب النوادي ليقيموا أفراحهم بها.
إن أمنية أي أم أن تتزوج ابنتها،فلماذا إذا جاءها الخاطب فرحتْ به ثم تعمل علي تطفيشه بنفقات لا فائدة منها سوي الخوف من كلام الناس، وأما القول حتي لا يأخذها بالساهل فحبذا لو وضعوا مؤخر الصداق عاليا وقائمة يوقّع عليها العريس والشهود تتضمن الذهب الذي لم يشتره.
قال المكزون السنجاري ت 1240
صَفا جَسَدي حَتّي بَدا مِنهُ قَلبُهُ / وَشَفَّ إِلي أَن بانَ ما فيهِ مِن سِرِّ
فَغَيِّبَ سِرُّ القَلبِ في سر قالِبي / كَما غابَ لَون الماءِ وَالكَأسِ في الخَمرِ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.