" انتهي عصر القلم .. وبدأ عصر القدم .. لقد أخذ هذا اللاعب فى سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام إخناتون" ،هكذا قال الأديب المصري " توفيق الحكيم " معلقا علي ما قرأه من أن لاعب كرة قدم لا يتجاوز ال 30 من عمره يتقاضي ملايين الجنيهات .. لقد اشتهر " الحكيم " بدمجه في أسلوب كتابته بين الرمزية و الواقعية علي نحو فريد يتميز بالخيال و العمق أو غموض و لقد كتب في عموده " توفيق الحكيم .. عصاي تقول" مقاله تحت عنوان " توفيق الحكيم .. يكتب عن كرة القدم " وهو ينقض لاعبي كرة القدم في مصر قائلا.. قالت العصا .. أجمع هواة كرة القدم .. ممن يشاهدون المباريات الدولية التي تجري بين الفرق المصرية و الأجنبية ، علي ظاهرة بعينها .. هي أن مصر تملك لاعبين من الطراز الأول .. لو أنك أخذتم فرداً فرداً لتبين أنهم أمهر و ابرع في الغالب من زملائهم الأجانب .. وكل منهم يأتي بالمدهش المعجب في حلبات اللعب .. ولكن هؤلاء الأفراد الممتازين إذا انتظمتهم المجموعة أي مايسمونه " التيم " وواجهوا المجموعة الأخري الأجنبية فسرعان ما يظهر ضعفها أمام " التيم " الأجنبي . قلت .. السبب واضح : هو أن " التيم المصري " كل فرد فيه يلعب مستقلا عن المجموعة .. و تطفي عليه براعته الخاصة ، فيتصور أن في امكانه أن يقذف الكرة إلي الهدف يقدمه وحدها .. ويؤدي ذلك إلي ضياع الرابطة بينه ، و بين زملائه اللاعبين ، وإلي اختلال النظام الذي يجعل منهم وحدة ممنسقة .. فإذا الفريق مفكك .. و اللعب مرتجل .. و المصادفة هي التي تقرر النجاح أو الفشل .. في حين أن " التيم الأجنبي " ، كل فرد فيه ولا مزاحم .. يري الفخر في أن تحصل المجوعة كلها علي النصر ، دون نظر إلي السبب فيه . قالت العصا .. تلك هي سمات المجتمع الراقي .. بنيان مرصوص بشد بعضه بعضا .. وأن أبناء هذا المجتمع المتين ، لتظهر فيهم صفات التعاون و التعاطف ، جدوا ، أو لعبوا ، فنقودهم إلي الفوز المبين . أخبار اليوم ..29 يوليو 1950