الرئيس التركي طيب أردوغان يترنح.. بعد الانقلاب الفاشل الذي قام به 1.5% من قوة الجيش التركي. لم تظهر حتي الآن - رغم مرور 3 أسابيع - أي معلومات عن قائد الانقلاب، أو مدبريه، وبغض النظر عن مدبريه سواء كان أردوغان نفسه لينتقم من أعدائه، أو فعلا قادة من الجيش أقلقهم حكم أردوغان الديكتاتوري، ولكنه في النهاية حدث، واستخدمه أردوغان ليقصي من أراد ويعدم من أراد ويسجن من أراد، في القضاء والجيش وكل مؤسسات الدولة. آلاف من القضاة وقادة الجيش ورؤساء هيئات كانوا ضحية الديكتاتور، الذي فعل كل ذلك دون محاكمات ولا تحقيقات ولا حتي تحريات، بل هي رغبة في الانتقام والسيطرة وفرض النفوذ. نزع أنياب الجيش، وفصل قادة وجنرالات وأعاد هيكلة القوات المسلحة علي مقاس حكمه، وكأنه يتعامل مع شركة أغذية خاسرة. وزاد من طغيانه أن اتهم كل معارضيه »بالكفار»، ولو كان يستطيع لألقاهم في النار، ولم يخجل أردوغان من الدفاع عن شواذ تركيا، في فيديو متداول علي مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: إنه لابد أن يأخذوا حقهم، وسمح لنفسه أن يكفِّر معارضيه. وبالطبع هذه السياسة ليست بمستغربة علي كل من أفرزتهم أحزاب الإخوان المحتلين، الذين يتلوّنون كالحرباء وينفذون المبدأ الميكيافيللي، فالغاية عندهم تبرِّر الوسيلة، أيا كانت قتلا، أو تدميرا أو تكفيرا، المهم كرسي الحكم. وحتي لا يتهمني أحد أنني أتجني علي أردوغان فله أن يرجع إلي قناة »العربية» الفضائية، التي نقلت كلمة أردوغان أثناء حفل تأبين القتلي الذين سقطوا في معارك الانقلاب الفاشل، التي قال فيها نصا: »كل مرتكبي الانقلاب كفرة».
بصراحة لايهمني لا أردوغان، ولا الحزب الإخواني الذي يقف ويدعم أردوغان، ولكني أخشي علي الشعب التركي، من عواقب حالة »الترنح» التي يعيشها أردوغان، التي يمكن أن تهدم الدولة التركية رأسا علي عقب، ورغم علمانية تركيا إلا أنها تبقي دولة إسلامية كبيرة ليس من صالح الأمة الإسلامية أن تكون ضعيفة أو هشة، أو يملك مقاليدها الإخوان المحتلون، الذين كانوا يحتلون مصر، ولكن الله سبحانه وتعالي أنقذنا من هذا الاحتلال بعد 12 شهرا عجافا. وفي ظل الأنواء السياسية والعسكرية التي تعيشها تركيا، إلا أن هاجس التجربة المصرية وعبقرية الشعب المصري يظل عالقا في أذهان الإخوان وأردوغان، فيخرج رئيس تركيا ليهاجم مصر، وهو معذور، فكل نجاح يتحقق علي أرض مصر، هو مؤشر علي قرب انهيار عرشه في تركيا.
ومع العيد الأول لحفر قناة السويس - 6 أغسطس - ستزداد وتيرة العنف والإرهاب في سيناء، وستزداد تصريحات أردوغان المترنِّح ضد مصر ونظامها، لأن حفر القناة لم يكن فقط مشروعا اقتصاديا ناجحا، وتيسيرا وإنجازا يصبُّ في مصلحة حركة التجارة العالمية، ولكنه في المقام الأول رمز لقدرة هذا الشعب الأبيّ الجسور علي الإنجاز وعلي الفعل وعلي الإبهار. حيث تم إنجاز عمليات الحفر بسواعد مصرية وشركات مقاولات مصرية وتمويل مصري 100% لا قروض خارجية، ولا منح، ومساهمات أجنبية، وفي وقت قياسي تمويلا وإنجازا، وفي فترة نقاهة مصر بعد تخلُّصها من الاحتلال الإخواني المقيت، الذي جثم علي صدور المصريين 12 شهرا، كدنا أن نختنق بعد أن سحب فيها الإخوانيون الأوكسجين من الهواء، ولو ظلوا وقتا أطول لكان حالنا لايختلف كثيرا عن حال تركيا الآن، يحكمها حزب إرهابي من خلال رئيس مترنِّح، يكسر عظام الجيش، وينخر في جسد القضاء، ويكفِّر معارضية ويأسر الجنود، ويقوِّي الميليشيات ويخوِّن الوطنيين. كل سنة ومصر تحقق إنجازا تلو الآخر. وكل سنة ومصر في أمن وأمان وعزة. وكل سنة والمصريون بخير. وكل سنة وجيشنا قوي وباسل. ولن نكون مثل أردوغان، ونريد شرا بتركيا، فندعو لها أن يفيق شعبها وينتفض ويثور ضد من بدأ في تكفير معارضيه. آخر كلمة قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): »أيما امرئ قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه». صدق رسول الله (صلي الله عليه وسلم)..