فقد السلطان الحائر صوابه.. وطاش عقله.. وهو يخسر كل يوم.. وتتفاقم خسائره علي كل المستويات.. لم يعد يعرف ماذا يقول.. لكن غلبت عليه "شقوته".. وتغلبت طبيعته.. وطغت "إخوانيته" حيث وصف معارضيه في الانتخابات البرلمانية بأنهم ملحدون.. فقال أردوغان إن أحزاب ومؤيدي المعارضة في تركيا "ملحدون".. بل ذهب إلي أكثر من ذلك بأنه لا يعترف بالديمقراطية التي قال إنها تتخذ قراراتها وفق رسائل صادرة من الجبال. وهكذا تبدو النزعة "الإخوانية" والفكر الإرهابي للجماعة الذي يعتنقه ويؤمن به رجب طيب أردوغان.. ومن شدة ضعفه وقلة حيلته وفقدانه الحجة. لجأ إلي تلك الأوصاف لمعارضيه السياسيين.. ونسي ما قدمت يداه عندما زار القاهرة ليلتقي ب"إخوانه" وقدم لهم النصيحة بأن تكون مصر "علمانية".. يعني جعلوا الدين كرة يتم اللعب بها حسبما شاءوا.. يستخدمونها في كل المواضع طبقاً للمصلحة.. بل لا نذهب بعيداً.. فالجماعة الإرهابية نفسها تسير علي نفس الفكر.. عندما قالوا بأن كفار قريش كانوا يمثلون المعارضة في عهد النبي صلي الله عليه وسلم ووضعوا ذلك في المقررات الدراسية. هذا يدل علي أن فكر وكلام الجماعة الإرهابية ينبع من "مزبلة" واحدة. أينما كان موقعهم ومكانهم.. فهذا السلطان الحاقد لا يعترف بالديمقراطية.. لأنها تأتي كما يقول من الجبال.. وهل للديمقراطية أماكن دون غيرها؟.. بالطبع لا.. ولكن هذا شأن كل أفراد الجماعة يحرمون علي غيرهم ما يبيحونه لأنفسهم.. فنسي أنه هو نفسه يؤوي المجرمين والسفاحين الهاربين من العدالة ويدعمهم ويوفر لهم كل الوسائل. ودون أن نكلف أنفسنا عناء الرد علي أردوغان. نترك ذلك لزعيم حزب الحركة القومية في تركيا دولت بهتشلي الذي قال "الراشون والمرتشون يلوحون بالمصحف.. ولا يتورعون في تطويع القرآن الكريم واستغلال الشعارات الدينية لاستمالة مشاعر وعواطف البسطاء في الميادين الانتخابية".. كلام بهتشلي هذا يلخص الحالة "الإخوانية" وتاريخها.. فتلك الجماعة هي التي تستغل الدين في كل المواقف ورفعت شعار "الإسلام هو الحل".. وعندما تولت المسئولية في البلاد كانت بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام وآدابه وأخلاقه واستعانت بالزيت والسكر. وقال بهتشلي "اللصوص يستغلون الدين.. ويسمحون بسرقة أموال الشعب التركي" إشارة إلي ابن أردوغان الذي عاث فساداً بلا رادع. رجب طيب أردوغان يعيش في عالم من الخيال. ينسب لنفسه إنجازات مضي عليها أكثر من ستمائة سنة فيصف معارضيه بأنهم يريدون إخماد شعلة الفتح المشتعلة في اسطنبول منذ عام 1453 عندما فتحها العثمانيون.. وقال "إن إنجازاته لا تقل عن هذا الفتح".. وهكذا يستمر أردوغان في أكاذيبه وأوهامه.. ويرد عليه كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري "أن تركيا ليست حزب العدالة والتنمية". وأخيراً.. تلقي السلطان "الساقط" الصفعة الكبري علي وجهه من الشعب التركي في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأول. وضاعت أحلامه الديكتاتورية.. ولم يفق بعد من تلك الصفعة ومازال يترنح.