فى الوقت الذى يعتبر فيه العالم ان نموذج الارهاب الوحيد الذى يؤثر على خريطة الشرق الاوسط وتمتد تهديداته الى اوروبا وأمريكا، هو تنظيم داعش الارهابى، يكشف الرئيس التركى رجب طيب اردوغان عن وجه آخر للإرهاب، ليقرر ان يلاحقه ويشن حرب دامية رافضا وجود اى ارهابى على الاراضى التركية، ليفاجأ العالم بأن ما يقصده الرئيس التركى هو المعارضة الكردية التى إتجهت مؤخرا الى لعبة السياسة بدلا من سفك الدماء لتؤكد على حقوقها داخل الجمهورية التركية وتعلن التمسك بحقوقها عن طريق البرلمان التركى، نجح الاكراد فى حصد الاصوات من خلال صعود الحزب الديمقراطى الاجتماعى الكردى فى البرلمان بنسبة 12%، ولكن يبدو ان تلك النتيجة صدمت اردوغان ليشن حرب دامية ضد الأكراد بعد اسابيع قليلة زاعما انها حرب على الارهاب، لينهى بذلك اى أمل فى السلام ويجر تركيا نحو حرب دموية، تعيد للأكراد آمالهم بالكفاح المسلح من أجل انشاء دولة قومية مستقلة فى جنوب شرب تركيا. "حرب على الارهاب"، بهذا المسمى أعلن الرئيس التركى رجب طيب اردوغان استراتيجيته الجديدة، ليطبقها بشن ضربات جوية على مواقع سورية وكذلك قصف معسكرات فى شمال العراق لحزب العمل الكردستانى فى حرب شرسة لم تقع منذ 3 سنوات، بالاضافة الى القاء القبض على مئات الاكراد فى مداهمات بمناطق متفرقة فى تركيا، تزامنت الضربات مع اعلان الرئيس التركى استمرار حملاته العسكرية ضد مقاتلى حزب العمال الكردستانى التركى مؤكدا مواصلته القتال حتى القاء السلاح والتخلص من الارهابيين على الاراضى التركية، وجد الاكراد نفسهم بين ضربات يتلقونها من تركيا، وحرب دامية تقاومها بكل قوتها ضد تنظيم داعش الارهابى الذى يسعى الى السيطرة على الاراضى الكردية ومعاملتهم كأقليات عرقية تستحق القتل والسبى مثلما حدث مع ايزيديين العراق. أمن داعش تعالت صرخات الاكراد ليؤكدون أنهم الهدف الاول من ضربات القوات التركية وليس تنظيم داعش الذى لم يتأثر من الضربات الجوية ولم تمسه بسوء، وجاءت اتهامات زعيم حزب العمال الكردستانى سيميل بايك صريحة ومباشرة مؤكدا ان تركيا تعمل بشكل دائم على حماية تنظيم داعش فى العراقوسوريا، واضاف ان الضربات التى يتلقاها الحزب على اراضيه هدفها حماية التنظيم الارهابى داعش فى العراقوسوريا ليحقق المزيد من التقدم ويضعف من قوى القوات الكردية فى سورياوالعراق، واتهم زعماء الاكراد وقوف اردوغان دائما وراء مذابح تنظيم داعش الارهابى الذى يدعمه اردوغان ويقف وراء مذابح والجرائم التى يرتكبها. جرت الضربات الجوية تركيا الى حالة من الفوضى بسبب ردود الافعال التى تلقتها تركيا بعد اطلاق النيران على مروحية تسببت فى قتل جندى واصابة أخرى بالاضافة الى استهداف القنصلية الامريكية واطلاق النار عليها مما ادى الى اصابة عدد من رجل الشرطة واعلنت القنصلية تعليق اعمالها كما وقع حادث تفجير آخر استهدف مراكز الشرطة فى حادث ادى الى قتل واصابة العشرات، وسرعان ما اعلن حزب وحدات الدفاع الشعبية اليسارى مسئوليته عن الحادث ولكن السلطات التركية وجهت اتهاماتها لحزب العمل الكردستانى لتعلن انهاء الهدنة مع الاكراد. حرب أهلية تناولت الصحف العالمية الشأن التركى خاصة بعد اعلان اردوغان انتهاء الهدنة مع حزب العمال الكردستانى الذى نجح فى الحصول على مكانة سياسية لم تحدث من قبل لتزعج الحزب الحاكم فى الانتخابات البرلمانية الاخيرة ، ولم يتوقع احد ان يرد اردوغان بقسوة على تلك المساحة من الديمقراطية فى بلاده ليحيلها الى دماء ودمار، باتت سياسات اردوغان تشكل خطرا كبيرا على الساحة التركية نفسها ليؤكد المحللون الاقتصاديون ان تركيا على وشك الوقوع فى سيناريو الحرب الاهلية، وأفردت جريدة التايمز الامريكية مقال للمحلل السياسى مايكل ستيفنز وهو باحث في معهد الدراسات الأمنية البريطاني: "لا أرغب فى تسمية ما يحدث حرب أهلية، ولكن الامور قد تخرج عن السيطرة وهو الامر الذى يجر تركيا نحو منطقة من القلق قد يصعب الخروج منها"،اما المحللون الاقتصاديون بالصحف العالمية فيؤكدون ان تركيا شهدت حالة من الحرب الحقيقية التى شعر بها الاتراك مؤكدين ان حالة عدم الاستقرار تهدد أمنها وتؤثر على السياحة التى تشكل ما يزيد عن 10 بالمائة من اقتصاد تركيا. وكعادة الولاياتالمتحدةالامريكية نجدها تحمل أكثر من وجه فى قضية الاكراد بتركيا، واشنطن تصنف حزب العمل الكردستانى كتنظيما ارهابيا فى تركيا، ولكن فى سوريا نجدها توفر الدعم الجوى للمقاتلين الاكراد لمواجهة تنظيم داعش، كما وقع اتفاق تركى امريكى على انشاء منطقة آمنة اوعازلة بشمال سوريا تمتد لمسافة 90 كيلو متر، لتعمل من خلالها على تدريب المعارضة السورية المعتدلة للتخلص من نظام الرئيس السورى بشار الاسد وكذلك السماح للاجئين السوريين فى تركيا بالعودة اليها كما تعد منطقة فاصلة تمنع اى تعاون بين اكراد سورياوتركيا، ومقابل انشاء تلك المنطقة تسمح تركيا للطائرات الامريكية بإستخدام قواعد عسكرية تركية لضرب تنظيم داعش وهى الخطوة التى تتعارض مع سياسة تركيا تجاه تنظيم داعش التى لم تتقدم بأى خطوة لمواجهته او تحجيم دوره بل على العكس تصف الصحف الانجليزية والاوربية تركيا بكونها بوابة الالتحاق بتنظيم داعش والطريق الآمن لمراهقى اوروبا المتطرفين للإنضمام الى تنظيم داعش. حلم الاكراد ويعد الاكراد من أشهر واهم شعوب الاقليات فى غرب آسيا وشمال الشرق الاوسط او المنطقة التى يطلق عليها كردستان الكبرى، وتضم أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب ايران وشمال شرق سورياوجنوب شرق تركيا، وتشير الارقام الى وصول عدد الاكراد لما يزيد عن 30 مليون نسمة يتركز 56% منهم فى تركيا، و16% فى ايران و15% فى العراق و6% فى سوريا، وتكشف الارقام عن وجود النسبة الاكبر فى تركيا التى تتجاهل قضايا الاكراد وشكواهم طوال الوقت حول انخفاض مستوى المعيشة وتدنى الخدمات الاساسية من التعليم والصحة بالاضافة الى ضعف المستوى الامنى المطلوب وعدم تدخل السلطات التركية لحماية امن الاكراد فى مناطقهم وهو الامر الذى يتجلى فى قضايا حماية الفتيات من الزواج المبكر، وكل هذه الاسباب تعلى الحلم الكردى بإقامة دولة قومية مستقلة بدلا من عيشهم كمواطنين من الدرجة الثانية منذ تأسيس الجمهورية التركية عام 1924 والتى الغت على اثرها الاعتراف بأى اعراق او اصول مختلفة اعلاءا للقومية التركية، واعلن اكراد تركيا صراعهم المسلح ضد الدولة منذ عام 1984 وهو الاعلان الذى راح ضحيته 40 الف شخص لينتهى فى النهاية بإطلاق معاهدة بين الجانبين فى 2013لوقف اطلاق النار بين الجانبين، وشهد هذا العام اول وهو الامر الذى لم يتناوله اردوغان بديمقراطية ليعلن عن انتهاء الهدنة بعد عامين فقط. كلام الصور لقطات من الاحداث الاخيرة التى شهدتها تركيا