عندما اعتصم الاقباط امام مبني التليفزيون منذ اشهر قليلة احتجاجا علي الهجوم الذي تعرضت له كنيسة صول بحلوان واسفر عن تدميرها بالكامل . فضوا اعتصامهم بعد القرار الحكيم الذي اتخذه المجلس العسكري بقيام القوات المسلحة باعادة بناء الكنيسة من جديد .. وبعد مغادرتهم للمنطقة ظلت هناك طفلة صغيرة لم تبرح مكانها وكان واضحا ان اسرتها لم تلتفت الي غيابها عند مغادرتهم المكان عائدين الي منازلهم بعد فض الاعتصام .. كانت الطفلة تبكي بحرقة بعد ان وجدت نفسها ولأول مرة في حياتها وسط الليل والظلام بمفردها يمزقها الخوف وينهشها الجوع.. وسط الظلام الحالك امتد لها يد حانية انتشلتها من بئر الخوف.. كانت هذه اليد الحانية لامرأة مسلمة من اهالي بولاق احتضنت الطفلة الصغيرة واطلقت عليها اسم شيرين واصطحبتها الي منزلها لترعاها بين بناتها لحين ظهور اسرتها فهي في النهاية ام وتعلم جيدا ان والدة الطفلة تموت في اليوم الواحد مائة مرة وتتمزق مع كل دقيقة تمر عليها دون ان تظهر طفلتها.. وتعلق قلب الام المسلمة وزوجها بالطفلة ومنحاها كل الرعاية ولم يفرقوا لحظة واحدة بينها وبين اطفالهما في الحنان والرعاية وظلت الطفلة القبطية تعيش بين احضان الاسرة المسلمة عدة اشهر دون ان ينقصها شئ سوي الشوق الي امها الاصلية ودون ان يؤثر هذا علي حبها للام البديلة التي ساقها اليها القدر وانفرد برنامج الحياة اليوم بنشر قصة الطفلة المسيحية التي تعيش في كنف الاسرة المسلمة التي رفضت عرضا من الكنيسة لاستضافة الطفلة لحين ظهور اسرتها ولم يزايدوا علي حبهم الصادق لهذه الطفلة البريئة ولم يلعبوا دور البطولة الزائفة وانما تصرفوا بتلقائية شديدة وبفطرة المصريين الطيبين وكان المشهد مؤثرا للغاية بعد ظهور اسرة الطفلة الذين اعربوا عن امتنانهم الشديد للاسرة المسلمة التي احتضنت ابنتهم وكانت دموع الام المسلمة والطفلة الصغيرة في لحظة وداع انعكاسا واضحا للحب الذي جمع بين قلب الام الكبير الذي يسع الدنيا بأسرها وبين قلب الطفلة الصغير النقي هذه القصة الانسانية الرائعة التي صاغ فصولها القدر واخرجتها المشيئة الالهية لم تكن كافية للموتورين الذين اشعلوا فتيل الفتنة الطائفية تغلبت الكراهية والحقد الدفين علي علاقات الحب والود التي تمتد لأكثر من 1500 سنة علي ارض وطن واحد نعيش علي ارضه وتحت سمائه ولم يسأل احدهم نفسه من المستفيد من هذا.. ولم يقل احدهم لنفسه لو انهار السقف فوق رأس أخي الجالس بجواري سيحطم رأسي قبل رأسه