كان يوم السبت الماضي من تلك الأيام الكروية الجميلة التي استمتع فيها العالم بهذه اللعبة الجميلة المسماة كرة القدم، من خلال خمسة نهائيات لبطولات الكئوس في خمس دول اوروبية مختلفة، وبالرغم من الارهاق الشديد الذي انتابني وأنا أتابع هذه المباريات، إلا أنني ظللت مشدودا أمام شاشات المحطات الفضائية التي تنقلها، لأشاهد لاعبين من طينة مختلفة عن اللاعبين الذين نشاهدهم في ملاعبنا، يقدمون للجماهير والمشاهدين لعبة مثيرة وجميلة ومختلفة عن تلك اللعبة التي تشاهدها في ملاعبنا، والتي للعجب الشديد تجرؤ علي ان نسميها كرة قدم، وهي ابعد ما تكون عن كرة القدم الحقيقية.. فالجماهير في أوروبا تذهب إلي الملاعب لتستمتع وتسعد وتنفعل لأداء لاعبين هدفهم الأساسي ان يسعدوا أنفسهم وأن يسعدوا جماهيرهم. كانت البداية بنهائي كأس اسكتلندا بين إنڤينس وفالكيرك، من أندية الدرجة الثانية ولم ينجح هذا الموسم في الصعود، ومع ذلك لاتستطيع ان تتبين أي فرق بين الاثنين، وفاز إنڤينس (2/1) وأحرز البطولة الثانية في تاريخه.. ثم كانت الإثارة في نهائي كأس انجلترا بين الأرسنال واستون ڤيللا، ومن البداية كان واضحا اصرار الأرسنال وبدربه العالمي ڤيجر علي الحفاظ علي اللقب، وقدم المدفعجية عرضا كرويا رائعا توجوه برباعية نظيفة، ليحرزوا اللقب الثاني عشر في تاريخهم والذي جعلهم أصحاب الرقم القياسي في هذه البطولة.. اما الثالثة فكانت في كأس ألمانيا بين بروسيا دورتموند وفولفسبورج، وكان لاعبو دورتموند يريدون ان يودعوا مدربهم يورجين كلوب وإهدائه البطولة قبل أن يرحل، وتوقع الكثيرون ذلك بعد ان بادر دورتموند بالتسجيل في بداية المباراة، ولكن لاعبي فولڤسبوج انتفضوا وسجلوا ثلاثة أهداف في الشوط الأول، ولتنتهي المباراة بهذه النتيجة (3/1) وبهذه النتيجة توج فولڤسبورج موسما رائعا أحرزوا فيه المركز الثاني في الدوري بعد العملاق الباڤاري بايرن ميونيخ الذي يقوده المدرب الأسباني العالمي جوار ديولا.. وجاء الدور علي الرقة والشياكة في نهائي كأس فرنسا بين بطل الدوري باريس سان جيرمان واوكسير الذي يلعب في الدرجة الثانية، لنشاهد قمة التكافؤ والمتعة وينجح أبناء العاصمة باريس بقيادة السلطان زالاتان ابراموفيتش في الفوز بهدف رائع للعالمي كافاني.. أما ختام المتعة والجمال فكان في نهائي كأس اسبانيا بين برشلونة بطل الدوري واتليتك بلباو وبثلاثة أهداف احرز منها ميسي هدفين ونيمار هدفا، فاز ابناكاتا لونيا علي أبناء الباسك (3/1)، ويودع اللاعبون والجمهور النجم الكبير شاڤي هيرنانديز في نهاية اخر موسم له مع برشلونة حيث سيتوجه الي الامارات ليلعب في الدوري الاماراتي الموسم القادم.. ويبقي السؤال المهم: متي تدخل هذه اللعبة الجميلة عندنا؟!