بعد ساعات من اتمام صفقة تبادل الاسري بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان الأفغانية بوساطة قطرية. وصل وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل إلي أفغانستان في زيارة مفاجئة توقعت مصادر ان يستغلها لإجراء مباحثات مع القادة الأمريكيين بشأن التقدم الذي أحرزته القوات الأمنية الأفغانية التي ستتولي المسئولية الأمنية. جاء ذلك في الوقت الذي أثارت فيه الصفقة جدلا واسعا في الأوساط السياسية بواشنطن التي اعتبرته »قبول بمكافأة الإرهاب» الا انها احيت في الوقت نفسه الامال في انطلاقة جديدة لعملية السلام في بلد يشهد حروبا منذ اكثر من 12 عاما.وكانت الولاياتالمتحدة قد اعلنت ان حركة طالبان افرجت عن الجندي الامريكي الوحيد بو بيردجال المعتقل في افغانستان منذ نحو خمسة اعوام مقابل افراج واشنطن عن خمسة من قيادات الحركة كانوا معتقلين في جوانتانامو ونقلوا الي قطر التي قامت بالوساطة في عملية التبادل. وتم نقل بيردجال الي قاعدة باجرام العسكرية الامريكية تمهيدا لنقله جوا الي مستشفي بألمانيا. ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية عن سياسيين ومحللين أمريكيين قلقهم من أن صفقة الافراج عن بيردجال »ستشجع الإرهابيين حول العالم علي خطف أمريكيين لمبادلتهم». ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن رئيس لجنة المخابرات في الكونجرس الأمريكي النائب الجمهوري مايك روجرز قوله إنه »منزعج للغاية» من الطريقة التي تمت بها الصفقة مضيفا أن إدارة أوباما بهذه الطريقة تكرس مبدأ التفاوض مع من سماهم »الإرهابيين».وأيده في هذا الموقف رئيسا لجنة القوات المسلحة بالحزب الجمهوري بك ماكيون وعضو مجلس الشيوخ جايمس انهوف اللذان اتهما إدارة أوباما بأنها قامت بانتهاك القانون الذي ينص علي إبلاغ الكونجرس بخصوص الإفراج عن أي معتقل في جوانتامو قبل إطلاق سراحه بشهر علي الأقل.كما اصدرت مجموعة من النواب الجمهوريين بيانا اعتبروا فيه أن الإفراج عن قادة طالبان الخمسة سيكون له »تداعيات خطيرة علي القوات الأمريكية المتواجدة في أفغانستان وعلي الشعب الأمريكي بشكل عام». جاء ذلك علي الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنفسه أن حكومة قطر قدمت ضمانات بأن وجود المفرج عنهم من معتقل جوانتانامو لن يشكل اي خطر علي الأمن القومي الأمريكي. واعرب اوباما في الوقت نفسه عن سعادة شعبه بالافراج عن بيردجال.
