بدأت الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلنطي (الناتو) في نشر قوات عسكرية إضافية في منطقتي البلطيق والبحر الأسود بالقرب من روسيا عقب تصاعد حدة التوتر في الأزمة الأوكرانية. وقال مسئول عسكري في الناتو إن الحلف سيكثف دورياته الجوية فوق منطقة البلطيق لتصبح ثلاثة أمثال الدوريات الحالية بدءا من الشهر القادم لتعزيز دفاعاته في أوروبا الشرقية نظرا للتوتر مع روسيا بسبب أوكرانيا. وقال المسئول العسكري بحلف الناتو إنه من المقرر الآن زيادة عدد المقاتلات المكلفة بحراسة البلطيق إلي 12 طائرة أي ما يعادل ثلاثة أمثال العدد العادي عندما تبدأ فترة الأربعة أشهر التالية في مايو. وأعلن ديريك شوليه المكلف بشئون الأمن الدولي في وزارة الدفاع الأمريكية أن التحركات العسكرية الروسية في القرم يمكن أن تؤدي إلي إعادة الوجود الأمريكي في أوروبا ، الذي واصل تراجعه منذ انتهاء "الحرب الباردة". وقال إن التحركات العسكرية الروسية في أوروبا وأوراسيا يمكن أن تدفع أمريكا إلي إعادة النظر بانتشارها العسكري واحتياجاتها في مجال الانتشار المستقبلي والتدريبات والمناورات في المنطقة. ويبدأ الطراد الصاروخي "دونالد كوك" التابع للقوات البحرية الأمريكية خلال الايام القليلة المقبلة أعمالا دورية في حوض البحر الأسود. وذكرت وكالة ايتار- تاس إنه من المقرر أن تجري الولاياتالمتحدة وحلفاؤها مناورات عسكرية في البحر الأسود ، حيث تزور السفن الأمريكية عدة موانئ علي سواحل البحر الأسود. من ناحية أخري ، بدأت المقاتلات الروسية من طراز "ميج -31 " مهام التأهب للقتال غرب البلاد.وقال المتحدث باسم الجيش الروسي "إن طائرتين وصلتا إلي منطقة تفير وبدأت التأهب للقتال". وأعد الكونجرس الأمريكي مشروع قرار يبحث إمكانية اعادة نشر تقارير سنوية عن "القوة العسكرية الروسية"، مشابهة للتقارير السنوية التي كانت وزارة الدفاع الأمريكية تعدها عن القوات المسلحة في الاتحاد السوفيتي خلال "الحرب البادرة". وأعلن السيناتور هوفارد ماكيون والسيناتور مايكل تيرنر من الحزب الجمهوري -اللذان أعدا مشروع القرار- أن هدف القرار تقديم المساعدة للسلطات الأوكرانية الجديدة وتعزيز القدرات الدفاعية لحلف الناتو. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن روسيا لا تتخذ الخطوات اللازمة لتخفيف الأزمة المتعلقة بأوكرانيا.وأضافت في كلمة ألقتها أمام البرلمان " للأسف ليس من الواضح أن روسيا تسهم في تخفيف تصعيد الموقف في كثير من المناطق. من جهتها ، سعت موسكو لتهدئة مخاوف كييف والغرب بشأن وجود قوات روسية قرب الحدود مع أوكرانيا ونفت أنها تفكر في غزو شرق البلاد. حذر وزير الداخلية الأوكراني النشطاء الموالين لروسيا الذين استولوا علي بعض المباني الحكومية في المدن الشرقية باستخدام »القوة» ان لم ينخرطوا في محادثات للتوصل الي حل سياسي .وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ليست لدي الولاياتالمتحدة والغرب أي أسباب للقلق.. روسيا قالت عدة مرات إنها لن تشن أي نشاط غير عادي وغير مخطط له سابقا علي أراضيها قرب الحدود مع أوكرانيا ذي أهمية عسكرية." ووسط هذه الاجواء المتوترة ، يجتمع مسئولون كبار من الاتحاد الاوروبي وروسياوالولاياتالمتحدةوأوكرانيا الاسبوع المقبل لمناقشة الاوضاع المتدهورة في اوكرانيا. سيكون هذا أول اجتماع رباعي منذ اندلاع الازمة في أوكرانيا.وستنضم كاثرين اشتون مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي إلي وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف ووزير الخارجية الاوكراني اندري ديشتشيتسا.وقالت متحدثة باسم اشتون إنها "ستواصل جهودها الدبلوماسية التي تهدف الي حلحلة الموقف في اوكرانيا. وضمن هذا الاطار ستلتقي وزراء خارجية الولاياتالمتحدةوروسيا واوكرانيا الاسبوع المقبل". وقال نشطاء مسلحون يتحصنون داخل مبني أمن الدولة في مدينة لوهانسك بشرق أوكرانيا منذ أيام انهم "الأمل الأخير" لأوكرانيا وناشد مؤيديه الاحتشاد أمام المبني بأعداد كبيرة لينجح الأمر بالنسبة لهم.