واشنطن تعلق التعاون العسكري والتجاري مع موسكو.. وأوباما يواصل تهديده بعزل روسيا شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علي ان موسكو تحتفظ بالحق في استخدام كل الوسائل لحماية الروس في أوكرانيا، متحديا بذلك تهديدات أمريكية جديدة بفرض عقوبات قاصمة لمكانة بلاده في العالم. وفي أول مؤتمر صحفي يعقده بعد تفاقم الأزمة الأوكرانية، قال بوتين انه يأمل في ألا تضطر روسيا لإستخدام القوة العسكرية في شبه جزيرة القرم معتبرا ان ذلك هو ملاذ أخير. وأوضح ان المجموعات المسلحة التي سيطرت علي القرم هي قوات دفاع عن النفس محلية وليسوا جنودا روس. وكانت كييف قدرت في وقت سابق عدد الجنود الروس الذين انتشروا في القرم بنحو 16 الف عنصر. ومن ناحية أخري، قلل بوتين من شأن التهديدات الغربية بفرض عقوبات علي بلاده، محذرا من ان اي خطوة في هذا الاتجاه سوف تأتي بنتائج عكسية ضد الغرب ذاته. ورد بوتين علي الإدانات الغربية لتدخل بلاده عسكريا في القرم متهما الغرب بدعم ما وصفه بانقلاب غير دستوري علي سلطات كييف. وأشار بوتين الي لقاءه بالرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش قبل يومين، مقرا بأنه ليس لديه مستقبل سياسي، لكنه شدد علي ان موسكو لن تعترف بنتيجة انتخابات في أوكرانيا اذا ما جرت في ظروف ارهاب. وقال ان ديون الغاز علي أوكرانيا قد ترتفع الي ملياري دولار. وواصلت القوات الروسية تحركها داخل شبه جزيرة القرم التي تستضيف الأسطول الحربي الروسي، اذ أفادت تقارير ان جنود روس أطلقوا أعيرة تحذيرية عند قاعدة بلبيك الجوية التي سيطروا عليها في وقت سابق في حين كانت طوابير من الجنود الأوكرانيين غير المسلحين والتي قدر عددهم بنحو ثلاثمائة تتقدم باتجاههم في القاعدة. كما أشارت تقارير الي ان قوات روسية سيطرت علي ميناء كيرتش في المدينة الساحلية بالقرم امس، في حين تحولت جميع الوحدات المسلحة بالمنطقة الي إمرة السلطات الحاكمة والموالية لروسيا. كما أوضح متحدث بإسم حكومة المنطقة ان ثلاثة من أفواج الدفاع الجوي الأوكراني انتقلت الي جانب السلطات الجديدة في القرم. وأفادت تقارير امس عن عبور سفينتين حربيتين روسيتين مضيق البسفور الي البحر الأسود وذلك بعد انتقال سفن حربية أمريكية من مياه البحر المتوسط الي البحر الأسود في ظل التطورات الجارية في شبه الجزيرة. وفي مؤشر علي حرب الاعصاب بين اوكرانياوروسيا، قال المتحدث الاقليمي باسم وزارة الدفاع الاوكرانية في سيمفيروبول عاصمة القرم ان انذارا روسيا جديدا صدر الي الجنود الأوكرانيين امس للاستسلام او التعرض لهجوم. لكن موسكو اسرعت الي النفي معتبرة انه هذيان تام. وتتهم كييف موسكو بالاستمرار في نقل جنود باعداد كبيرة الي المنطقة مع هبوط 10 مروحيات قتالية وثماني طائرات شحن خلال 24 ساعة دون ابلاغ اوكرانيا بحسب اتفاقيات سابقة. ودعا الرئيس الاوكراني الانتقالي الكسندر تورتشينوف امس الأول روسيا الي وقف العدوان والاستفزازات والقرصنة، في حين أتم جنود يعملون لحساب السلطات المحلية الموالية للروس حصارهم لكافة القواعد العسكرية الاوكرانية في القرم. وبحسب واشنطن فان موسكو باتت تسيطر عملانيا بشكل كامل علي القرم. وفيما اعتبره مراقبون استجابة منه لدعوات التهدئة، أمر الرئيس الروسي امس القوات المشاركة في تدريبات عسكرية علي الحدود مع أوكرانيا بالعودة إلي قواعدها بعد الانتهاء من التدريبات، وذلك مع نفي موسكو أن تكون التدريبات التي بدأت قبل أيام وحشد لها 150 الف جندي مرتبطة بالأحداث في أوكرانيا. وتابع بوتين امس وهو اليوم الأخير من التدريبات التي نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مراقبين انها كانت تثير مخاوف من ان تنتقل القوة المشاركة فيها للسيطرة علي القرم. وعقد الحلف الاطلنطي امس اجتماع ازمة جديدا علي مستوي السفراء لبحث التطورات في اوكرانيا بناء علي طلب بولندا. وفي سياق التحذيرات الأمريكية المستمرة لموسكو علقت الولاياتالمتحدة تعاونها العسكري مع روسيا، كما أعلن مكتب الممثل التجاري الأمريكي وقف محادثات التجارة والإستثمار مع موسكو تعبيرا عن الإستياء من غزو أوكرانيا. جاء هذا قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الي كييف لتأكيد دعم بلاده للسلطات الأوكرانية الجديدة. وقبل توجهه الي أوكرانيا، حضر كيري اجتماعا لفريق الأمن القومي في البيت الأبيض عقده الرئيس باراك أوباما الذي أكد في تصريحات لاحقة ان موسكو تقف في الجانب الخطأ من التاريخ. وفي لهجة تحذيرية، هدد أوباما بعزل روسيا، مؤكدا ان العالم بات متفقا علي ان الخطوات التي اتخذتها روسيا تشكل انتهاكا للسيادة الاوكرانية وانتهاكا للقانون الدولي، متوعدا باتخاذ اجراءات اقتصادية ودبلوماسية من شانها عزل روسيا وسيكون لها تاثير سلبي علي اقتصادها ووضعها في العالم. وكان أعضاء بالكونجرس أعلنوا من جانبهم عن مشروع قانون يجري اعداده يتبني اجراءات سريعة لتقديم مساعدات اقتصادية لاوكرانيا قد تشمل قروضا بمليار دولار، مشيرين الي بحثهم فرض عقوبات علي الروس والأوكرانيين الذين يتعاونون معهم تشمل حظر دخول وتجميد ودائع وتعليق مبيعات أسلحة. وحذر قادة في دول الغرب من ان صناعات الغاز والفحم واليورانيوم في روسيا قد تتلقي ضربة اذا ما حظرت العقوبات استيرادها لاسيما من الاتحاد الأوروبي (وهو أكبر المستوردين لها). في مقابل ذلك حذر سيرجي جلازييف المستشار الرئاسي في الكرملين، امس من أن روسيا ستخفض اعتمادها الاقتصادي علي الولاياتالمتحدة إلي الصفر، في حال فرضت واشنطن عقوبات عليها مؤكدا ان ذلك من شأنه ان يؤدي إلي انهيار النظام المالي الأمريكي. وقال تحليل لرويترز ان الولاياتالمتحدة قد تجد ممانعة من أوروبا للتعجل في فرض عقوبات.. فموافقة الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بالإجماع علي العقوبات ضرورية ومن المحتمل أن يكون ذلك صعبا في ضوء تمتع بعض الدول مثل قبرص وايطاليا بعلاقات وثيقة مع روسيا. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حذر روسيا من انها ستدفع ثمنا كبيرا إذا لم تغير مسارها. لكن وثيقة رسمية التقطتها عدسة مصور بالمصادفة أشارت إلي أن لندن تعارض فرض عقوبات تجارية وغلق عاصمتها المالية في وجه الروس. من جهته، دعا السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون الي ضمان استقلال ووحدة اراضي اوكرانيا، وذلك في حين هدد الاتحاد الاوروبي عقب اجتماع طارئ مساء امس الأول باعادة النظر في علاقاته مع روسيا في حال لم يتم نزع فتيل الازمة في اوكرانيا، وذلك قبل يومين من اجتماع ثان. والتقت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امس في مدريد بأسبانيا مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قبل ان تتوجه اليوم الي كييف.