حتي أيام قليله مرت، لم يكن على ساحة السينما العربية توثيقا دقيقا لأهم أفلامها، باستثناء مبادرتين للسينما المصرية قادها الكاتب الراحل سعد الدين وهبة، خلال رئاسته ل »مهرجان القاهرة السينمائى الدولي« عام (1995)، لإجراء استفتاء بين النقاد والمبدعين المصريين، لاختيار أفضل 100 فيلم فى السينما المصرية، واستفتاء آخر بتكليف من «مركز الفنون بمكتبة الاسكندرية» شارك فيه أحمد الحضري، وكمال رمزي، وسمير فريد، اعتمادا على خبراتهم ومصداقيتهم لدى صناع السينما ونقادها، لاختيار ايضا أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، ومن ثم فإن حرص إدارة «مهرجان دبى السينمائى الدولي» على التوجه العربى فى مناسبة ذكرى تأسيسه العاشر (من 6 الى 14 ديسمبر المقبل)، وإدراكها الواضح لأهمية إلقاء الضوء على التجارب الإبداعية التى غيرت مسار السينما العربية، والاحتفاء بمبدعيها، من خلال تقديم استفتاء توثيقى دقيق المرجع والاختيار لأهم 100 فيلم فى تاريخ السينما العربية بشكل عام، يعد موقفا فريدا شارك فيه نخبة النقاد والمخرجين والكتاب والأكاديميين وخبراء فى صناعة السينما من كافة أنحاء العالم العربى والغربى (475 منهم شاركوا فى الاستفتاء)، فى جوله صعبة ومرهقة استغرقت بضعة أشهر ولم تكن خالية من المصاعب، أفرزت فى النهاية قائمة متميزة تصدرتها مصر ب47 فيلما، وانفردت أيضا فيها بخمسة مراكز متقدمة ضمن قائمة أهم 10 أفلام عربيا، وهى نتيجة طبيعية ل»هوليوود الشرق» أى السينما المصرية كما اصطلح على تسميتها، ما يؤكد على أهمية صناعة السينما المصرية التى تعد الأكبر فى العالم العربى وافريقيا، وما تملكه من أرث وتاريخ طويل فى هذا المجال. وكانت نتيجة المراتب العشرة الأولى فى قائمة أهم الأفلام العربية، متوقعة الى حد كبير، وجاءت على النحو الآتي: 1 «المومياء» لشادى عبدالسلام (1969). 2 «باب الحديد» ليوسف شاهين (1958). 3 «وقائع سنين الجمر» لمحمد لخضر حامينا (1975). 4 «الأرض» ليوسف شاهين (1969). 5 «صمت القصور» لمفيدة التلاتلى (1994). 6 «أحلام المدينة» لمحمد ملص (1983). 7 «يد إلهية» لايليا سليمان (2001). 8 «الكيت كات» لداود عبد السيد (1991). 9 «بيروتالغربية» لزياد دويرى (1998). 10 «المخدوعون» لتوفيق صالح (1972). وكان الشرط الوحيد لترشيح أى فيلم للاستفتاء، أكان وثائقيا أم روائيا، هو أن يحمل الجنسية العربية (وتحديد جنسية الفيلم مسألة غاية فى التعقيد فى ظل تكاثر الانتاجات المشتركة)، ولم يتم وضع لائحة نهائية قدمها مهرجان دبى السينمائى فى تصرف المشاركين للانتقاء من ضمنها، بل بقى المجال حرا لترشيح كل فيلم سقط من الذاكرة على مر الزمن، وكل مشارك اتبع تقويمه الخاص وثقافته التى تجلت فى لائحته اوتم الاستناد الى لوائح «الأفلام العشرة المفضلة» لكل المشاركين، والتى شكلت النتيجة النهائية لأفضل مئة فيلم عربى على الاطلاق، وهذا التوثيق يعتبر خطوة ايجابية وسط ثقافة سينمائية عربية ينقصها فن الأرشفة وتعانى من الاهمال وعدم توافر المراجع، واستفتاء كهذا ليس غريبا على الغرب، وابرز مثال هو التصويت الشهير الذى تجريه مجلة «سايت اند ساوند» البريطانية لاختيار «افضل 50 فيلما» مرة كل عشر سنين، فى تقليد يستمر منذ عام 1952، وقد شارك فيه بالتصويت 846 مهنيا فى مجال السينما العام الماضي، واحتل ضمن احد الاستفتاءات القديمة على أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما العالمية فيلم «باب الحديد» ليوسف شاهين، والذى جاء ثانيا من حيث الترتيب بعد «المومياء» فى قائمة مهرجان دبى لأهم عشرة أفلام عربية. وتسلط «أخبار النجوم» الضوء على هذه التجربة الفريدة فى تاريخ السينما العربية، واضعه أمام القارئ والمتلقى أبرز ما جاء فيها: 47 مخرجا ومخرجة على قيد الحياة كان اجمالى عدد الأفلام التى صوت عليها المشاركون فى الاستفتاء، 695 فيلما، وحملت قائمة أهم أفلام السينما العربية أفلاما ل47 مخرجا ومخرجة على قيد الحياة، كما احتوت القائمة على 22 فيلما بالأبيض والأسود، و82 فيلما ملونا، كما تكررت أسماء مخرجين فى القائمة لتحتل أفلامهم أكثر من مرتبة فى القائمة، مثل يوسف شاهين (8أفلام)، صلاح أبوسيف (7 أفلام)، دواود عبد السيد (3 أفلام). تابعوا الرسالة كاملة على صفحات مجلة أخبار النجوم