كيف ينشط التنظيم الدولي للإخوان في فرنسا وألمانيا سرا ويقوم بجمع الأموال وترويج الدعايات المضادة للجيش المصري فضيحة مدوية.. وأي فضيحة تلك التي كشفت عنها عملية تجسس وتنصت الولاياتالمتحدة علي حلفائها الاوروبيين في فرنسا وألمانيا وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي ومما ادي الي ثورة غضب عارمة بين الفرنسيين ضد تنصت المخابرات الامريكية عليهم.. وعلي اتصالاتهم الهاتفية واختراق خصوصياتهم بحجة الحرب علي الارهاب رغم العلاقة الخاصة التي تربط فرنساوامريكا.. وذلك بعدما كشفت صحيفة لوموند اسرار عملية التجسس الامريكية الخطيرة علي ملايين الفرنسيين وقالت ان وكالة الامن القومي الامريكي قامت بتسجيل 07 مليون اتصال هاتفي »ورسائل قصيرة» للفرنسيين علي مدي ثلاثين يوما بين 01 ديسمبر 2102 و8 يناير 3102 وذلك يعني ان المخابرات الامريكية وضعت الفرنسيين تحت المراقبة في هذه الفترة.. بسبب وثائق سرية سربها العميل السابق في الوكالة الامريكية ادوارد سنودين الذي يمثل خطرا علي الإدارة الامريكية بما يسربه من وثائق بين الحين والاخر من مكان اختفائه.. واوضحت لوموند بأن اهداف وكالة الامن القومي تشمل اشخاصا يشتبه في صلاتهم بانشطة ارهابية وايضا افراد يتم استهدافهم لمجرد انتمائهم الي عالم الاعمال او السياسة او الادارة الفرنسية وقد بلغ عدد الاتصالات التي تم التنصت عليها 07 مليونا! وقد تصادف انني كنت في باريس في عز الازمة في رحلة علاج طارئة بينما انفجرت ثورة غضب الفرنسيين علي الولاياتالمتحدة لقيامها بالتنصت علي الاتصالات الهاتفية الخاصة وقد ادي ذلك الي غضب الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند واستدعت الخارجية الفرنسية السفير الامريكي في باريس ووصف وزير الخارجية لوران فابيوس تلك الممارسات المخابراتية الامريكية بانها غير مقبولة، كما اعترض وزير الداخلية مانويل فانس علي التخابر الامريكي تجاه دولة حليفة مثل فرنسا.. وما حدث كان صدمة للفرنسيين من وكالة الامن القومي الامريكي للتجسس، وعندما يتم استخدام هاتف في فرنسا فانها تقوم بتفعيل اشارة تطلق تلقائيا عملية تسجيل بعض المكالمات كذلك التنصت علي الرسائل الهاتفية القصيرة ومضمونها وتقوم الوكالة بالاحتفاظ بسجل الاتصالات لكل رقم مستهدف! وهكذا انكشف المستور من النشاط المخابراتي الامريكي تجاه فرنسا رغم انها من اقرب الحلفاء الاوروبيين.. وقد كانت تسريبات العميل سنودين سببا في صدمة تجسس وكالة الامن القومي علي الاتصالات الفرنسية الهاتفية طوال ثلاثين يوما وتكشف ان عملية التجسس تندرج ضمن برنامج بعنوان يو اس 589 دي وتم من خلاله التنصت علي مكالمات في المانيا ايضا وكان يحمل شفرة يو اس 789 اي ايه ويوباسي 789 ال بي وهذه السلسلة من الارقام تشير الي الحلقة التي وصفتها امريكا بالطرف الثالث وينتمي اليها كل من: فرنساوالمانيا والنمسا وبلجيكا وبولندا. وعندما كشفت لوموند وقائع التجسس من جانب المخابرات الامريكية في الشئون الداخلية الفرنسية ثار الغضب بين الفرنسيين ضد هذا التصرف الامريكي والي حد التنصت وما خفي كان اعظم ويعتبر خرقا للعلاقات الفرنسية الامريكية ذات الخصوصية.. ولذلك طالب الرئيس اولاند بشكل حاسم بوقف عمليات التجسس الامريكية تجاه الحلفاء الاوروبيين وعلي حد قول الرئيس اولاند: ان ما يعتد به بعد الفضيحة هو التأكد من ان مثل هذا الامر لن يتكرر.. واوضح ان هذا هو الهدف المشترك من المبادرة الفرنسية الالمانية وشدد علي ان فرنساوالمانيا اللتين شملتها ايضا عملية التجسس الامريكية متحدتان في اجراءاتهما وان دولا اوروبية اخري قد انضمت الي هذه المبادرة.. وما كشفه العميل السابق سنودين حول التجسس من قبل الولاياتالمتحدة علي حلفائها كان مفيدا وأدي الي مزيد من الفاعلية لاجهزة المخابرات الفرنسية!. محمول ميركل تحت المراقبة ولم تقتصر فضيحة التجسس الأمريكية علي فرنسا وانما امتدت توابعها الي المانيا حيث أخذت بعدا اخر بعد اعلان برلين عن احتمال ان يكون الهاتف المحمول للمستشارة انجيلا ميركل قد تعرض للتنصت الامريكي وتوالت ردود الفعل الغاضبة من جانب المسئولين الالمان بعدما اتصلت ميركل هاتفيا بالرئيس اوباما الذي اكد لها ان المخابرات الامريكية لا تراقب اتصالاتها، واستدعي وزير الخارجية الالمانية جيدو فيستر السفير الامريكي في برلين وطلب ايضاحات حول المعلومات التي افادت بأن اجهزة المخابرات الامريكية قد تكون قد تجسست علي اتصالات المستشارة الالمانية، واعتبر وزير الدفاع الالماني توماس دوميزير ان هذه المعلومات لو تأكدت ستكون خطيرة حقا.. وعلي حد قوله ان اوروبا لا يمكن ان تعود للعمل مع واشنطن بالطريقة المعتادة في علاقتهما بعد ذلك وقال: لقد مضت سنوات وانا اعمل من مبدأ ان هاتفي المحمول خاضع للتصنت ولكن لم افكر ابدا ان يكون ذلك من جانب الولاياتالمتحدة. وبنفس موجة الغضب التي اجتاحت فرنسا بعد كشف التنصت الهاتفي الامريكي حدث الغضب بين الالمان وإزاء ادعاءات التجسس باعتبارها صفعة لميركل التي ابدت تفهما لقضايا التجسس الامريكي منذ بدأت تتكشف في يونيو الماضي واعتبرتها الصحف الالمانية بأنها اكبر اهانة تتعرض لها المانيا.. وفي ذات الوقت اكد كاتيلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الامريكي بأن امريكا لم تتجسس ابدا علي ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني.. ولكنها قالت ان البيت الابيض لن يقدم نفس التأكيدات بشأن المستشارة ميركل وهو ما ينظر له في برلين كدليل آخر علي تعرض هاتف ميركل لتجسس امريكي! وكانت فضيحة التجسس الامريكي قد تفجرت بسبب تفاصيل ما اوردته وثائق سرية سربها سنودين وهو موظف سابق في المخابرات الامريكية والذي تسعي واشنطن الي القبض عليه حيث يختفي في روسيا لمحاكمته ويقوم بتسريب هذه الوثائق المثيرة مثل التجسس الامريكي علي دول حليفة مثل فرنساوالمانيا وكذلك توسع ادارة اوباما في التنصت علي الشعب الامريكي.. وكذلك مؤخرا المشاركة في عمليات القتل المدبر باستخدام الطائرات بدون طيار التي تلجأ اليها المخابرات الامريكية. وكما يبدو فان فضائح التجسس الامريكية علي اصدقائها وحلفائها قد بدأت تتكشف رغم الميزانية الكبيرة المرصودة لاجهزة المخابرات الامريكية. وتبلغ الميزانية السنوية لعمليات التخابر والتجسس الامريكية قرابة 35 مليار دولار ويتم تخصيصها لتمويل 61 جهازا ووكالة تعمل في هذا المجال واشهرها المخابرات المركزية الامريكية «».I.A» والتي تحصل علي النصيب الاكبر من هذه الميزانية وهو 7.41 مليار دولار وتصل مرتبات العاملين في الوكالة الي قرابة خمسة مليارات دولار كما تنفق 76 مليون دولار لاخفاء هوية العاملين بها في الخارج.. ورغم ان جيمس كلابر مدير وكالة الامن الوطني حاول تكذيب ما كشفته الصحافة الفرنسية وكذا الالمانية عن عمليات التجسس الامريكية والتنصت علي الهواتف علي حلفائها الاوروبيين الا ان ذلك التكذيب يجيء بعد يومين من اعتراف البيت الابيض الصريح بصحة ما نشر في اوروبا. ولم تتوقف اصداء الفضيحة وتوابعها عند هذا الحد وانما طالبت المستشارة ميركل الولاياتالمتحدة بأن تبرم اتفاقا لمنع التجسس من جانب واشنطن مع باريس وبرلين وقالت ان هذا التجسس يجب ان يتوقف عن اثنين من اوائل حلفاء الولاياتالمتحدة في الاتحاد الاوروبي، وستسعي فرنساوالمانيا الي تفاهم متبادل بشأن اجهزة مخابراتها حتي لا يتكرر ما حدث!.. خاصة ان وكالة الامن القومي الامريكي تنصت علي 53 من قادة العالم.. ولاشك ان المنطقة العربية تتعرض لعمليات التجسس والتنصت التي تقوم بها اجهزة المخابرات الامريكية ولها عملاء يعملون في مجالات مختلفة وينشطون في مهام خاصة وسرية! حملة الإخوان في أوروبا الأربعاء: يقوم الاخوان بتكثيف نشاطهم في فرنساوالمانيا بعد سقوط حكم محمد مرسي والتحفظ علي قيادات الجماعة في مصر وايداعهم في السجون.. ويعتمد في ذلك علي الانتشار الذي قاموا به خلال عام في الحكم واستطاعوا تنظيم صفوفهم هناك وجمع التبرعات وتحصيل الاشتراكات من اعضاء الجماعة في الدول الاوروبية.. ومثل ما حدث في عهد الرئيس عبدالناصر بعد خروج عناصر قيادية منهم ولجوئها هروبا من المعتقلات والسجون، وكان سعيد رمضان وقتها يقوم بجمع الاموال منهم لاستمرار نشاط الجماعة السري في الداخل، وخلال تلك الفترة استطاعوا تكوين خلايا وقاعدة لهم وبالذات في المانياوفرنسا وكانوا يقومون بتهريب الاموال الي قيادة الجماعة لكي تستمر في ممارسة نشاطها السري وتجنيد الاعضاء الجدد في التنظيم من الشباب العاملين هناك. وبمرور الوقت اتسعت اعمالهم وبالذات في المقاولات واعمال البناء وفي تجارة الخضر والفاكهة في سوق «لي مارشيه» وقاموا باجتذاب الشباب المصريين الذين سافروا بعد يونيو 76 وتوسعوا في نشاطهم التجاري وقاموا بتكوين شركات تمارس عملها بعيدا عن السياسة حتي لا يتعرضوا للمراقبة من السلطات الفرنسية والالمانية واستطاعوا اقامة علاقات مع رجال الاعمال الفرنسيين والالمان وخاصة في مجال السوق المالي.. وتضخمت ثرواتهم ولكنهم لم يقطعوا صلاتهم بالجماعة في مصر وصاروا مصدرا هاما لتمويلها وقاموا بشراء الفيلات والعقارات في ضواحي باريس من خلال ارباحهم في عمليات المقاولات التي كانوا يستخدمون فيها العمال المصريين المهاجرين لان اجورهم اقل من الفرنسيين. وحينما قامت ثورة يناير واستولي الاخوان علي الحكم جاءتهم الفرصة لكي يظهروا علنا ويقيموا علاقات مع وسائل الاعلام الالمانية والفرنسية والتي قاموا بتمويل حملات فيها ضد النظام الجديد بعد ثورة 03 يونيو للترويج للادعاءات التي يقومون بترويجها عن سقوط الشرعية واضطهاد الاخوان في احداث رابعة وكانوا وراء الحملات الدعائية عن قيام الجيش المصري بالانقلاب ضد حكم مرسي واستطاعوا بأموالهم واتصالاتهم التأثير علي الاعلام في المانياوفرنسا لنشر الاكاذيب وتشويه الحقائق وصورة ما قام به الجيش المصري لحماية ثورة يونيو ومساندتها. والواقع ان نشاط الاخوان في الدول الاوروبية اخذ يتوسع بتمويل قطر ومساعدتها وكذلك تركيا وخلال وجودي في باريس لاحظت انهم يحاولون التأثير علي الجاليات المصرية وعددها بالالاف وكذا العربية ويقومون بقلب الحقائق لدي الرأي العام الاوروبي والتهويل في احداث العنف في مصر وهي التي يقوم بها الاخوان انفسهم. وبرغم التمويل الذي ينفقه رجال الاعمال من الاخوان علي حملات الدعاية المضادة للنظام الجديد الا ان تأثيرهم مازال محدودا وخصوصا بعدما بدأت الحقائق تتكشف بعد اعمال الارهاب التي تقوم بها جماعات الاخوان في القاهرة والمحافظات. وبينما تقوم بعض الصحف البريطانية.. وفي مقدمتها الجارديان وتوزيعها لا يتجاوز 002 الف بالترويج لافكار الاخوان ضد الجيش المصري واجهزة الامن التي تتصدي للارهاب وقد نشرت الجارديان صفحة مدفوعة الاجر بما يوازي مائة الف جنيه استرليني للترويج للدعاءات المكذوبة وكانت قيادات الاخوان الهاربين وجهات عربية مثل قطر هي التي قامت بالدفع.. وبينما تستضيف هذه الحملات المشبوهة خبراء من تركيا للهجوم علي مصر وتشويه صورة خريطة الطريق لحساب الاخوان. وقد رصدت ان مجموعات من الاخوان في باريس تحاول الانتشار بين الجالية المصرية والشباب بالذات وتنشط في تنظيم صفوفها ويبقي علي السفارة المصرية ومكاتبها ان تكثف جهودها لايضاح الحقائق وكان لزيارة وزير الخارجية نبيل فهمي واتصالاته مع المسئولين الفرنسيين تأثير كبير في مواجهة الحملة المضادة التي يقوم بها الاخوان ضد مصر في اوروبا والادعاء بأن ما حدث هو انقلاب علي الشرعية ولكن بدأت تلك الدعايات تنحسر وتتراجع امام خطوات الديمقراطية للنظام الجديد والخطوات الجادة لوضع الدستور! لقد التقيت بالمصادفة مع بعض الاخوان الذين يعملون في فرنسا في انشطة مختلفة منذ سنوات وكانوا يناقشون اوضاعهم بعد الحكم بحل الجماعة ومصادرة اموالها، واعترفوا في مكاشفة صريحة بأن الرئيس السابق مرسي لم يكن يحكم بل يتلقي التعليمات من مكتب الارشاد وينفذ ما يطلبه خيرت الشاطر ولذلك كان يتراجع في قراراته التي لا يوافق عليها نائب المرشد بالذات.. وكانت قيادة الجماعة تعمل علي «أخونة الدولة» وبالتحديد الجيش والشرطة حتي يحكموا قبضتهم علي الحكم وكان هدفهم اقصاء القوي السياسية الاخري عن الحكم والانفراد به ولذلك يحملونهم المسئولية عن سقوط مرسي وفشل حكم الاخوان بعد عام واحد مما ادي الي ثورة الشعب علي ادائهم.. وفهمت انهم يحاولون مراجعة اخطائهم علي ضوء ما جري ويحاولون الابقاء علي نشاط الجماعة من خلال التنظيم الدولي!