في واقعة أغرب من الخيال جلس الشاب جورج مكرم ملك »52 سنة» ابن قرية رزقة الدير المحرق مركز القوصية بأسيوط يروي «للأخبار» التفاصيل المرعبة التي عاشها لثمانية أيام متتالية قضاها وسط رفات الموتي بمقبرة في مدافن قرية بني عدي المجاورة لقريته مكبلاً بالحبال، قوته اليومي نصف رغيف وثمرة طماطم واحدة، عندما وصلنا إلي منزل أسرته وجدناه طريح الفراش تنتشر الجروح والكدمات في أنحاء جسده النحيل جراء عمليات التعذيب التي تعرض لها. قال جورج إن مأساته بدأت أثناء زيارته لصديق عمره في قرية المنشأة الكبري والذي قام بسداد مصروفات أطفاله لدار الحضانة أثناء غيابه في العمل بمنطقة المعادي، لذا رأي جورج أنه من الواجب زيارة صديقه وتقديم الشكر له.. ولكن الصديق باعه لعصابة ادعي أنهم أصدقاؤه وسيقومون بتوصيله إلي قريته بسيارتهم الملاكي، وانطلقت السيارة ودخلت طريقاً فرعياً وأخرج الخاطفون الثلاثة البنادق الآلية وانهالوا بمؤخراتها علي جورج ضرباً حتي أفقدوه وعيه ليفيق بعدها فيجد نفسه مكبلاً بالحبال وملقي في مقبرة وحوله رفات الموتي من كل جانب، كان الخاطفون علي علم بسفر والد جورج للعمل في الكويت فاتصلوا به وأخبروه بخطف ابنه وطلبوا منه مليون جنيه فدية وكان رده عليهم أنه لا يملك المبلغ ولن يدفع لهم مليماً واحداً.. اتصل الخاطفون بشقيق جورج وأسمعوه صوته وهو يصرخ من شدة الضرب والتعذيب فقاموا بالاتصال بوالده وأعادوه من الكويت واستمرت المفاوضات حتي وصل المبلغ إلي 02 ألف جنيه، يقول جورج: تمنيت ألا يدفع والدي الفدية فالخاطفون سيقتلونني لا محالة حسب اتفاقهم مع صديقي الذي باعني لهم ولكن بعد استلامهم الفدية.. وزادت مخاوف جورج عندما أحضر خاطفوه فتاة مخطوفة ووضعوها معه في المقبرة ثم قتلوها بعد أن تناوبوا اغتصابها واستلموا الفدية من أسرتها، جهز والد جورج الفدية ووضعها في المكان الذي حدده له الخاطفون أمام مغارة في الجبل ثم أطلقوا عليه النار لإبعاده عن المكان وأخذوا المبلغ وكانوا في طريق العودة لقتلي لكن القدر كان له رأي آخر إذ أرسل أهالي القرية إلي المقابر لدفن ميت وعندما وجدوني في المقبرة أصابهم الرعب واعتقدوا أني عفريت ثم ما لبثوا أن عاد الهدوء إليهم فأنقذوني بعد تبادل إطلاق النار مع أفراد العصابة التي فوجئت بهم في المقبرة.. ويقول جورج إن تجربته المريرة مع واقعة الخطف أكدت له أن لا إرادة فوق إرادة الله.