الاهلي فرحنا كالعادة وخاصة بعد "وكسة" كوماسي التي كان ابطالها نجوم منتخبنا الغاليين والجهاز الفني العبقري بقيادة بوب برادلي الذي كشفه النجوم السوداء علي الملأ وعيانا بيانا وبلا رحمة. واذا كان الاهلي يستحق منا كل التحية فهذا حقه ونصيبه ولكن ارجو الا نخلط الشامي بالمغربي والا تنسينا فرحتنا بالاهلي وكستنا في منتخبنا.. كما يجب الا ننسي ان الاهلي حرق دمنا طوال التسعين دقيقة زمن مباراة الاياب في الجونة والتي كان بامكان الاهلي ان يحسمها من البداية بعد احراز هدفه المبكر ولكنه تراجع بشكل غريب فتنازل عن الملعب تماما للقطن الكاميروني فمنحه فرصة التعادل واللجوء لضربات الترجيح من نقطة الجزاء التي كادت تطيح باحلام الاهلي وجماهير مصر في "مداواة" جراح نكسة كوماسي.. وبعد ان كنا قاب قوسين او ادني من "بكائية" جديدة كانت الهدية من لاعب كاميروني اضاع التسديدة الثامنة ليفوز الاهلي بركلات الترجيح. الاهلي انقذ ما تبقي من سمعة كروية رغم اختلافنا علي الاداء الذي لم يكن بالمستوي المطلوب. ولكن هذا ابدا لايخفف من حزننا علي هذا الاداء والمنظر اللي "يكسف" الذي شاهدناه للاعبي المنتخب امام النجوم السوداء.. ثم للاعبي الاهلي امام القطن وهي حقيقة لابد من ذكرها رغم الفوز الذي تحقق "بالعافية" علي القطن. كلام فارغ ووعود زائفة وكاننا موعودون بالاخصائيين في حرق دمائنا .. بالله عليكم الايوجد بين ال 90 مليون مصري 11 لاعبا فقط يستطيعون تحقيق حلم تحققه شعوب كثيرة من مختلف انحاء العالم كل 4 سنوات . الم يجد برادلي 11 لاعبا علي مدار سنتين تقريبا قضاهما في بلادنا يقدرون علي تحقيق هذا الحلم البسيط بالتاهل ولا نقول الفوز بكاس العالم او حتي التاهل الي دور متقدم فيه. وللاسف سنعود من جديد لنفس الدائرة المفرغة واصبحنا امام 4 سنوات جديدة نبني فيها قصورا علي الرمال واحلاما شبعنا منها وامتلات البطون .. نفس الاسطوانة بدأنا نسمعها هنا وهناك "سنحقق في المهزلة .. سنعاقب المتورطين .. سنوقف المقصرين .. سنعيد التفكير في كيفية بناء مستقبل الكرة المصرية" .. الخ ذلك من جمل حاسمة ومحددة وقاطعة يقولها قائلوها للاستهلاك المحلي ولامتصاص غضب جماهيري ليس مكتوبا له ان يهدأ او ينتهي للاسف الشديد. ويبدو اننا لم نتعلم من الدروس السابقة .. فاحتفلنا بالتأهل للمونديال قبل ان نلعب واقمنا الاستوديوهات التحليلية التي تتحدث عن مشاركتنا السابقة في مونديال 1990 بايطاليا وعن هدف مجدي عبد الغني في مرمي هولندا من ضربة الجزاء الشهيرة وعن عدالة السماء التي نزلت في ستاد باليرمو وهي الجملة الشهيرة التي اخترعها تلقائيا محمود بكر المعلق الجميل الفاهم وظهر نجوم التحليل ليتحدثوا عما يجب ان نفعله في مونديال البرازيل وكاننا كنا ذاهبين للعب مع مركز شباب في قرية او في نجع من النجوع ولسنا ذاهبين لمواجهة فريق محترم بحجم منتخب غانا الملقب بالنجوم السوداء او البلاك ستارز ونزل لاعبونا وكان عقولهم في البرازيل ولم يدركوا ان امامهم مهمة صعبة وشاقة مكونة من مباراتين امام النجوم السوداء في ستاد بابايارا بكوماسي ولم يدركوا انهم كحال الكرة المصرية يعيشون ظروفا استثنائية سيئة تتطلب منهم تركيزا وجهدا وتعبا اكبر فبدوا كاشباح او "اشباه" لاعبين فنالوا درسا قاسيا ونلناه نحن معهم في اول ايام عيد الاضحي. ومع تسليمي الكامل بان المهمة لم تنته عمليا وان هناك مباراة عودة في القاهرة يوم 19 نوفمبر اتمني فيها ومعي الملايين من "اليائسين" البائسين ان تتحقق "معجزة المعجزات" التي لم تحدث حتي الآن فنهزم غانا بخماسية نظيفة .. بجد .. لكي نصلح الصورة الملخبطة الحالية. ورغم يقيني بان عصر المعجزات قد ولي وان منتخبنا مات اكلينيكيا الا انني كملايين غيري سننسي كل القواعد العلمية ونعيش في الوهم لنتمني ونحلم بان يتحقق الذي لا يمكن ان يتحقق حتي تنزع اجهزة التنفس الصناعي من انف منتخبنا وتعلن الوفاة رسميا!! في النهاية .. اثق تمام الثقة اننا لن نستفيد شيئا من كل انواع الجدل والوعود يالاصلاح التي ستخرج علينا كما خرجت علينا كثيرا قبل ذلك والخطط الخمسية والعشرية لاننا ببساطة غير جادين في عملنا وفي تنفيذ خططنا ونحن اعلم من غيرنا بذلك!! وكما يقول المثل المصري "اهو كلام اخو حديت" .. يعني باختصار كلام فارغ من المضمون !! منك لله يابرادلي .. ومنكم لله ايها المتخاذلون!!!