في ظل الظروف بالغة الدقة والتعقيد التي نمر بها الان خاصة في المجال الاقتصادي، وما نلمسه جميعا من ازمة خانقة نعاني منها جميعا ودون استثناء، والطبقات الكادحة وذات الدخل المحدود علي وجه الخصوص،..، لابد ان تتوافر لدينا الرؤية الصائبة والتقدير الصحيح لحقيقة الاوضاع واسباب الازمة، كي نستطيع تحديد ما يجب عمله والقيام به للخروج منها. وفي هذا الاطار، يصبح من الاهمية بمكان امتلاك شجاعة الاعتراف بأن الازمة الاقتصادية التي نمر بها الان، وطوال العامين والنصف الماضيين، هي من صنع ايدينا ونتاج تقصيرنا الشديد في العمل والانتاج،..، وهذا خطأ كبير وقعنا فيه، ولابد من الرجوع عنه واصلاحه فورا. وفي ذلك نقول ان الضرورة تقتضي منا جميعا الادراك الواعي والعاقل، بأننا في حاجة ماسة الان لحشد جميع الطاقات الخلاقة والمبدعة، لإدارة دولاب العمل والانتاج في الدولة كلها، واعادة الحياة الي طبيعتها في كل مصنع وشركة ومؤسسة علي أرض الوطن. ولابد ان ندرك ان الضرورة تقتضي من كل محب لهذا الوطن، الايمان الكامل بأن العمل والمزيد من العمل والجهد هو المطلوب الان، وهو الطريق الصحيح للخروج بمصر من الحالة الاقتصادية الحرجة التي تمر بها الان، وهو الوسيلة السليمة بل والوحيدة لتحقيق الاهداف الطموحة للثورة، وتوفير سبل الحياة الكريمة لكل ابناء الشعب،..، وحل مشكلة البطالة وتوفير فرص العمل، ووقف حالة التدهور المستمر في الاقتصاد، تمهيدا للانطلاق للامام، بدلا من الرجوع للخلف. والمصارحة الواجبة تفرض علينا الاعتراف بان مصر تعاني من حالة اقتصادية لا تسر احدا من ابنائها المخلصين أو المحبين لها، نتيجة القصور الشديد في الانتاج، والتقصير الاشد في سير العمل وحسن الاداء بالمصانع والشركات والمؤسسات، وتوقف الانتاج في اماكن عديدة، وقلة التصدير، وزيادة الاستيراد،...، وهو ما يجب علاجه والخلاص منه حتي ننهض بالدولة ونحقق ما نسعي اليه. يا سادة علينا جميعا الايمان بأن العمل هو طريقنا الوحيد لتحقيق طموحات الشعب وأهدافه في المستقبل الافضل.