بعيدا عن اعتصامات رابعة العدوية والنهضة وبعيدا عن السياسة.. اجتاح الشارع المصري ظاهرة عنف وبلطجة لم يشهدها الشارع من قبل حيث تحولت الشوارع والميادين الي ساحة للعنف والقتل لأتفه الاسباب. الغريب ان الضحايا من القتلي والجرحي اصبحوا بالعشرات في ظل انتشار الاسلحة الحديثة في يد عدد من البلطجية والخارجين علي القانون بالاضافة الي انتشار المخدرات بجميع أنواعها التي تؤثر علي الحالة النفسية في ظل انعدام شبه كامل للاخلاق واندثار القيم والشهامة التي كان يشتهر بها الشارع المصري. وكانت أسوأ هذه الاحداث الدموية ما شهدته منطقة الموسكي من مشاجرة بين الباعة الجائلين اسفرت عن مصرع 15 قتيلا بينهم 13 جثة متفحمة وماشهدته عزبة ابو حشيش من احداث عنف حولت العزبة الي كتلة من اللهب علي مدار عدة ايام واثارت الرعب والفزع بين الاهالي . "الأخبار" تدق ناقوس الخطر وتستطلع رأي الخبراء في اسباب انتشار هذه الظاهرة . عنف بالموسكي قبل لحظات من انطلاق مدفع الافطار.. عاشت منطقة الموسكي ساعات من الرعب قضاها أهالي الموسكي بسبب الصراع علي البيع وافتراش الاماكن ومحاولة كل طرف الاستيلاء علي مكان الاخر.. فبعد عامين من الخلافات بين الطرفين من اصحاب المحل والباعة الجائلين تجددت مرة اخري بعد ان نشبت مشاجرة قبل الواقعة بدقائق ليذهب صاحب المحل ويحضر سلاحا آليا ويطلق وابلا من الرصاص علي بائعين فيلقيا مصرعهما في الحال مما أدي الي تجمع الباعة الجائلين وإغلاق المحل من الخارج علي صاحبه وابنائه الثلاثة والعمال وزبون ومجند شرطة ويقومون بإشعال النيران فيه فتتفحم 13 جثة وينهار المحل بالكامل ..وكانت الواقعة بدأت بتلقي اللواء جمال حلاوة نائب مدير الإدارة العامة للحماية المدينة بلاغا من الأهالي بمنطقة الموسكي بشارع الأزهربنشوب حريق في محل تجاري كبير مكون من طابقين لأدوات التجميل وانتقل اللواء سامي لطفي نائب المدير العام واللواء عصام سعد مدير مباحث العاصمة والعميد محمد شاهين مأمور قسم الموسكي وتبين نشوب مشاجرة بالأسلحة بين "جمال البدري سليمان" 32 سنة صاحب محل "أولاد البدري" وبين أحد الباعة الجائلين بسبب مشادة كلامية لقيام الطرف الثاني بالبيع أمام المحل مما دفع الطرفين للشجار بالأسلحة النارية والبيضاء وزجاجات المولوتوف، وانتهت بمقتل 2 من الطرفين إثر إصابتهم بطلقات وطعنات بأسلحة بيضاء، كما تم العثور علي جثث لاثنين في الطابق الأرضي أثناء إطفاء الحريق والعثور علي 11 آخرين في الطابق الثاني وتتحول الي المنطقة الي ثكنة عسكرية ويخيم علي سكانها الحزن بعد ان ان كانت اكبر سوق تجاري للوافدين من المحافظات وابناء العاصمة. أبوحشيش في سياق متصل.. لم يتوقف العنف في الشارع المصري عند هذه الواقعة بل وصل الي درجة حرب الشوارع واشعال النيران في عدد كبير من منازل قرية بأكملها "فعزبة ابو حشيش " منطقة شهيرة بحدائق القبة ذنبها الوحيد هو الفقر و الجوع و السكن وسط القمامة بالإضافة إلي الأطفال الذين حرموا من أدني حقوقهم التعليمية والصحية والرعاية ليكون قدرهم ان يكونوا ضحايا بلطجية أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ليقوموا بحرق ما يقرب من 20 عقارا في ليلة واحدة دامية شهداتها العزبة وتسفر عن إصابة العشرات من الأهالي حيث قدر عدد الأسر التي شردت خلال هذه الاحداث حوالي 60 أسرة.. فبداية الاشتباكات كانت يوم الجمعة الماضية بالتزامن مع مليونية جماعة الإخوان التي اطلقوا عليها اسم "الفرقان" ومع مرور المسيرة بشارع لطفي السيد داخل العزبة أبو حشيش في طريقها إلي كوبري 6 أكتوبر وقع خلالها احتكاكات بين الأهالي وبين أنصار مرسي تطورت إلي اشتباكات وصلت الي حرب الشوارع لتتدخل عائلة "الفيايمه" الشهيرة بالعزبة لحماية مؤيدي مرسي من أهالي العزبة حيث قاموا باعتلاء كوبري 6 أكتوبر وإطلاق أعيرة الخرطوش باتجاه الأهالي ورشقهم بزجاجات المولوتوف ، أسفرت عن إصابة العشرات من الأهالي ليعود الهدوء مرة أخري إلي العزبة ليومين فقط ليتفاجأ أهالي العزبة عصر الأحد أثناء قيامهم بتجهيز الإفطار المحدود لفقر أهالي المنطقة الشديد قبل المغرب ، بتجدد الاشتباكات بين عائلة "الفيايمة" و بين أهالي العزبة ، وذلك بعد أن نشأت مشادات كلامية بين الطرفين سرعان ما تحولت إلي حرب شوارع. انصار المعزول كما سادت حالة من الخوف والترقب علي وجه أهالي العزبة بعد ان اعتلي العشرات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بمنطقة أبو حشيش كوبري 6 أكتوبر ورشق منازل العزبة بزجاجات المولوتوف، والاعتداء علي الأهالي بطلقات الخرطوش و الرصاص الحي ، مما نتج عنه اشتعال النيران في 20 منزلا بالعزبة لتتحرك وزارة الداخلية بسيارات الأمن المركزي وعشرات الجنود حيث انتقل اللواء عصام سعد مدير مباحث العاصمة والمقدم شريف فيصل رئيس مباحث حدائق القبة وفريق من قوات فض الشغب والحماية المدنية لمحاولة السيطرة علي الاشتباكات المندلعة بين البلطجية الإخوان والأهالي ودفع اللواء جمال حلاوة نائب مدير الادارة العامة للحماية المدنية ب 8 سيارات إطفاء إلي العزبة لإخماد النيران التي شبت بمجموعة كبيرة من العقارات وفي الوقت الذي حاولت فيه قوات الأمن السيطرة علي الوضع نزل جميع أهالي المنطقة إلي الشوارع نظرا لارتفاع ألسنة الحريق والخوف من امتداده للعقارات المجاورة.. كما أطلقت قوات الأمن المركزي القنابل المسيلة للدموع والطلاقات التحذيرية في محاولة للسيطرة علي الوضع الذي يزداد سوءا في ظل تزايد أعداد المصابين من الأهالي. لم تجد قوات الأمن المركزي والشرطة وسيلة لإنهاء العنف وحرب الشوارع القائمة بالعزبة سوي مداهمة منازل عائلة الفيايمة لتتمكن من القبض علي 9 بلطجية من المتسببين في الأحداث، بالإضافة إلي ضبط مخازن تحوي كمية كبيرة من الألعاب النارية وبعض قنابل المونة كما تم ضبط عدد من الأسلحة النارية حي و خرطوش كانت بحوزة المتهمين..ليعود الهدوء إلي عزبة أبو حشيش بعد أن تمكنت قوات الأمن من فض الاشتباكات المندلعة بين بلطجية الإخوان وأهالي العزبة حيث تبين لأجهزة الامن ان بعضا من عائلة الفيايمة هم من يقومون بإرسال الأسلحة النارية والألعاب النارية إلي اعتصام رابعة العدوية و النهضة . انتشار الأسلحة ومن جانبه قال اللواء اسامة الصغير مساعد اول الوزير مدير امن القاهرة ان انتشار الاسلحة بصورة غير مسبوقة ووصوله الي ايدي البلطجية والخارجين علي القانون والعاطلين والاطراف المتنازعة في السياسة اضافة الي الانفلات الاخلاقي وانتشار المخدرات واقبال الشباب عليها هو الدافع الرئيسي وراء انتشار هذه الظاهرة في الشارع ليصبح العنف هو الوسيلة القائمة للتفاهم بين المتنازعين.. مشيرا الي ان رجال الشرطة يعملون ليل نهار للقضاء علي هذه الظاهرة البشعة . تغليظ العقوبة كما اكد اللواء جمال عبد العال مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة علي ان التساهل القانوني مع الخارجين علي القانون والبلطجية ومن يقومون بترويع الامنين سبب قوي في انتشار العنف والبلطجة بالشارع.. مطالبا بضرورة تغليظ العقوبة في القانون والتعامل بحزم مع كل من يخالفه او يحاول اشعال النيران او الفتنة في الشارع. واضاف اللواء جمال عبد العال ان هناك تربصا بين كل مجموعة وأن البلطجية والمسجلين يرون الوقت مناسبا لتصفية الحسابات ومحاولة الاكتساب من اعمال البلطجة حيث ان هناك محرضين في كثير من الاحداث والوقائع واجهزة الامن تسعي للسيطرة والحد من مثل هذه الافعال التي يدفع ضريبتها المواطن البسيط.. ويقول اللواء حسن عبدالحي مدير أمن اسوان ان القيم المصرية الاصيلة تغيرت وان الانفلات الاخلاقي اصبح سيد الموقف كما ان انتشار الاسلحة يساعد علي العنف خاصة بعد وقوعها في ايدي قلة منحرفة.. واضاف اللواء حسن عبدالحي مدير أمن اسوان لابد من تغليط عقوبة البلطجة وسرعة سحب هذه الأسلحة من البلطجية والقضاء علي كل انواع المخدرات التي تسلب العقل. الشعب والشرطة واكد اللواء محمد كمال جلال مدير امن قنا الجديد ان انتشار ظاهرة العنف في الشارع تعود لأسباب عديدة من بينها الانفلات الامني الذي حدث بعد الثورة وادمان المخدرات وانتشار الحبوب المخدرة التي تغيب العقل وهناك من يستخدم مثل هذه العناصر لتحقيق مكاسب سياسية وحدوث حالة من الفوضي في الشارع المصري.. واشار اللواء محمد كمال جلال الي ضرورة تكاتف جميع الاجهزة والشعب لتحقيق الامن الذي فقد بعد ثورة يناير وهو ما لم يسلم منه رجال الشرطة انفسهم. وقال اللواء عصام سعد مدير مباحث العاصمة: لابد من تفعيل شعار الشرطة والشعب ايد واحدة من خلال تكاتف جموع المواطنين مع رجال الشرطة للقضاء علي هذه الاحداث.. مشيرا الي انه احيانا نتلقي البلاغات بعد انتهاء الجريمة وهنا علي المواطن دور كبير في الاتصال وإبلاغ الشرطة ومساعدتها في القبض علي المحرضين وطرفي المشاجرة .