في رمضان من كل عام تحل الذكرى الجميلة لبرنامج «عمو فؤاد» الذى كان يقدمه ملك الكوميديا الراحل فؤاد المهندس والذى شهدت السنوات الأخيرة غيابه عن خشبه المسرح وشاشة السينما ولكنه عن قلوب الناس أبداً لا يغيب حيث يتفق ويختلف الناس عادة حول أى موهبة ولكنهم أجمعوا على موهبة الفنان العبقرى فؤاد المهندس. شجع الوالد الموهبة وصرخت الأم عندما رأته على خشبة المسرح.. ولد فؤاد المهندس فى حى العباسية بالقاهره سبتمبر عام 1924 تتلمذ فى فن الكوميديا على يد نجيب الريحانى حيث أكملا معاً تأسيس مدرسة الكوميديا «الفوادفيل» والذى تعنى فن الكوميديا الخفيفة وهى أصعب انواع الكوميديا او بمعنى ابسط هى الكوميديا التى يختلقها الإنسان البسيط ليُضحك من حوله. ونشأ المهندس فى أسرة مكونة من الوالد »زكى المهندس« عميد كلية دار علوم وكانت والدته ربة منزل وأم محافظة تخاف على أبنائها ولها أختان (صفية) و(درية) واخ واحد هو (سامى المهندس).. يعتبر والده صاحب دور كبير فى تكوين شخصية »المهندس« وهو صاحب الفضل فى تنمية موهبته الفنية وورث عن والده خفة الدم وحضور البديهة أما الوالدة فكانت تنظر له على انه طفل شقى وفى ذات مرة حضرت والدته وأخوته صفية ودرية وسامى حفلة مدرسية كان «فؤاد» مشاركاً بها ولم يكن يعلم بحضور والدته فى هذا الحفل، وعندما صعد على خشبة المسرح ليؤدى دوره فوجئ بصراخ والدته من القاعة قائلة (انزل يا ولد) فترك المسرح ونزل ساعة لقلبك بدأت علاقة فؤاد المهندس بالإذاعة من خلال زوج شقيقته محمد شعبان الذى اشتهر ب»بابا شاور« الذى شارك معه فى عدة أعمال ومن ثم كانت الانطلاقة الاولى للمهندس فى الخمسينيات من خلال برنامج »ساعه لقلبك« و»كلمتين وبس« وكان الضحك فى هذه البرامج يعتمد على كوميديا المهندس الذى هضمه جيداً وهذه البرامج اختصرت أمامه سنوات طويلة وكانت بداية عصر فنى جديد فى مجال الكوميديا. عمو فؤاد فوازير »عمو فؤاد« التى كانت تذاع فى فترة الثمانينيات والتسعينيات لا ينساها كل من عايش هذه الفترة والتى لاقت نجاحاً كبيراً حيث كانت تبث حلقاته فى رمضان على القناة الاولى فى التليفزيون المصرى ومنها »عمو فؤاد بيلف بلاد« و»عمو فؤاد راجع يا ولاد« و»عمو فؤاد رايح يصطاد«. يعمل فى السينما لينفق على المسرح كانت علاقة فؤاد المهندس بالسينما غير جيدة وشائكة رغم قيامه بعمل 70 فيلما و20 مسرحية حيث قال فى ذات مرة: »اعمل فى السينما لأنفق على المسرح«، وكان »المهندس« يعتبر أن للفن رسالة سامية وهى خدمة المجتمع وكان دائماً يقدم فى أعماله مشاكل المجتمع مثل معاملة الاطفال فى الملاجئ والأيتام والتى لازالت لها أثر نفسى عندنا مثل »أنا وهو وهي« و»هالة حبيبتى« و»سك على بناتك«. المهندس وشويكار تعتبر الفنانة شويكار هى الزوجة الثانية فى حياة »المهندس« حيث تقدم لها من على خشبة المسرح بعد عرض مسرحية »السكرتير الفنى« ولكن لم يستمرا كثيراً بسبب غيرة المهندس الشديدة على شويكار وانفصلا بعد عرض فيلم «فيفا زلاطه» وظلا أصدقاء حتى وفاته. وقال المهندس: »لا أتصور أن أقول آه.. ولا أجد شويكار بجوارى» وكان الحب الاول فى حياة المهندس من فتاة أحلامه ايام الثانوية والتى كانت تشبه كوكب الشرق السيدة »عفت السرجانى« والتى أنجب منها ولدان هما المهندس أحمد والمحاسب محمد. الضحك من أجل الضحك »الضحك من أجل الضحك« كان شعار الأفلام التى قدمها »المهندس« فى فترة الستينيات ونجحت جماهيرياً، ومازلنا نشاهدها حتى الآن منها »هارب من الزواج« و»أخطر رجل فى العالم« و»مطاردة غرامية« و»شنبو فى المصيدة« و»العتبة جزاز« و»أنت اللى قتلت بابايا«.. وأهم أفلام فؤاد المهندس »أرض النفاق« الذى قدمه مع المخرج فطين عبد الوهاب عام 1968 بعد النكسة السياسية التى أصابت مصر والأمة العربية وقتها، وكان يبحث من خلال هذا الفيلم الأسباب الحقيقية وراء النكسة فى قالب كوميدى يتفهمه المواطن البسيط. رحيل عم فؤاد رحل عم فؤاد فى شهر سبتمبر 2006 عن عمر 82 عاماً ولكنه عانى كثيراً فى أواخر حياته من الوحدة والإهمال فكان إذا تحدث مع صحفيين أبكاهم من شدة وحدته ولقد اعطى هذا الرجل الكثير من خلال مشواره الطويل فقد قدم أفلاماً كوميدية لا نمل من مشاهدتها مهما تكرر عرضها، وقدم مسرحيات تبقى دائماً علامات مضيئة فى تاريخ المسرح.