أضاع منتخب الشباب فوزاً كان في متناول يديه وفرط حتي في التعادل ليخسر أول وأهم ثلاث نقاط أمام نظيره التشيلي الذي أتصور أنه أضعف فرق المجموعة الخامسة بنهائيات كأس العالم المقامة بمدينة انطاليا التركية خاصة بعد أن عدل المنتخب العراقي من أوضاعه ليحقق التعادل 2/2 مع منتخب انجلترا الذي كان قد تقدم بهدفين وأصبح المنتخب المصري مطالباً بالفوز علي شقيقه العراقي يوم الأربعاء وعلي الانجليزي يوم 92 يونيو أو الحصول علي أربع نقاط، علي الأقل، من الفريقين وأن ينتظر أيضاً نتائج الآخرين ليتأهل لدور ال61 ضمن أفضل »توالت» الحقيقة أن منتخب تشيلي لم يكن جيداً ولكن كان منتخبنا الأسوأ وهو ما أغضب المدير الفني ربيع ياسين وإن كان يتحمل جزءاً من المسئولية مع لاعبيه سواء في إدارة المباراة أو التغييرات التي أجراها علي عكس المدرب التشيلي الذي أدار فريقه بحكمة ليصل لهدفه بالحصول علي نقاط المباراة وهو ما أكد عليه في المؤتمر الصحفي عقب المباراة بأن المهم الفوز وليس الأداء في مشوار جمع النقاط.. ظهرت الظروف المعاكسة علي أداء المنتخب المصري سواء من حيث برنامج الإعداد المتواضع جداً ربما قياساً علي غيره من المنتخبات الأخري في المجموعة أو حالة عدم التركيز التي كان عليها اللاعبون في الملعب أو خلال فترة الإعداد التي شهدت بعضاً من عدم الالتزام وبحث بعضهم عن فرص احتراف بالخارج، ربما أيضاً هروباً من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد ومن بينها الرياضة خاصة كرة القدم التي تكافح من أجل الحياة. اختار ربيع تشكيلاً اضطرارياً في ظل إصابة بعض اللاعبين وآخرهم محمود حمد الذي كان من المفترض أن يكون بديلاً لرامي ربيعة في حالة عدم المشاركة لأنه غير مكتمل الإعداد والثقة للبعد طويلاً عن الملاعب بسبب الإصابة.. ومع هذا بذل اللاعب أقصي جهد وكان عاملاً لدفع الثقة والأمان لزملائه بما يمتلك من خبرة القيادة والقدرة علي التصرف في المواقف الصعبة.. وقد استحق إشادة مدربه.. في الوقت الذي غاب فيه بعض اللاعبين بعقولهم وإمكاناتهم وإن شغلوا مواقع تبدو شاغرة في الملعب بدون مردود إيجابي.. واعتقد البعض أن الكرة في متناول قدميه ورأسه ليطيح أحمد سعيد «كوكا» بفرصة التعادل 2/2 لكنه تعالي علي الكرة وهو منفرد تماماً.. ويمكن القول إن أغلب عناصر الفريق كانت في غير حالتها باستثناء محمود عبدالمنعم الشهير «بكهربا» والذي سجل الهدف الوحيد وإن كان من لمسة سحرية من «كوكا» وأضاع كهربا فرصتين للتقدم وحسم المباراة لكن القائم تعاطف مع أبناء أمريكا الجنوبية وفرصة أخري مرت أمام المرمي الخالي بغرابة شديدة.. ومن الغرائب أن خطة اللعب اعتمدت في أغلب فترات المباراة علي تمرير الكرة إلي محمود غنيم جهة اليمين دون أن يجتهد اللاعبون في تنويع الهجمات وربما وجد ربيع ياسين نفسه في موقف لا يحسد عليه وهو يحاول إيجاد مبرر لحالة التوهان التي كان عليها الفريق منذ إحرازه هدف التقدم بعد عشر دقائق.. وفضل عدم القسوة علي لاعبيه لأن لديه مواجهتين غاية في الأهمية وظهر مهموماً وحزيناً ليس بسبب النتيجة فقط وإنما لحالة التردي الواضحة علي الجميع ابتداء من مسعد عوض حارس المرمي الذي يسأل والمدافعين عن هدف التعادل الذي ظهرت بشائره منذ قطع اللاعب التشيلي الكرة من وسط الملعب وخرج الحارس أكثر من اللازم ولم يشتت المدافعون الكرة ليتحرر الفريق المنافس من عقدة الاحترام الزائد لبطل افريقيا وشهد الشوط الثاني سيطرة شبه تامة واستهلوا الدقائق الخمس الإضافية في الزاوية الركنية اليمني ليقضوا علي أمل المصريين رغم أنهم لعبوا بعشرة لاعبين نصف الشوط تقريباً ولم نستفد نحن من هذه الميزة بل كان الأفضل!! حضر ربيع ياسين جانباً من مباراة العراق وانجلترا وعاد للفندق ليبدأ دراسة الموقف من جديد في ضوء نتائج اليوم الأول التي جاءت في غير صالحه اللهم إلا التعادل الذي أبقي علي الفرصة لحين إشعار آخر.. ولرغبة ربيع في عدم تعرية فريقه علل الهزيمة وسوء الأداء لعدم نضوج لاعبيه للمستوي العالمي الذي يفرق بين المشاركة في بطولة قارية وكأس عالم إلي جانب غياب المهارات والمهارات الفردية التي توفرت للمنافسين ليعدلوا النتيجة إلي التعادل ثم الفوز حين نجح «برافو» في إحراز هدف الفوز من تفكير وخبرة وتصرف شخصي.