تسود حالة من الغضب الشعبي العارم بين أهالي محافظة أسوان نتيجة الحالة المتردية لمرافق البنية الأساسية بالمدينة مما أدي إلي تكرار انقطاع مياه الشرب والكهرباء بشكل مستمر وشبه دائم في ظل ارتفاع غير عادي لدرجات الحرارة والشمس الحارقة وموجة الحر التي تسود المحافظة . حيث تواصلت الانفجارات في شبكتي مياه الشرب والصرف الصحي بشكل يشير إلي وجود فساد مؤكد في عمليات تنفيذ هذه الشبكات بالإضافة الي تهالك بعض هذه الشبكات نتيجة عدم إجراء عمليات إحلال وتجديد لها منذ فترات طويلة وكشفت بعض المصادر داخل شركة مياه الشرب عن وجود حالات فساد منظمة بين بعض قيادات الشركة وعدد من المقاولين المحتكرين لتنفيذ أعمال الشبكات والمحطات، حيث كشف تقرير داخلي عن أعمال توسعات محطة مياه »فريال» والتي بلغت تكلفة تطويرها حوالي 25 مليون جنيه عن وجود تسريبات شديدة في جسم المروق وجميع مرشحات المحطة وعددها ثلاثة مرشحات لاتعمل بصورة جيدة اثناء الترشيح، كما أن »الوسط الترشيحي» غير مناسب ونسبة العكارة عالية، هذا بالإضافة الي أن الطاقة التصميمية للمحطة 150 لتر/ثانية في حين أن الطاقة الفعلية للمحطة 30 لتر/ ثانية مما يؤكد ان هناك مخالفات جسيمة في أعمال التنفيذ وهو الأمر الذي دفع مهندسي المحطة الي رفض استلامها من الشركة المنفذة، فضلا عن أن تصرف طلمبات المحطة يبلغ 50 لتراً في الثانية والمفترض أن يكون بعد التطوير 110 لترات/ ثانية وهو يوضح مدي العجز الموجود في إنتاج هذه المحطة بالرغم من إنفاق حوالي 25 مليون جنيه لرفع كفاءتها إلا ان هذه الملايين تم إهدارها لرفع القدرة المالية الشركة المنفذة ومسئوليها وأشارت مصادر فنية بالشركة الي التأثير المباشر لهذه المحطة علي كفاءة تدفق مياه الشرب الي قلب مدينة اسوان لقيامها بتغذية مناطق بركة الدماس وكورنيش النيل ووسط المدينة وكسر الحجر، وهي مناطق مزدحمة بالسكان وأن العيوب الفنية التي ظهرت بها بعد اعمال التطوير ستؤدي الي وجود عجز في مياه الشرب وازمات متكررة تلهب ظهور المواطنين مع موجة الحرارة الشديدة وهو ما حدث بالفعل في هذه الأيام، حيث تعرضت مدينة اسوان لأزمة خانقة أدت إلي انقطاع المياه عن المساكن والمرافق الحيوية كالمستشفيات والمراكز الصحية، مما أدي إلي قيام مدير مستشفي أسوان الجامعي د.حسن عبد القادرللاستنجاد بالمطافئ لمد مستشفي أسوان بالمياه بعد توقف أقسام الغسيل الكلوي، وصرح مصدر مسئول بشركة مياه الشرب بأن من أسباب المشكلة افتتاح محطة مياه »جبل شيشة» في أكتوبر 2008 بطاقة 1200 لتر لكل ثانية لمواكبة الزيادة السكانية مثل منطقة »الصداقة الجديدة» وللاستغناء عن المحطات الصغيرة مثل محطات »أبوالريش» و»بهريف» ولكن نظرا لعيوب التصميم والتشغيل وعدم قدرة وصلات المياه القديمة علي تحمل ضغط المياه لم تعمل محطة شيشة بكامل طاقتها منذ تشغيلها حتي الآن وأنها تنتج حالياً حوالي 880 لتراً لكل ثانية فقط. كما تم إهدار 55 مليون جنيه تكلفة حفر 12 بئراً جوفية وخزانين وشبكة طرد ثم غلقها دون أسباب. وأضاف المصدر: »تم الاستغناء عن الآبار الجوفية وغلقها يوم 22 يناير 2009 بداعي تلوث الآبار!، والصحيح أن الآبار ذات الأعماق التي تتراوح ما بين 40 إلي 70 متراً هي آبار ملوثة تم حفر معظمها في فترة التسعينيات ولم يتم عمل الصيانة الدورية لها، وأن هذه الآبار بتلوثها البكتريولوجي وظهور رواسب سوداء بالمياه نتيجة تآكل مواسيرها، أما الآبار التي تم حفرها عام 2008 من قبل الشركة علي أعماق تصل إلي 110 أمتار وبتكلفة تصل إلي 55 مليون جنيه شاملة خزانين سعات 5000 متر مكعب بمنطقة »الشلّال» والمدينة الصناعية وعنبراً للكلور وخطوط طرد و12 بئراً بطاقة تتجاوز 400 لتر/ ثانية، وأن هذه الآبار غير ملوثة وقد تم أخذ عينات منها من قِبَل شركة المياه ومديرية الصحة وأثبتت صلاحية المياه للشرب، وأفاد معمل شركة المياه بجواز تشغيل هذه الآبار بعد إضافة جرعة الكلور المناسبة -أقل من جرعة الكلور المضافة لمعالجة مياه النيل بنفس المنطقة - وذلك تحسباً لأي تلوث قد يصل إلي الخزان الجوفي» وفجّر المصدر أنه ومنذ أكثر من عام وحتي الآن لم تتحرك إدارة المياه بالشركة في اتخاذ أية خطوات لتشغيل منظومة الآبار وأن الانقطاع المستمر للكهرباء يتسبب في توقف محطات المياه لفترة طويلة - كما في محطة أبوالريش قبلي - بسبب وجود بعض أعمال الصيانة وتغير وسط الترشيح الرملي ببعض المحطات مما يتسبب في قطع المياه عن الأهالي لبضعة أيام مثل توقف محطة مياه »نجع المحطة» من الأحد 19 مايو 2013 وحتي الخميس 24 مايو 2013 مما أدي لانقطاع المياه وضعفها بالمناطق المجاورة كمنطقة حي العقّاد. كما أرجع المصدر تكرار انقطاع المياه إلي وجود بعض أعمال الصيانة بالمحطات الكبري مثل محطتي: »فريال» و»جبل تقوق» وطاقتهما تتعدي 700 لتر/ثانية مما يؤدي لتقليل كمية المياه المنتجة من قِبَل هذه المحطات والتي تقوم بتغذية وسط المدينة وحتي منطقة »أبوالريش قبلي»، وذلك علي الرغم من أن أعمال الصيانة سوف تستمر طوال مدة الصيف سواء بالمحطات الكبيرة أو الصغيرة دون توفير مصدر آخر للمياه، كما أنه من العادة إجراء هذه الأعمال في الموسم الشتوي وليس الصيفي نظراً لزيادة استهلاك المواطنين للمياه في فصل الصيف. وطرح المصدر رؤيته وبعض الخبراء لحل مشكلة تكرار انقطاع المياه عن مدن أسوان بأن يتم الاعتماد علي إنتاجية آبار الشلال بطاقة 400 لتر/ ثانية في تعويض نقص المياه بمدينة أسوان وذلك بعد أخذ عينات مشتركة من قبل معامل شركة المياه والصحة وجهاز شئون البيئة وإثبات صلاحية المياه للشرب وتشغيل أجهزة الكلور وبصورة عاجلة وإلزام شركة المياه بوضع خطة لتركيب مولدات للكهرباء بالمحطات حتي لا يتم توقف محطات المياه مع انقطاع الكهرباء.