في فبراير 2011 اعلن الفنان القدير عزت العلايلي انه سيقوم باجراء تعديلات علي مسرحية "ثورة قرية "التي قام بإعدادها للمسرح في الستينيات عن قصة بنفس الاسم لأمير الصحافة الكاتب محمد التابعي الذي احتفت جريدة " الاخبار " بذكري ميلاده ال 117 يوم الاحد الماضي، عزت العلايلي أراد إدخال التعديلات لتتوافق احداث المسرحية مع ثورة 25 يناير، ويبدو ان عدم الانتهاء من اعادة المسرح القومي للحياة، والارتباك الذي اصاب المسرح مثلما اصاب كل شيء في مصر لم يحمس العلايلي لتنفيذ الفكرة التي يعود بها للمسرح. وفي اطار احتفالنا بذكري ميلاد محمد التابعي نتوقف امام هذه المسرحية التي اعدها العلايلي وشارك في بطولتها مع صلاح قابيل وزوزو نبيل ووداد حمدي وعبد البديع العربي ورشوان توفيق، وعادل امام الذي ظهر في المسرحية ليؤدي جملة واحدة، واخرجها وقتها المخرج حسين كمال العائد من بعثة دراسية يالولايات المتحدة. عزت العلايلي يتذكر الظروف التي دفعته لاعداد المسرحية فيقول: " كنت مجرد ممثل مسرحي صغير، قرأت قصة قصيرة لعملاق الصحافة محمد التابعي، أردت أن أقوم بتحويلها إلي مسرحية، في نوبة حماس اتصلت به هاتفياً وقبل أن يرد أصابتني رعشة وخوف وسألت نفسي كيف تواتيني الجرأة لكي أطلب هذا العملاق صديق الرؤساء والملوك وكبار الفنانين، كدت أغلق السماعة قبل أن يرد إلا أنني قبل وضع السماعة سمعت صوته فعرفته بنفسي وأخبرته بما أريد فطلب أن يراني، تغيرت حياتي وأفكاري تماماً بعد هذه المكالمة، أخذت أتردد عليه بصفة يومية في مكتبه بمؤسسة أخبار اليوم، تفجر الوعي بداخلي وأصبحت عاشقاً للقراءة فكنت أنهل من مكتبته العامرة، محمد التابعي انتقل بي لعالم آخر كان من نتيجته كتابتي لمسرحية " اعرف عدوك" التي كانت بداية علاقتي بشخص وأدب نجيب محفوظ وكان لهذا تأثير بالغ فيما بعد علي كل اختياراتي الفنية. سبق للزعيم عادل إمام الكشف عن الجملة اليتيمة التي كان يرددها في المسرحية "، فقال : " التحقت بفرق التليفزيون 1962 إلا إنهم فصلوني بعد شهر من التعيين لأني كنت مطلوبا للتجنيد، بعد انتهاء فترة التجنيد عدت للمشاركة في مسرحية "ثورة القرية" التي قام بإعدادها عزت العلايلي عن قصة لأمير الصحافة محمد التابعي، وقتها شعرت أن المخرج حسين كمال يستلطفني ومتحمس لي، وقال لابد أن يكون لك دور في المسرحية،توقعت أن يعطيني دور البطولة أوالدور الثاني، لكني فوجئت بأنني ليس لي اي دور، لا دور أول، ولا ثاني، ولاعاشر، فوجئت بالمخرج يطلب من العلايلي أن يكتب لي دورا، جلس معه علي جنب وحشر لي دور "بائع عسلية " يقول جملة واحدة " حلاوة عسلية بمليم الوقية"، كنت أقول ذلك في المولد وسط الزحام، مراجيح،وضرب بمب، وسيرك، وناس بتبخ نار،طبعا لم يشعر بي أحد، علي كل حال كنت سعيدا، لم أغضب من الدور لأنني كنت بحاجة إلي العشرين جنيها التي عينت بها.. أما أمير الصحافة محمد التابعي صاحب القصة التي اعددت عنها المسرحية فقد كتب مقالا بجريدة "الأخبار" بعد مشاهدته للمسرحية قال فيه "هناك نقطة مهمة ضاعت في زحمة الانفعالات التي شمخت بها المسرحية بفضل الإعداد والإخراج والتمثيل والموسيقي التصورية والغناء، وهي أن الثورة لم تقم في أول الأمر بسبب اعتداء "رفيق " بك علي "زهرة "، كلا، الثورة قامت بسبب إرهاق "رفيق " بك للفلاحين وإصراره علي أن يدفعوا له الايجار مقدما،ثم تهديده لهم بسحب الأراضي منهم، وبيع المواشي إذا هم لم يدفعوا له الألفين من الجنيهات، هنا تمردت القرية، وثارت، واجتمع الفلاحون الثائرون أمام فيلا "رفيق " بك، وهنا، وهنا فقط خرجت عليهم " فاطمة " تذكي نار الثورة، وتلعن الخبر الذي لم يكونوا قد عرفوه بعد وهو أن الذي اعتدي علي عرض ابنتها "زهرة " كريمة عمدتهم الراحل الذي كانوا يحبونه ويحترمونه، الذي اعتدي علي العرض هو " رفيق " بك. في انتظار» ثورة قرية» التي يجب ان يقدمها المسرح القومي في أقرب وقت دون انتظار للتجديدات المتعثرة في مبني القومي بالعتبة، تقديراً لمحمد التابعي الذي ترجمت اغلب اعماله الادبية لاعمال درامية في السينما والتليفزيون.