مصر قبل 52 يناير غير مصر بعد هذا التاريخ! قبل ثورة الشباب كانت نسبة الذين يعبرون عن رأيهم بدون خوف لا تتجاوز 72٪.. هذه وفقا لاحصاءات دولية تم ذكرها في اليوم العالمي للديمقراطية. لكن حتماً الان وبعد انتصار ثورة الشباب، نستطيع ان نقول ان مصر - بفضل هذه الثورة البيضاء - كسرت حاجز الخوف عند المصريين! كيف يري اطباء النفس هذه الثورة ؟! هذا ما سوف نجيب عنه الآن ! د. يسري عبدالمحسن أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة قال إن كسر حاجز الخوف لدي المصريين في وقت واحد جاء نتيجة الذل والخضوع.. لماذا نسمح بالذل والظلم.. لماذا لا تسير الامور الا بالمهانة.. حتي رغيف الخبز أصبح العثور عليه معجزة من معجزات الكون.. من منا لا يري ما يحدث من طوابير الخبز يوميا من معارك واهانات بل واصابات بالغة لمجرد الحصول علي رغيف الخبز ليس الا. من منا لا يعلم ما يحدث يوميا في المصالح الحكومية من روتين محل وعدم مبالاه.. واهدار الحقوق المواطنين البسطاء !؟ من منا لايري الشيوخ المسنين وما يجري لهم في صرف المعاشات الخاصة بهؤلاء البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة ! معظم الشباب أصبحوا يحلمون حلما واحد وهو الهجرة والسفر بعيدا ليحققوا ما يريدون.. أصبح الوطن لا يعني لهم شيئاً.. كل هذه العوامل السلبية جعلت الافراد يشعرون بالقهر والظلم والكبت.. الي ان جاء الوقت لتخرج هذه العاصفة في شكل ثورة وهي »ثورة الغضب« التي انكسر فيها كل حواجز الخوف والجبن والقهر. سلب الكرامة! د. محمد عبدالفتاح استاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر.. أكد ان الظروف الاقتصادية الصعبة والمشاكل الاجتماعية وراء انفجار كبت المصريين وثورتهم.. وكسر حاجز الخوف منها التعليم السني.. فالطالب يجتاز المرحلة الابتدائية بأكملها وهو لا يعلم عدد حروف الهجاء.. لماذا أصبح المعلم يقذف طلابه بكل هذه الالفاظ البذيئة التي بالطبع تحفر في عقول ابنائنا.. ويرددونها دون وعي.. فأصبح النشأ منذ بدايته مدمرا ترميرا أخلاقيا شاملا. لماذا يفعلون بناحكامنا؟ لماذا ينهبون خيرات بلادنا ولا يتركون لنا الا الفتافيت لماذا يسلبون الكرامة لننساق ورائهم دون شعورا وارادة!؟ .. لماذا كان الرضوخ والسلبية والصمت وعدم الارادة واللامبالاة كان بالطبع لابد ان فنفجر ثورة 52 يناير لتهاجم كل هذا الفساد.. وانا أؤيد هذه الثورة لانها ثورة بيضاء ونقين.. وهدفها نبيل وهو اعلاء كلمة الحرية. د. عادل عبدالسلام أستاذ الطب النفسي أكد ان لا يوجد منامن لايغضب .. ولا يوجد أحد لم يمر باحساس يبدأ من الفريق حتي البركان .. الغضب شيء طبيعي وعادة ما يكون شيئاً صحيا وفق معايير معينة لانه عاطفة بشرية.. واذا وصل الانسان إلي نقطة عدم التحكم يصبح مدمرا ويؤدي إلي مشاكل عديدة.. وفي سياق موضوعنا. يعتمد الغضب علي ادراك التهديد.. الذي يكون اما نتيجة ظلم أو الاحساس بعدم العدل او القهر او اللامبالاة وغيرها من الصفات التي تعكس عدم رضا الانسان عن موقف ماتعرض له.. وهذا ما حدث بالفعل في ثورة الضغب.. حيث احتج العديد من الافراد علي كل هذه الصفات السلبية وهذا شيء طبيعي وصحي للغاية وكان لابد ان يحدث. قيم سلبية! وأكد د. خليل فاضل استاذ الطب النفسي أن ثورة الضغب كسرت بالفعل حاجز الخوف لدي المصريين.. فمعظم الجرائم والامراض النفسية يقف ورائها الاحساس بالظلم والمهانة والذل والكبت.. فعدم المشاركة السياسية.. والعجز عن تعبير آرائهم.. يمثل عامل ضاغط شجع علي قيام تلك الثورة.. وكسر حاجز الخوف. أما الدكتور أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع السياسي أكد ان وراء كسر الخوف لدي المصريين عدة عوامل منها السلبية واللامبالاة وأنعدام الثقة.. والشك السياسي.. الاعتماد علي العلاقات المشبوهة.. انتشار الرشاوي الفكرية.. والفقر وغيرها من القيم السلبية التي عاني منها المصريين لفترات طويلة فالشعب المصري تجاوز حالة الخوف.. واتجه نحو مواجهة النفس.. واعادة اكتساب الثقة في الذات لمواجهة التغييرات السابق.