نشأت جمعية فرسان المعبد عام 8111م بعد انقضاء الحرب الصليبية الأولي علي الشرق الاسلامي، واستيلاء الصليبيين علي بيت المقدس وانطاكية. أما المؤسسون فكانوا تسعة من السادة الفرنسيين علي رأسهم »هوك دي بابان« و»وجود فروادي سانتومار« وهدفها حماية الحجاج المسيحيين الذاهبين للحج لبيت المقدس. وقام ملك بيت المقدس وقتها »بلدوين الثاني« بإنشاء منزل للجمعية بالقرب من معبد سليمان، ولذلك أطلق علي الجمعية فرسان المعبد، وقد وافق علي انشاء الجمعية بابا الفاتيكان وأطلق عليها » فرسان المعبد أو الهيكل « فرسان الهيكل اشترك فرسان الهيكل في الحروب الصليبية وأظهروا شجاعة وبطولة واعتمدوا علي الهبات والصدقات من الدول والممالك، فكثرت أموالهم وانتشروا في الدول الأوروبية حتي أنهم مع نهاية القرن الثاني عشر قد أصبحوا مصدرا للجاه والثروة. ومع كثرة أموالهم ونفوذهم في أوروبا أصبحوا كالأمراء والسلاطين، وانقلبوا علي اخوانهم من أهل الصليب، ومن أجل المال ساعدوا أهل الاسلام بطريق الخيانة حصنا للملك نورالدين عام 6611م. وكانوا علي اتصال بطائفة الاسماعيلية الباطنية وتعاونوا معهم علي عدة جرائم اغتيال للزعماء السياسيين في الدولة العباسية. ويعتقد البعض أن فرسان المعبد كانوا يملكون وثائق مسيحية أكثر أهمية من الأناجيل المتشابهة، وازدادت قوة وهيبة فرسان الهيكل »المعبد« حتي وصل عددهم الي أكثر من عشرين ألف فارس، وكان لون ردائهم اللون الأبيض المميز عليه صليب أحمر يظهر أثناء المعارك الحربية. وامتلك الفرسان أراضي في فرنساوانجلترا، وأسبانيا والبرتغال وسكوتلاندا وايطاليا والنمسا وألمانيا وحصلوا علي ألقاب اللوردات والبارونات، واعطاهم البابا حق بناء كنائس خاصة بهم وبأنفسهم. فضائح فرسان الهيكل »المعبد« قام البابا وملك فرنسا باتهامهم بالهرطقة وعبادة الأصنام ومحاربة المسيحية وعدم تقديس الصليب المقدس، ولأن قادتهم قاموا مباشرة أو بالتلميح قد هددوا رجال الكنيسة بكشف مالديهم من وثائق ومستندات تثبت كذب ادعاءاتهم بألوهية المسيح - الأمر الذي عجل بنهايتهم بالاضافة الي اتهامات البابا وملك فرنسا، فقد ساء سمعة فرسان المعبد ونسبت اليهم فضائح عرفها العامة قبل الخاصة من رجال الدين، وعرف عنهم الادمان في شرب الخمر وارتكاب كبائر الذنوب، واتهموا بالزندقة والكفر، وأصبحت معتقداتهم السرية محل شك وريبة. حل جمعية فرسان المعبد الملك الفرنسي فلييب الجميل ارتاب في أمر فرسان المعبد بعد أن كان علي وفاق معهم، فأمر بالقبض عليهم ومحاكمتهم وذلك في أكتوبر 7031م وقد وجه اليهم تهما كثيرة عقوبتها الاعدام حرقا ومن هذه الاتهامات: - اهانتهم للصليب وانكار المسيح. - قيام زعمائهم بمنح حق الغفران رغم أنهم ليسوا من رجال الدين المسيحي. - انهم يعبدون صنما يقال انه صورة للاله الحقيقي لهم. وأصدر مجلس فيينا في 2131م قرارا بحل جمعية فرسان المعبد، وفي فرنسا تم اعدام أربعة وخمسين منهم حرقا وهم أحياء عام 0131م ثم أحرق الأستاذ الأعظم »خان دي مولاي«. وفي انجلترا قام الملك ادوارد الثاني بالقبض علي فرسان المعبد، ونسب اليهم الكفر بالمسيحية والصليب وانهم من عبدة الأوثان. علاقة جمعية فرسان المعبد والطائفة الاسماعيلية الباطنة. أشار المؤرخون الي الشبه الكبير في تعاليم الاسماعيلية الباطنة وجماعة الفرسان وقد أشار الي ذلك المؤرخ الماسوني »كلافل« في قوله سيروي المؤرخون الشرقيون في عصور مختلفة أن جمعية فرسان المعبد كانت ذات علاقة وثيقة مع الاسماعيلية ويؤكد التماثل بين الطائفتين، فيقول اختارتا نفس اللونين وهما الأحمر والأبيض واتبعتا نفس النظام ونفس المراتب، فكانت مراتب الفدائيين والرفاق والدعاة في احداهما تقابل درجة المبتديء والفارس في الأخري، وان كلتيهما تآمرت لهدم الدين الذي كانت تتظاهر باعتناقه أمام العامة، وأخيرا فإن كلتاهما كانت تملك حصونا عديدة، الاسماعيلية في آسيا والفرسان في أوروبا. ولا ريب أن جمعية فرسان المعبد هي احدي الجمعيات السرية التي خرجت من تحت عباءة الماسونية الحديثة العالمية، التي تخدم المصالح الصهيونية وتسعي الي تحطيم المعتقدات الدينية عند المسيحيين، كما سعت قديما طائفة الاسماعيلية علي هدم تعاليم الاسلام.. وللحديث بقية.