أكد السفير رضا بيبرس منسق عام شئون دول حوض النيل بوزارة الخارجية أن مصر تتمسك بحقوقها التاريخية والقانونية فى مياه نهر النيل وفى الوقت ذاته تحرص على التفاوض مع دول حوض النيل على أساس العلاقات التاريخية والأخوية التى تربط بين الجانبين. وقال فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس المصرى للشئون الخارجية الذى عقد أمس تحت عنوان «الأمن المائى المصرى..الواقع والمستقبل»، إن مصر لن تسمح لأى أحد أن يعكر صفو العلاقات التى تربطها مع دول حوض النيل وأيضا ستتمسك بموقفها فى التفاوض مع هذه البلدان، مشددا على أن الخلافات حول مياه النيل لن تؤثر على العلاقات بين دول النهر وأن مصر لن تسمح لأى طرف خارجى بالتدخل، كما تصر على استمرار العلاقات المتميزة. وأشار إلى الأزمة الأخيرة التى حدثت بين مصر والسودان من جهة ودول حوض النيل من جهة أخرى بعد توقيع خمس دول منها على الاتفاقية الإطارية التى رفضتها كل من مصر والسودان وتأكيد كل من بوروندى والكونغو الديمقراطية عدم توقيعهما، أن التوقيع على هذه الاتفاقية خلق موقفا سياسيا «معقدا»..معربا عن اعتقاده بأن الدول الخمس الموقعة تشعر بذلك. وقال إن حماية حصة مصر من مياه النيل تقوم على عدم الإضرار وأيضا المنفعة المتبادلة حيث إن هناك نوعا من التوافق والتفاهم، مشددا على أن أى محاولة للانقسام أو الانفصال سيكون مصيرها الفشل. وقال السفير رضا بيبرس وأوضح أن مصر تعد فى الفترة الحالية خططا جديدة لتنمية دول حوض النيل تستمر ما بين خمس إلى عشر سنوات وسيتم إطلاقها قريبا، مشيرا إلى الزيارات المتتالية لمسئولى هذه الدول إلى مصر فى ضوء الزيارة الحالية التى يقوم بها نائب الرئيس الكينى وأيضا الزيارات التى قام بها كل من الرئيس البوروندى والرئيس الكونغولى خلال الفترة الماضية. وقال الدبلوماسى المصرى إن دول النيل جميعا ما عدا تنزانيا أعضاء فى تجمع الكوميسا وهو ما يؤكد أهمية التعاون الاقتصادى فيما بينها، موضحا الوضع القانونى لنهر النيل حيث توجد اتفاقية قائمة مند عام 1890 ومصر متمسكة بها ولايمكن إلغاؤها من جانب واحد من جانبه,أكد السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية ضرورة استغلال المياه التي تصل من منابع النيل بشكل جيد , داعيا إلي ضرورة استغلال الامكانيات الموجودة وتحلية مياه البحر.وأشار إلي إن استخدام المحطات النووية التي مصر بصدد انشائها سيساهم في تحلية مياه البحر والاستفادة منها في الشرب والزراعة . وأشار عبد العاطى إلى أن ما يجرى الآن بين دول حوض النيل ليس إلا خلافا فى وجهات النظر..معربا عن ثقته فى أن الرئيس مبارك بحكمته وباحترام العالم أجمع له سيحسم مشكلة حوض النيل وقد بدأ بالفعل فى عقد لقاءات مع أشقائه من زعماء بلدان حوض النيل. ودعا المستشار عبد العاطى الشافعى مقرر لجنة حوض النيل بالمجلس المصرى للشئون الخارجية إلى ضرورة استمرار التحاور والتعاون والتواصل مع دول حوض النيل..مشيرا الى أن اتفاقية مبادرة حوض النيل التى تبناها الرئيس مبارك فى عام 1999 تتضمن ما يقرب من 20 مشروعا لو تم تنفيدها ستعود بالنفع على دول النيل جميعا ولكن بسبب الخلافات فى وجهات النظر توقفت المنح الخارجية. وأشار الى أن الرئيس مبارك بحكمته يدق أجراس الخطر , حيث أكد مؤخرا فى خطابه أمام الجلسة المشتركة لمجلسى الشعب والشورى أهمية توفير احتياجاتنا من المياه والحفاظ على مواردنا من المياه.