تأبي السحابة السوداء أو السمراء إلا عرقلة انتصارات البيئة.. وجهودها بالنسبة لكوبونات الاحتباس الحراري..أو رصد التلوث السمعي والبصري أو حماية النيل لتجري مياهه الفيروزية.. رائقة صافية أو ما أنجزته بالنسبة لاعلان المحميات الطبيعية.. وآخرها الواحات البحرية.. الموطن الأول لثاني حلقات الحيتان بالتاريخ .. تسوقها للعالم وتضمها لخريطة السياحة.. تجذب إليها نوعية معينة من سياح المخاطرة وحب الاستكشاف.. سياح السفاري الذين يشقون بسياراتهم ومخيماتهم طرق الأجداد وقصاص الأثر وهي بذلك تنعش الاقتصاد القومي بموارد حقيقية.. وليس مجرد كوبونات الاحتباس الحراري المقدمة من الدول المتقدمة.. نتيجة لاستباحتها السابقة للطبيعة والمناخ والفضاء حيث تكدس أول وثاني أوكسيد الكربون عند الغلاف الجوي وأحدث ثقبا يتسع في الأوزون.. الطبقة الحامية للجو من الحرارة والسخونة الملتهبة.. يصادف البيئة سوء الحظ.. عندما تفلت السحابة السوداء من الرقابة المحكمة المستخدم فيها كل الأساليب.. من المتابعة الميدانية حتي الأقمار الصناعية.. آخر أخبار السحابة السوداء.. أنها لم تعد فقط فوق سماء القاهرة الكبري.. قادمة من محافظات الدلتا حيث الحرائق هنا وهناك لقش الأرز.. يريد الفلاح تطهير أرضه والتخلص من عبء ثقيل. يجهزها أي الأرض لدورة زراعية جديدة.. يكتفي بالحرق رغم الحلول البديلة والاغراءات التي تقدمها وزارة البيئة..ومساعدتها في ايصال القش إلي مراكز التجميع والتدوير وصرف الثمن فورا.. بالإضافة إلي الدورات التدريبية لاستخدام القش.. كتربة بديلة للزراعة... أو علف للحيوان.. ولكن لم يصل إلي شبابنا بالطبع.. ما يفعله نظراؤهم في أوروبا بجوار سلسلة جبال الألب.. إذ يبدرون تقاوي القمح علي المصاطب الجليدية.. يغطونها فورا بطبقة سميكة من الماء.. الزرع الوليد ينمو تحت القش.. ويحميه من البرد الشديد... وعلي الربيع.. يرفعون القش لتظهر أعواد القمح الخضراء.. تستكمل رحلة النمو قبل نهاية الربيع.. وتزهو بسنابلها. ويمكننا ادخال تشخيص البيئة ووصولها لسر السحابة السوداء التي نشكو منها منذ 10 أعوام.. ضمن نجاحات وانجازات البيئة.. وان كان يعرقل ذلك الأمر.. أنها مازالت مستمرة تراها في كبد السماء.. تساند الشبورة في مهمة حجب الرؤية.. وتحمل خطر أمراض ضيق التنفس والاختناق والاغماءات.. واعتبرعلي الصعيد العام تحديا تواجهه البيئة أولا وعليها أن تقضي عليه استقر الأمر والتفكير علي اتجاه قش الأرز.. لذا يتسبب نظام ري الأرز وغمره بالماء في تشكيل النيران رعونة وتأثيرا وتلوثا بخليط من اللهب الأحمر والأسود والدخان الرمادي.. بتأثير كميات المياه التي امتصتها العيدان وتبقي في القش بعد التجفيف.. لقد غافلت السحابة السوداء الجميع هذه المرة..لتظهر من قلب الصعيد.. هذه المرة.. ومع شبكة الرصد المنتشرة في المحافظات..تلقت غرفة العمليات بمحافظة سوهاج بلاغات بحدوث اصابات بضيق في التنفس واختناقات قيل إن سببها السحابة السوداء.. وتم بالفعل رصد مزارعين يحرقان عيدان الأرز ومخلفات المحصول في قريتي الشيخ مكرم وقلقاو.. وذلك بعد مسح لدائرة بلغت 9 كيلومترات مربعة.. كما حدث في ديروط وأسيوط والقوصية والبداري وأبوتيج وساحل سليم والغنايم نفس حالات الاختناقات بين الأطفال.. وعرقلت السحابة السوداء الرؤية..وتسببت في بعض حوادث الطرق واعترف رئيس جهاز البيئة بالمحافظة بوجود السحابة وأرجعها إلي حرق سيقان الأرز وقال إن الحل يكمن في اقتراح طريقة لاعادة تدوير المخلفات واقناع المزارعين بجدواها. والواقع أن هذا التفكير العملي.. في ايجاد شراكة بين المزارعين وشركات القطاع الخاص وامكانيات توفرها وزارة البيئة من المنح والاتفاقيات التي تتلقاها.. جديرة بحل مستديم للمشكلة وغرس الثقافة السليمة للتعامل مع السحابة السوداء.. قبل أن تصبح الضيف الثقيل طوال العام.. مع توالي محاصيل الدورات الزراعية.. واقتصار استفادة المزارع والعملية الانتاجية ككل من الثمار مثل القمح والذرة ولوز القطن.. علما بأن الفلاح زمان كانت لديه الخبرة بالنسبة لما يتركه في الأرض من مخلفات زراعية وأخري عضوية من الحيوانات التي يربيها .. ينتج منها سمادا بلديا مضمون الفعالية.. وبلاثمن تقريبا.. والمطلوب الآن أن تعمل فرقة المواجهة تحت مظلة المؤسسات الموجودة فعلا في القرية.. مثل الجمعية الزراعية.. وشونة البنك الزراعي ودوار العمدة.. وشيخ الخفر ورجاله. نشترك جميعا مع مندوبيةالبيئة وبتنسيق مركزي مع المحافظة.. في إخضاع منظومة التخلص من قش الزراعات بأنواعه لعمليات تدوير انتاجية.. وتصنيف المنتج بين بالات السماد.. والتربة البديلة.. والأعلاف والمتجات الأخري.. تدار بأسلوب اقتصادي وتباع المنتجات للمزارعين بالأفضلية.. ولا مانع من التوسع في هذا النشاط لدرجة التصدير بالتعاون مع الخبرات الأجنبية.. إن هذا الأسلوب في المعالجة يخرج بنا من دائرة التحذيرات والتفسيرات والانذار بالخطر إلي دائرة العمل الايجابي.. لانتاج محصول طيب محاط بالحماية الاجتماعية والأخلاقية.. ويرفع دخول المزارعين بالمكافآت المالية السخية التي تقدمها وزارة البيئة وشركات التدوير.. وصولا إلي مرحلة الالتزام التام الذي يؤسس ثقافة التعامل الصحيح مع السحابة السوداء ويهزمها.. ليس فقط بل إن إزالة ستارتها السوداء عن عيون المواطن.. وسماء الوطن لا فرق.. ستكشف عن زهور الانجازات التي تتحقق ولكنها تختنق في كتلة سوداء مظلمة..