اختارت مجلة تايم الأمريكية مؤسس الفيسبوك رجل عام 2010.. وعندها حق. 600 مليون شخص حتى الآن يتعاملون مع الفيسبوك، ويتبادلون الأفكار والمعلومات ويتسامرون.. وأحيانا تكون لاتصالاتهم ردود فعل مباشرة مثلما تفعل مجموعة 6 أبريل فى مصر التى نظمت اجتماعات واحتجاجات وقد تصبح حزبا مع الأيام. قد لا يصدق كثيرون أن الفكرة التى أبدعها ونفذها الطالب الصغير فى حجرته بجامعة "هارفارد" سوف تغزو العالم وتجعل من المنتمين إليها ثالث أكبر دولة فى العالم من حيث العدد. عمرها ست سنوات فقط، وصاحبها "مارك إليوت زاكر برج" أصبح أصغر ملياردير فى العالم (26 سنة) ومن نوع مختلف فهو يتبرع بنصف ثروته لمشروعات اجتماعية، بدأها فى العام الماضى بمائة مليون دولار للتعليم العام فى مدينة "نيوآرك" بولاية "نيوجيرسي" الأمريكية، وهو ما أعلنه فى برنامج تليفزيونى شهير تقدمه "أوبرا وينفري"، وهى أيضا مذيعة ذات تأثير واسع على مشاهديها وتقدم الكثير من المساعدات المادية التى وصلت إلى شعب جنوب أفريقيا. وشبابنا فى مصر يتعاملون بالفيسبوك، والسياسيون يستخدمونه مثلهم مثل عشر سكان العالم الذين يتبادلون بليون رسالة "بالباء وليس الميم" يوميا بجميع لغات العالم، فأصبحت تخشاه حكومات وتحرمه مثل الصين وإيران تقدم حججا وذرائع تبرر قرارها، وقد تتبعها حكومات أخرى.. ولكن ذلك لن يوقف زحف وتأثير الفيسبوك. وعندما أنتجت هوليوود فيلما عن "الشبكة العنكبوتية" عرضته دور السينما فى مصر أقبل عليه الجمهور وكان من أكثر الأفلام مشاهدة، وتأثر أبناء الجيل الجديد أكثر بنجمهم الشاب "مارك زاكر برج". لم تكن مفاجأة أن تختاره مجلة مثل "التايم" رجل هذا العام ولعل قراءة تقديم رئيس تحرير المجلة للعدد التاريخى الذى اعتادت المجلة تقديمه فى نهاية كل عام عن أفضل وأسوأ عشرة فى مختلف المجالات، لنعرف لماذا اختير صاحب "الفيسبوك" رجل العام عن جدارة؟ ليست فقط عبقريته وانتشار فكرته وعمق تأثيرها والمليارات التى حققها فى سن مبكرة وسنوات معدودة، وإنما طريقة تفكير ذلك الشاب وموقفه وتبرعه لإسعاد الآخرين. هو ليس كما يسميه أحمد مجاهد "فيس بؤس"- وإذا كتبناها كلمة واحدة كما تكتب "فيسبوك".. فإنه "فيسبؤس" – لما يحمله أحيانا من أخبار مزعجة، ولكنه حاضر ومستقبل مؤثر يعمل على تغيير الحياة بتبادل المعلومات فى ثوان معدودات ويستحق أن يجيب كل واحد منا على سؤال "إسعاد يونس": متى تكون كائنا فيسبوكيا؟! [email protected]