صدر مؤخرا كتاب بعنوان "دور الكنيسة القبطية في افريقيا" للدكتور جوزيف رامز خبير الشئون الافريقية وقام بتقديم الكتاب الأنبا انطونيوس مرقس أسقف عام شئون افريقيا والدكتور ابراهيم احمد نصر الدين استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية الافريقية للعلوم السياسية يتناول الكتاب في 495 صفحة المحددات الداخلية والخارجية لدور الكنيسة القبطية في افريقيا ووضع المسيحية في القارة الافريقية والتوزيع المذهبي للمسيحية ومستويات وابعاد دور الكنيسة القبطية في افريقيا وعلاقة الكنيسة مع الدول الافريقية والدور السياسي والثقافي والتعليمي للكنيسة وغيرها من أبعاد دور الكنيسة في دول القارة وفي الختام يتضمن الكتاب رؤية مستقبلية لدور الكنيسة القبطية في افريقيا. أوضح الأنبا انطونيوس في تقديمه للكتاب ان الكنيسة القبطية تعد الكنيسة الأم في افريقيا حيث تأسست في القرن الأول الميلادي بكرازة القديس مار مرقس الرسول وذلك بعد ميلاد الكنيسة المسيحية العامة ودور الكنيسة القبطية في افريقيا قوي وفعال منذ القرن الأول وحتي الآن ويزداد ويتعمق يوما بعد يوم وانه من المؤكد تاريخيا ان اشعاع الكنيسة القبطية قد امتد إلي العالم كله عن طريق قانون الإيمان الذي أعده "اثناسيوس الرسولي" واعتمده مجمع نيقية ونظام الشركة الذي قدمه للعالم باخوميوس والذي تسير عليه مئات بل ألوف من الأديرة. اضاف ان دور الكنيسة القبطية في انتشار المسيحية في القارة أقدم وأعرق من الطوائف الأخري التي أتت إلي افريقيا بعد ذلك مما يكذب الزعم بأن المسيحية أتت إلي أفريقيا من الغرب. جذور أكد الدكتور جوزيف رامز ان فكرة هذا الكتاب نشأت من وجود لافتة كتبت علي واجهة احدي الكنائس بجنوب افريقيا تقول: "ان السيد المسيح ومعه أقباط مصر سيأتون ويحررون الأغلبية من سيطرة البيض" مما أشار إلي أن جذور الكنيسة القبطية تمتد في تواصل فريد مع المحيطين العربي والافريقي وتتنوع علاقاتها مع القارة الأفريقية علي مستويات الدول والشعوب والمنظمات مضيفا ان الكتاب يستعرض بشكل شامل قدرات الكنيسة القبطية الإدارية والتنظيمية والاجتماعية والثقافية كما يتناول ابعاد علاقتها بالدولة ونصيب الأقباط من السلطة والثروة وظاهرة العنف بالاضافة إلي رصد الأدوار التي تقوم بها الكنيسة القبطية في افريقيا والتي تتنوع ما بين الدور السياسي والتنموي والثقافي والتعليمي مع اظهار دور مؤسسات المجتمع المدني المصرية العاملة بقوة في القارة الافريقية. أوضح المؤلف ان هذا الكتاب يركز علي العقود الأربعة الماضية والدور المتواصل والمتنوع للكنيسة القبطية في افريقيا مشيرا إلي أن أهمية الدراسة تنبع من عدة محاور فهي أولا أقدم كنيسة في القارة وعلاقاتها في القارة متشعبة وتقوم بدور فعال بها لا يقتصر علي الجانب الديني ولكن يتعداه إلي مجموعة من الأدوار السياسية والثقافية والتعليمية والتنموية.. أما المحور الثاني الذي تنطلق منه الدراسة والذي يحتاج إلي اثبات صحته هو انه كلما نما دور الكنيسة القبطية في افريقيا بحكم كونها احدي مؤسسات المجتمع المدني الأصيلة في مصر كلما كان ذلك في صالح مصر وساعد علي نجاح السياسة المصرية في افريقيا سواء حاليا أو مستقبليا. مستويات أشار الدكتور جوزيف رامز إلي أن الكتاب يتعرض أيضا إلي مستويات وابعاد دور الكنيسة القبطية في افريقيا وعلاقة الكنيسة القبطية بافريقيا علي ثلاثة مستويات أولا علي مستوي الدولة وثانيا المستوي التنظيمي وثالثا علي المستوي الشعبي بالاضافة إلي التعرض لعلاقة الكنيسة بدول القارة سواء التاريخية والمعاصرة الذي امتدت إليه خدمة الكنيسة القبطية وتحليل دور الكنيسة ودورها مع الكنائس الأفريقية المستقلة والمتشعبة في دول القارة وعن الدور الثقافي والتعليمي للكنيسة القبطية في افريقيا أكد الدكتور جوزيف رامز ان الكتاب أوضح بصمات الكنيسة الثقافية والتعليمية سواء الدينية أو المدنية والتي بدأت بأثيوبيا والسودان وامتدت إلي كينيا والكونغو ودول الجنوب لدرجة ان هناك بعض القبائل في شرق افريقيا تتشابه لغتها مع اللغة القبطية بالاضافة إلي التركيز علي عناصر التأثير الثقافي للكنيسة في افريقيا ودورها الحديث في كل من اثيوبيا والسودان.