رغم سعي الأزهر الشريف لإحياء مفاهيم التقارب الحقيقي مع الشيعة بكافة الوسائل الإيجابية إلا أن رد فعل بعض أفراد الشيعة لم يكن في نفس الاتجاه. مما استلزم الأزهر للقيام بالرد دفاعاً عن رموز السنة النبوية الشريفة الذين تطاول عليهم المتحدث الرسمي باسم الشيعة الأمامية في مصر في مؤلفه: "بيت العنكبوت". حيث تناول الكتاب التشكيك في أحاديث البخاري ومسلم. رغم اتفاق العلماء من المحدثين علي كون كتاب البخاري أصدق الكتب بعد كتاب الله تعالي. فأحيل الأمر إلي مجمع البحوث الإسلامية الذي كلف الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي بالرد في بحث علمي حمل عنوان: "مفرز بيت العنكبوت". مبيناً في افتتاحية الكتاب: إن مصر بلد سني استعصت عقيدتها السنية علي التشييع حتي عندما حكمها الشيعة الإسماعيليون الفاطميون "الباطنية الغلاة" حسبما قول د. عمارة. علي امتداد ثلاثة قرون. مستدلاً علي رفض المصريين للشيعة أنهم كانوا يخرجون في المظاهرات العامة يهتفون باسم معاوية بن أبي سفيان. الذي يري الشيعة كفره. بعد الجدل الشهير تاريخياً بينه وبين علي بن أبي طالب. والتي علي أثرها قامت معركة صفين وقبول علي بن أبي طالب للتحكيم الذي أسهم في تولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة. وبداية الدولة الأموية. يتابع د. عمارة حديثه عن الشيعة بقوله الشعب المصري جعل الانتساب للتشيع "سبة" يرمي بها من يكره فيقول: "يا بن الرفضي" "الرافضي". كراهية واحتقاراً للذين رفضوا خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وجمهور صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم. الذين أحصاهم كتاب التاريخ الإسلامي بثمانية آلاف من النخب. حيث وقف قبول الشيعة لستة أو خمسة فقط من هذا الجمع العددي حاكمين علي من عداهم بالكفر والفسوق والعصيان. والأمر ذاته مع نساء المؤمنين حيث لم تسلم من آذاهم سوي السيدة خديجة فقط. رغم أن القرآن الكريم أعلن صراحة رضاه عن هذا الجمع من السابقين الأوليين من المهاجرين والأنصار. مما يعني الرفض الشيعي لما جاء به القرآن الكريم وتكذيبه صراحة. بل إن الأمر من وجهة نظر د. عمارة لم يتوقف عند ذلك الحد بل وصف الشيعة رسول الله صلي الله عليه وسلم بالفشل. وهذا الموقف الشيعي ذاته تبناه مؤلف مفرز بين العنكبوت. الذي يقصده د. عمارة. مقتبساً قوله في مؤلفه عن رسول الله وصحابته: "بأنهم صناع التخبط والهاوية والمأزق الذي بدأ أثناء وجود رسول الله صلي الله عليه وسلم بين أظهرهم. وأنهم "يقصد الصحابة" الذي افتتحوا تجارة الجدل. والكذب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم. ثم ينقل صاحب بيت العنكبوت صفحات عن أبن أبي الحديد تتطاول علي صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم بزعمه أنهم يبغضون علي بن أبي طالب. وتستمر محاولات الشيعة تشويه التاريخ الإسلامي بالعيب في التابعين وتابعيهم ممن أعلنوا أراء لا تعجب الشيعة في تعلقها بقضية الصراع بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان. وكان هذا دربهم مع كافة مخالفيهم مما جعلهم يشوهون التاريخ الإسلامي. يعلن د. عمارة أن الشيعة خالفوا منهج الإمام علي بن أبي طالب بالقدح في عدالة مخالفيهم الدينية والافتراء علي رسول الله وصحابته. فعندما سئل الإمام علي عن الذين قاتلوه في موقعة الجمل. فنفي عنهم الشرك والنفاق. وقال "إخواننا بغوا علينا". وعندما سمع أحد صحابته يسب معاوية. فقال لهم: "لا تكونوا سبابين". أما الشيعة فإنهم انقلبوا علي منهاج الإمام علي. وتبنوا موقف الخوارج فسقطوا معهم في مستنقع التكفير والتضليل والتفسق لجمهور الصحابة والتابعين. ولم يكتفوا بذلك بل لصقوا بالإسلام الأوصاف التي جعلت من الإسلام ما يشبه اليهودية في الانغلاق علي "جيتو" معين وهم آل البيت لرسول الله صلي الله عليه وسلم. مما يجعلهم يقدمون ذريعة للعالم الغربي علي عدم حيادية التناول الإسلامي. لقول الشيعة: إن رسول الله كان حريصاً في اللحظات الأخيرة من حياته علي انتقال العلم لعلي بن أبي طالب "وليس للعالمين" فأسر إليه وناجاه بألف باب من العلم. كل باب يفتح ألف باب". وينسبون إلي الإمام علي بن أبي طالب مقولة: "أنا والله لإمام المبين. ابين الحق من الباطل. ورثته من رسول الله صلي الله عليه وسلم". وجعل الشيعة بزيفهم الراسخون في العلم مقصوراً علي آل البيت الذين حصرهم الشيعة في نسل علي وفاطمة فقط. مما يبين كذب المدرسة الإخبارية عند الشيعة. وهي التي وضعت علومها علي أنقاض القرآن والعقل والإجماع والاجتهاد. عرض د. عمارة لسلبيات الشيعة تتواصل عند الحديث عن المدرسة الاخبارية الشيعية. والتي يري أنها وضعت أصول المذهب الشيعي وعقائده. مستبعدة القرآن الكريم. والعقل والاجتهاد. والإجماع. جاعلة من المرويات التي وضعتها تلك المدرسة. المصدر الأول لعقائد المذهب الشيعي. فقد نسبت هذه المدرسة إلي أمامهم عبدالله جعفر الصادق كلاماً عنصرياً يجعل الشيعة خلقاً متميزاً. بقوله: خلقنا الله "يقصد الشيعة" من نور عظمته. ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش. فاسكن ذلك النور فيه. فكنا نحن خلقاً وبشراً نورانيين. لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيباً. ويتابعون: أن كل البشر عدا الشيعة. همج للنار وإلي النار وأن الشيعة فقط هم المسلمون. الناجون من النار. وفق ما نسبه الكليني الشيعي للإمام الرضا في قوله: "إن شيعتنا مكتوبون باسمائهم واسماء آبائهم. أخذ الله علينا وعليهم الميثاق. يردون موردنا. ويدخلون مدخلنا. ليس علي ملة الإسلام غيرنا. وغيرهم إلي يوم القيامة". ونسب الكليني ذاته إلي أئمة الشيعة أقوال بالكفر والضلال والردة لمن يخالف رأيهم. ولاتزال هذه الأحكام الفاجرة الجائرة موجودة في عقائد الشيعة حتي يومنا هذا. فكتب الخميني عن أم المؤمنين عائشة. والزبير بن العوام. وطلحة بن عبيد الله. ومعاوية بن أبي سفيان. فوصفهم بأنهم أخبث من الكلاب والخنازير. ختم د. عمارة مؤلفه بوصف الشيعة بأنهم من الشواذ فكرياً. أرادوا أن يخرجوا السلف الصالح من التاريخ فخرجوا هم من التاريخ ولم يعودوا إليه.