اختتم الملتقي العربي الأول للصحافة الإلكترونية أعماله مؤخراً في القاهرة والذي نظمته دار أخبار اليوم بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية بجامعة الدول العربية ودار النهضة اللبنانية وذلك تحت رعاية صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري ورئيس المجلس الأعلي للصحافة. ناقش الملتقي علي مدي ثلاثة أيام 30 ورقة عمل مقدمة من أساتذة الاعلام والصحافة من أكاديميين وممارسين ألقوا الضوء من خلال الملتقي علي التحديات التي تواجه الاعلام الرقمي ومستقبله في المنطقة العربية.. وشارك في الجلسة الافتتاحية للملتقي جلال دويدار الأمين العام للمجلس الأعلي للصحافة ومكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين وأسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ود.محمود علم الدين وكيل كلية الاعلام جامعة القاهرة وشارك في أعمال الملتقي في دورته الأولي وفود من العديد من الأقطار العربية منها الكويت والعراق وليبيا والسعودية وقطر وسلطنة عمان والمغرب ولبنان والبحرين والسودان ومصر. أكد د.محمد عهدي فضلي رئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم ورئيس الملتقي ان مبادرة "أخبار اليوم" لعقد هذا الملتقي بين المشاركين العاملين في حقل الاعلام والخبراء تهدف لبحث ودراسة أحدث المستجدات في الصحافة الإلكترونية ومستقبل وسائل الاعلام في العصر الرقمي.. وكذلك بحث المشاكل والتحديات التي تواجهنا ودراسة الحلول ونأمل ان تكون خطوتنا هذه بداية علي الطريق الصحيح لتعريف العاملين في حقل الاعلام بأحدث التطورات. أشار د.فضلي إلي ان الملتقي توصل في ختام مناقشاته إلي عدد من التوصيات التي ترتقي بمنظومة الاعلام الرقمي حيث أكد المشاركون علي ضرورة تطوير وتنمية المؤسسات الصحفية لقدراتها لتتحول إلي مؤسسات إعلامية لا تعتمد علي المطبعة والورق فقط ولكن تتعامل وتنتج وتتفاعل مع ثلاث شاشات.. التليفزيون والكمبيوتر والمحمول حتي لا تصبح شيئاً من الماضي في ظل عصر الوفرة الاعلامية الشرسة غير المسبوقة. أوصي المشاركون أيضاً بضرورة التنبيه إلي ان الأشكال المستحدثة للصحافة الإلكترونية تعيد توزيع القوة بين منتجي الأخبار إلي مستهلكيها وتخلق نموذجاً جديداً في الاعلام يتيح لكل شخص أن يصبح صحفياً أو قائماً بالإتصال بأقل تكلفة الأمر الذي أثر علي الرسالة الإعلامية بأكملها وأوجد ما يعرف بصحافة المواطن. طالب الملتقي بالتعامل بذكاء مع الامكانية غير المسبوقة التي انتجتها الوسيلة الإعلامية الجديدة والإنترنت للفرد للاختيار والانتقال والتجول بين الوسائل والمضامين المختلفة بسهولة وذلك نتيجة لإتاحة التعرض الانتقائي في كل مكان وكل وقت. راديو السيارة واللاب توب والتليفون المحمول الذي ألغي الاحتكار والإنفراد والاستحواذ والسيطرة الإعلامية من قبل الوسيلة للجمهور وضاعف من ممارسة حرية الاختيار والحق في الاتصال بمعناه الشامل. دعا المشاركون في الملتقي إلي زيادة مساحات التعبير عن الرأي والرأي الآخر وتفعيل التمثيل والمشاركة الجماهيرية الحقيقية في كافة مراحل ومستويات العملية الإعلامية في إطار الإلتزام بمواثيق الشرف الإعلامي.. وكذلك الاهتمام بالتدريب التقني المتواصل والتنمية المهنية المستمرة للصحفيين لتأهيلهم للعمل الصحفي في بيئته الجديدة الإلكترونية التي تعتمد علي الوسائط المتعددة والنصوص الفائقة والتفاعلية والمحتوي المنتج بواسطة المستخدم. كما طالب الملتقي بالرصد المستمر لاتجاهات المستخدمين من القراء ومستخدمي الإنترنت عبر وسائط رصد آليات المشاركة والدخول علي المواقع التي تتيحها امكانيات شبكة الإنترنت.. ودعا المشاركون للبدء في إدخال تغييرات جوهرية علي شكل صالة التحرير التقليدية للصحف إلي ما يسمي بغرفة الأخبار المتكاملة المدمجة.. وشدد الملتقي علي ضرورة البحث عن الضوابط التي يمكن من خلالها مواجهة عمليات الاعتداء علي الملكية الفكرية واستنفار كل الجهود التشريعية للتصدي لجرائم القرصنة الإلكترونية وحماية الملكية الفكرية.. وضرورة الاستقرار علي تعريف محدد للصحفي الإلكتروني وتحديد المواصفات والشروط الواجب توافرها والتي تعطيه الحق في الانضمام إلي عضوية نقابة الصحفيين كمهني محترف.. والاسراع بإعداد التشريعات اللازمة لإصدار الصحف الإلكترونية والاعلام الرقمي بوجه عام باستخدام التوقيع الإلكتروني بالتعاون والاستفادة بما تم اصداره من تشريعات في الدول العربية والأوروبية للحفاظ علي المصداقية في الأخبار المنشورة الكترونياً. دعا المشاركون في الملتقي إلي تفعيل التعاون بين الدول العربية في مجالات تطوير الإعلام الرقمي والصحافة الإلكترونية في مجالات صناعة المحتوي وتأهيل العاملين ووضع الضوابط والتشريعات اللازمة.. وطالب الملتقي بإنشاء وكالة أنباء عربية تستفيد من امكانيات وتطورات العصر الرقمي وذات قدرات قوية ومنافسة لوكالات الأنباء العالمية وأخيراً تنظيم مؤتمرات وحلقات نقاشية للبحث في آليات ووسائل وتمويل الصحف الإلكترونية تشارك فيها المؤسسات المعنية بإصدار الصحف الإلكترونية في الدول العربية.