يبدو ان النجاح الكبير الذي حققه المخرجون الشباب الذي مثلوا مصر في المهرجانات العربية. دفع مهرجان القاهرة السينمائي الي الاعتراف بهم. بل انه أخلي الساحة لهم ليمثلوا مصر في مسابقة الافلام العربية بفيلمين ينتميان للسينما المستقلة هما: "ميكروفون" إخراج أحمد عبدالله السيد وفيلم "الطريق الدائري" اخراج تامر عزت. وفيلم ثالث بعنوان "الباب" في مسابقة أفلام الديجيتال من إخراج الطبيب د.محمد عبدالحافظ.. حصل فيلم "ميكروفون" علي جائزة التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج الأخير. وهو أكبر نجاح يحققه فيلم ينتمي للسينما المستقلة قليلة التكلفة المتمردة علي النمط السائد في السينما المصرية حيث الانتاج المحدود وعدم الاعتماد علي نجم شباك.. ونفس النجاح حققه فيلم "حاوي" للمخرج إبراهيم البطوط الذي انتزع جائزة أحسن فيلم من مهرجان الدوحة ترايبيكا. وكان مرشحاً للعرض في افتتاح المهرجان وتم استبداله في آخر لحظة بفيلم بريطاني!! لذلك استقبل المخرجون الشباب بسعادة إعلان مهرجان القاهرة السينمائي عن أسماء الافلام التي تمثل مصر في مسابقة الافلام العربية. حيث تشارك مصر بفيلم "ميكروفون" تأليف وإخراج أحمد عبدالله السيد الذي شاهدنا له العام الماضي فيلم "هليوبوليس" الذي حصل علي شهادة تقدير من مهرجان القاهرة أيضا. أما "ميكروفون" فهو بطولة خالد ابوالنجا ويسرا اللوزي وهاني عادل وأحمد مجدي وضيفي الشرف منة شلبي والمخرج يسري نصرالله. ويحكي عن شاب يعود الي الاسكندرية بعد غياب سنوات ويريد إعادة العلاقة مع حبيبته القديمة وإصلاح علاقته بوالده. لكنه يكتشف ان الحبيبة تستعد للهجرة. وتتدهور علاقته بوالده ويضطر الشاب ان يجوب مدينة الاسكندرية لينسي مشاكله الشخصية ويلتقي مع شباب المدينة الذين يغنون علي الأرصفة ويعزفون الروك فوق اسطح العمارات القديمة. يتحرك مأخوذا بهذا العالم الذي لم يكن يعرفه ويكتشف الوجه الآخر للاسكندرية التي تبحث عن الجديد وعن المستقبل. في اجواء مشحونة ببداية عصر جديد للمجتمع. أما فيلم "الطريق الدائري" فهو تأليف وإخراج تامر عزت في أول تجاربه مع الفيلم الروائي الطويل. وقد شاهدنا له قبل سنوات فيلم "مكان اسمه الوطن" وكان فيلماً تسجيلياً عن رؤية مجموعة من الشباب لمصر. كيف ينظرون الي هذا الوطن الذي ولدوا وعاشوا فيه وسافروا بطرق مختلفة لكنهم عادوا جميعاً مرة أخري وقرروا البقاء في مصر.. فيلم "الطريق الدائري" يعتمد علي مجموعة من الشباب مثل نضال الشافعي وسامية أسعد الي جانب المخضرم عبدالعزيز مخيون والوجوه الجديدة فيررا وتامر نبيل ويتناول قضية بيع الأعضاء البشرية والتجارة المرتبطة بها في المجتمع المصري. أما فيلم "الباب" فهو دراما نفسية تحكي عن علاقة بين شخصين بينهما حاجز أو باب. وقام بتأليف الفيلم مخرجه د.محمد عبدالحافظ وهو طبيب في قصرالعيني وتكلف انتاج الفيلم 500 جنيه فقط. واستعان المخرج بأقاربه واصدقائه في التمثيل بالفيلم! الطريف ان الفيلم الوحيد الذي يمثل مصر في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي هو فيلم "الشوق" إخراج خالد الحجر بطولة روبي ومحمد رمضان وأحمد عزمي والذي يخلو من نجوم الشباك أيضاً. معني ذلك ان السينما العربية حاضرة في مهرجانها السنوي بأفلام الشباب وبعيداً عن النجوم الذي اكتفوا بالنجاح الجماهيري وتحقيق الإيرادات وابتعدوا ايضا عن تمثيل مصر في المهرجانات العربية حيث فاز النجم الشاب آسر ياسين بجائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج الأخير عن دوره في فيلم "رسايل البحر" للمخرج الكبير داود عبدالسيد. لذلك فإن الشباب هم القادرون اليوم علي إبقاء السينما المصرية علي الشاشة العربية. بل وإبقائها في ذاكرة الأجيال الجديدة. لأن التفوق السينمائي المصري يجب ان يستمر ولا ينقطع..