انتهي الشهر الفضيل هذا العام.. وقد تميز للأسف الشديد بكثرة المسلسلات التليفزيونية التي طالت بها ساعات الاعلانات عن المادة الدرامية ذاتها. والتي غلب عليها نوعين من الاعلانات.. الاولي اعلانات شركات المحمول الثلاث. والثانية الحث علي التبرع لبناء مستشفيات متخصصة يعالج بها المريض ايا كان بالمجان. اعلانات طلب التبرعات لبناء المستشفيات الخيرية لها منطقها بالتأكيد. اما الذي يدعو للتساؤل فهي اعلانات شركات المحمول التي فاقت الاولي في ساعات بثها وعدد مرات تكرارها. وصورة كانت تدعو للملل الذي فاق الحد. هو الامر الغريب الذي يدعو للتساؤل عن السبب. والمؤكد انها شركات تكسب الكثير والكثير حتي انه قيل ان الاعلان الذي ظهر فيه الفنان عمرو دياب تقاضي عنه ثلاثين مليون جنيه. فالمعروف ان تلك الشركات ليس لها بنود للمصروفات تتعدي مرتبات العاملين بها وايجار او تكلفة شراء مقار للعمل من خلالها وبناء ابراج لتبث من خلالها اشارات المكالمات او تقويتها. ورغم ذلك فقد وافقت الحكومة علي رفع سعر الدقيقة من المكالمات بها عن طريق جعل قيمة الرصيد الذي يضاف للتليفون 70% من ثمن شراء كارت الشحن. ولا نعرف السبب في ذلك. وهو ما جعل ارباحها تفوق الخيال. حيث انه من الشائع ان يكون للشخص العادي اكثر من خط محمول يخصص كل منها لنوعية معينة من المكالمات.. من المؤكد ان تكلفة الاعلانات تلك بكافة انواعها تخصم من الارباح عند محاسبة الشركة ضريبيا نهاية العام الضريبي. وهو ما يفسر بعض السفه الذي تمثل في غزارة تلك الاعلانات. ولكن ألم يكن من الانفع لتلك الشركات وللمجتمع ككل. ان تستبدلها ببناء مستشفيات جديدة كتلك التي يعمل القائمون عليها علي جلب التبرعات لبنائها؟ مستشفيات تسمي بإسمها بالمجان لعلاج الاورام ولعلاج الاطفال ولعلاج الحروق مثلا. وارباح تلك الشركات نجزم انها تكفي لبناء العديد من تلك المستشفيات تنتشر في كل محافظات مصر فتخفف من كاهل ما تتحمله ميزانية الدولة في هذا المجال. فتعم.