أدي تقدم التيارات اليمينة الشعبوية والقومية في انتخابات البرلمان الأوروبي التي عقدت أواخر الشهر الماضي. الي انعدام توازن في حكومات عدة بلدان أوروبية. التي يسيطر فيها أحزاب يمين ويسار الوسط التقليدية. مما يعني صعود لقوي كانت يوما في أطراف العملية السياسية. ولعل استقالة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قبل اجراء انتخابات البرلمان الأوروبي بأيام. كانت لتأكدها أن "حزب البريكست" سوف يحقق الفوز المؤثر الذي ناله بنسبة 30% من الأصوات البريطانية. ما يمثل 28 مقعدا في البرلمان الأوروبي هذا بالاضافة الي المفاجأة التي جاءت بهزيمة أسوأ من المتوقع. بالنسبة للحزب المحافظ الحاكم الذي جاء بالمرتبة الخامسة. مما يضع الحكومة البريطانية الحالية التي من المفترض أن ينتهي عملها في 2022. في وضع الاستعداد الي انتهاء مدتها والتوجه الي انتخابات مبكرة. وقد تلجأ الحكومة البريطانية الي انتخابات مبكرة في أقرب وقت في حالتين. أولاً اذا صوت ثلثا أعضاء البرلمان البالغ عددهم 650 نائبا علي ذلك. وثانيا في حال حجبت الثقة عن الحكومة بأغلبية بسيطة في البرلمان دون نجاح أي حزب في كسب ثقة مجلس العموم في غضون 14 يوما من طرح الثقة. وفي ألمانيا تعقد الوضع أكثر بعد النتائج السيئة التي حققها حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل. وتبع ذلك استقالة مفاجئة لسارة فاجنكنشت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ورئيسة كتلته البرلمانية من منصبيها. مطالبة رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار الألماني المعارض باجراء انتخابات جديدة. واصفة الحكومة الألمانية الحالية بأنها تعاني من "الشلل الداخلي". اجراء انتخابات مبكرة في ألمانيا ليست مهمة سهلة. كما أن حل البرلمان الألماني عملية معقدة جدا. لأنه لا يمكنه حل نفسه بل يتوجب علي المستشارة أن تطلب تصويتا للثقة في حكومتها في البرلمان وعليها أن تخسر التصويت. ويمكن للرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير. أن يدعو لاجراء انتخابات حكومية جديدة. لكن هذا الاجراء يجب أن يحصل علي الأقل بعد ثلاثة أسابيع من خسارة الحكومة عملية طرح الثقة بها في البرلمان. علي أن تنظم الانتخابات الجديدة في هذه الحالة في غضون 60 يوما. وفي ايطاليا هدد رئيس الوزراء الايطالي جيوزيبي كونتي بالاستقالة ولوح بانتخابات مبكرة في سبتمبر المقبل. في حال استمرار الحرب الكلامية المستعرة بين حزب "الرابطة" القومي بزعامة ماتيو سالفيني الذي حقق فوزا ساحقاً في انتخابات البرلمان الأوروبي. وحركة النجوم الخمسة بزعامة لويجي دي مايو. التي تملك الأغلبية داخل الحكومة الايطالية الحالية. وبالاتجاه الي جنوب القارة الأوروبية رأي رئيس وزراء اليونان ألكسيس تسيبراس الفشل الذريع لحزبه اليساري في الانتخابات الأوروبية والمحلية أنه رسالة بعثها له المواطنون في بلده تنم "السخط". ما اضطره أن يدعو الي انتخابات حكومية مبكرة في يوليو المقبل. كانت من المفترض أن تعقد في أكتوبر المقبل.