كشف الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار عن التواصل الحضاري للمصريين في الاحتفالات القديمة.. المسجل طقوسها علي جدران معبد الكرنك في عيد الأوبت الليلة الختامية لمولد القطب الصوفي سيدي أبوالحجاج الأقصري الذي يقع مقامه فوق أطلال كنيسة قديمة أقيمت بأحد أروقة معبد الأقصر ليلة الثالث عشر من شعبان. أضاف في هذه المناسبة يجتمع الناس ولا تجد موضعاً لقدم فقد اعتاد أهالي الأقصر استضافة كل زوار مدينتهم علي مدي أسبوع في هذه المناسبة التي تعد من أكبر أعياد الأقصر الدينية ويقدمون لهم الكباب الأقصري الشهير وفي صباح الرابع عشر يبدأ موكب التشريفة "الدورة" حيث يخرجون من ساحة الشيخ وبعد الاحتفالات الدينية وليالي الذكر.. وتجمعات الألعاب بالساحة المحيطة. وإذا دققنا النظر لنقوش جدران معبد الكرنك نجد أن الأجداد كانوا يمارسون نفس الطقوس في عيد الأوبت "الإله آمون" الذي افتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار المعبد بعد ترميمه بالتزامن مع موعد عيد الأوبت حيث كان يخرج تمثال الإله آمون في احتفال مهيب في سفينته المقدسة وخلفه تماثيل موت وخونسوا باقي تماثيل ثالوث طيبة يطوف أرجاء مدينته التي يتولاها بحمايته ورعايته ونجد نفس الاحتفال والمراسم بل والطريق ونفس النهاية عند مسلة معبد الأقصر السامقة حيث ساحة سيدي أبوالحجاج الأقصري والناس نفس أهل الأقصر وما حولها من أحفاد الفراعنة. كما أن مسجد سيدي أبوالحجاج بأن جميع أعمدة الداخل الثمانية عشر مدون عليها كتابات هيروغليفية قديمة أبدع الفنان في تغطية الأعمدة بمون من الحجر الرملي للحفاظ علي النقوش والزخارف من التدمير والتشويه. يضيف الدكتور جمال مصطفي رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية المسجد مشيد فوق الجانب الشمالي الشرقي من معبد الأقصر فوق أعمدة الفناء المكشوف للملك رمسيس الثاني في العصر الأيوبي لذا كان مدخله علي ارتفاع 12م. وسمي بالمسجد المعلق ولا توجد عليه أية زخارف ويعلوه شريط من الشرفات المبنية من الطوب الأحمر. وله مئذنة من الطوب اللبن بارتفاع 14.15م بقاعدة مربعة ثم أسطواني. بجانب مئذنة أخري حديثة وبداخله ثلاثة مقامات لصاحب المسجد أبي الحجاج وولده. عند قدوم سيدي أبوالحجاج إلي الأقصر كانت مملوكة لأميرة قبطية وراهبة تسمي "تريز بنت القمص" فأراد أبوالحجاج أن يمتلك قطعة أرض بجوار المعبد فطلبها منها بمساحة جلد "بعير" فوافقت في الحال متوقعة أن جلد البعير طوق بها المدينة كلها علي أطلال كنيسة بنيت علي معبد الأقصر وبذلك يتوحد الأديان داخل المسجد ثم أسلمت تريزة علي يده ودفنت بداخل المسجد ويعتبر المسجد من الآثار الإسلامية الفريدة. أشار إلي امتزاج ثلاث حضارات في المسجد حيث ينتمي الحضارة الإسلامية ولكنه بني علي أطلال كنيسة بنيت فوق معبد فرعوني لذا وأنت تصلي بداخل المسجد تجد أمامك محراباً مجوفاً في أحد أعمدة المعبد القديمة وتري أفريزاً عليه نقوش وكتابات مصرية قديمة وحوله وبداخله كثير من الأعمدة عليها كتابات هيروغليفية.