تسببت مافيا التعديات وبناء الأبراج السكنية في بوار مئات الأفدنة من أجود الأراضي الزراعية بقرية حوض 10 وعزبة سركيس بمنطقة الملاحة بمحافظة الإسكندرية حيث تحولت تلك المساحات الهائلة لمدينة سكنية أقيمت علي أنقاض خيرات بلا حدود كانت تساهم يوما ما في سد الفجوة الغذائية وتوفير احتياجات المواطنين من الخضر والفاكهة لكنها استسلمت ورفعت الراية البيضاء أمام مافيا الأبراج السكنية التي باتت تلتهم ثروتنا الزراعية في ظل غياب الرقابة والمتابعة من الأجهزة المحلية وانعدام دور وزارة الزراعة في الحفاظ علي الرقعة الزراعية .. القرية تقع ضمن الحدود الإدارية لحي المنتزه ويبلغ عدد سكانها حوالي 25 ألف نسمة يعمل غالبيتهم في المهن والحرف اليدوية البسيطة بعدما هجروا الزراعة منذ عدة سنوات .. ¢الجمهورية¢ سجلت بالقلم والصورة معاناة الأهالي اليومية لعلها تجد اهتماما من المسئولين بمحافظة الإسكندرية. يقول محمد حسن إن عزبة سركيس تقع عند مدخل حوض 10 وكانت في الأصل منطقة زراعية وتحولت بمرور الوقت لكتلة سكانية لكنها ظلت محرومة من كافة الخدمات والمرافق الضرورية وأصبحت من أفقر مناطق المحافظة فجميع الطرق ترابية غير مرصوفة و غالبيتها عبارة عن حارات ضيقة لا تسمح بمرور السيارات والشوارع مقالب للقمامة وبقايا الهدم والبناء والأنقاض ما يؤدي الي انتشار الحشرات الضارة حتي الطريق العمومي الذي يمر من أمام العزبة وحوض 10 في حاجة عاجلة للرصف والتوسعة خاصة أنه طريق محوري مهم يربط المنطقة بالطريق الدولي والبحيرة وأبي قير لذا فهو يعاني من كثافة مرورية مرتفعة ويتسبب في وقوع العديد من الحوادث المرورية كما تعاني العزبة والقري المجاورة لها من عدم وجود خدمة صحية لعدم توافر الأطباء والأدوية ويضطر الأهالي لقطع مسافات طويلة لتلقي العلاج بحي المنتزه مما يكلفهم أعباء مالية فوق طاقتهم. أضاف صابر سعيد أن القرية محرومة من خدمة الصرف الصحي ويضطر السكان لحفر بيارات في باطن الأرض للتخلص من مياه المجاري الملوثة الأمر الذي يؤدي إلي تلوث البيئة وتصدع المنازل والمنشآت الخاصة وتتحول غالبية الشوارع إلي برك ومستنقعات خاصة في فصل الشتاء نتيجة لمياه الأمطار الغزيرة وطالب بضرورة إدراج القرية ضمن خطة الصرف العاجلة رحمة بالسكان الذين يعيشون في عذاب دائم مشيرا إلي أن جميع الأراضي الزراعية اختفت وحل محلها عمارات وبيوت نتيجة للزحف العمراني الرهيب بحثا عن السكن الرخيص ولم يعد هناك زراعة ولا مزارعين بعدما ظلت لعشرات السنوات مركزا لإنتاج جميع أنواع الخضروات والفاكهة والطريف أن السكان يقومون حاليا بشراء احتياجاتهم من الحضرة بعدما هجروا الزراعة للمهن الحرفية وقيادة السيارات والتكاتك. أشار محمود عبد الله إلي مشكلة الانقطاع الدائم لمياه الشرب ويضطر الأهالي لتوفير احتياجاتهم من المياه من الترعة الجنوبية رغم أن خط المياه الرئيسي بجوار القرية لكن قدراتهم المالية لا تستطيع شراء مواتير لرفع المياه لتصل للمنازل خاصة الأدوار العليا منها. قال رمضان عبد العزيز نعاني من عدم وجود اسطوانات الغاز ولو لوجدت في مرتفعة الثمن لأن الباعة الجائلين يستغلون حاجة المواطنين ويغالون في زيادة سعرها والحل الوحيد هو توصيل الغاز الطبيعي للقرية والقري المجاورة لها. يقول احمد أبو زهرة المنطقة بالكامل محرومة من وسائل المواصلات سواء كانت نقلاً عاماً أو خاصاً أننا نتبع حي المنتزه إلا أن الحي لم يفكر مرة واحدة في تسيير خط أتوبيس لخدمة أهالي المنطقة في الوقت الذي تبعد فيه اقرب وسيلة مواصلات عامة أكثر من 8 كيلو مترات ويعتمد الأهالي في تنقلاتهم علي التكاتك وعربات الكارو. طالب السيد صبحي بضرورة تدخل المحافظة فورا وبدون إبطاء بحل مشاكل القرية قبل البكاء علي اللبن المسكوب فحياة المواطنين تحولت لجحيم لا يطاق خاصة لغياب مياه الشرب والصرف الصحي والطرق ووسائل المواصلات وانعدام النظافة وانتشار تلال القمامة.