الاتحادات الكروية المحترفة تعتبر لقاءات الديربي أو الكلاسيكو عرسا كبيرا تتباري فيه الأفكار والخطط ويتسابق فيه الصغير والكبير في تقديم الصورة المناسبة عن الكرة في البلد وحجم التطور العلمي والفني بل يمكنك القول انها تجد في هذه المهرجانات المتنفس الطبيعي لاستعراض القدرات سواء كانت تنظيمية أو تسويقية أو جماهيرية. أما لدي اتحاد الكرة فالأمر مختلف حيث يأتي كلاسيكو الأهلي والزمالك وكأنه حالة وفاة يسعي أهل المتوفي للإسراع في إجراءات الدفن ويتمني كل منهم أن تتم الإجراءات بسرعة ليغمض أي منهم عينه ثم يفتحها ليجده قد تجاوز هذه المراحل الصعبة. نعم عندنا يتمني القائمون علي الكرة أن يمر الموسم بدون قمة أو مواجهة تجمع بين القطبين علي أن يحسم أي منهما السباق في ضوء النتائج مع الفرق الأخري . يمكنك القول انهم فقدوا حتي الثقة في أنفسهم فصار كل منهم ينظر إلي الأمر وكأنه حمل ثقيل يتحين الفرصة المناسبة لإلقائه بعيدا عنه بصرف النظر عن ترقب الملايين وانتظارهم للمواجهة للاستمتاع بما يسبقها وما يتلوها وما بين هذا وذاك من فنون كروية اعتاد عليها من سبقونا. وبعد أن اتجه بعضنا لعقد المقارنات بين كلاسيكو الاهلي والزمالك وبين غيره من المباريات المماثلة علي مستوي العالم انحصرت المقارنات حاليا بين الديربي المصري وغيره من الديربيات في شمال أفريقيا في كازابلانكا أو في تونس العاصمة أو حتي في الجزائر ومؤخرا في السعودية والإمارات. يكفي فقط النظر إلي حجم الأخطاء والكوارث التي يرتكبها اتحادنا في الفترة الاخيرة للتأكد من صعوبة أو استحالة انتظار ما هو أضل علي يد الجالسين علي مقاعد إدارة الكرة في مصر حاليا والذين لا تحكمهم معايير أو خطط أو نظرة علمية واضحة للأمور . بل تحكم البعض منهم مظاهر الفهلوة والعشوائية بدليل ما جري من تخبط وارتباك بشأن مباراة الاهلي مع الاتحاد السكندري وخلافات ما قبل تحديد موعد ومكان القمة 117 بين الزمالك والأهلي . أخشي من استمرار التخبط لما هو أبعد من ذلك لتزيد الخسائر فما الدي يدفع نجم شاب مثل حازم إمام مثلا إلي التفكير في اعتزال العمل العام في مجال الرياضة وهي الخطوة التي سبقه إليها أعضاء أخرون في المجلس الحالي ولكنها لم تكتمل. تقييم سريع ودقيق من الجمعية العمومية للجبلاية سيكون بداية تصحيح مسار الكرة بعيدا عن الحسابات الخاصة.