قرأت في صحف هذا الأسبوع عن استعداد مصر لبطولة الأمم الأفريقية التي ستقام في يونيو القادم.. واختيار أعضاء لجان البطولة المختلفة منها لجنة الافتتاح والختام.. وأريد أن أقول بناء عن خبرة كل البطولات السابقة التي اشتركت فيها أن حفل افتتاح البطولة مهم للغاية.. فدائماً تتحدث وسائل الإعلام العالمية كلها عن حفلات الافتتاح.. حتي الآن مازال حفل افتتاح أولمبياد الصين الخرافي بهذه الأعداد المهولة من الصبية والشابات المشتركين وما أدوه من عروض مازال هذا الحفل رغم مرور سنوات طوال حديث الوسط الرياضي العالمي.. افتتاح مونديال أمريكا الذي أحيته أكبر وأشهر مغنية في أمريكا أيضاً من الحفلات الخالدة لقد أخذ الحفل وقتاً كثيراً مما كان مقرراً له بناء علي رغبة الجمهور.. هذه أمثلة. *** كانت حفلات الافتتاح عندنا مسئولية حسن أمين "أول مدير عام لاستاد القاهرة".. فقد كان عمله وتخصصه وبراعته في هذا الخصوص وكان المخرج الدائم للحفل المخرج العبقري يحيي العلمي. أذكر في حفل افتتاح "دورة الألعاب الأفريقية" 1991 تم اكتشاف مطرب شاب صغير نجح في إحياء الحفل أفضل مما كنا نطمع فيه!!.. انطلق بعد هذا الحفل من نجاح إلي نجاح.. حتي في السينما.. واشتهر بسرعة بما كان أكثر من أحلامه.. اسمه "عمرو دياب".. ولهذه الحكاية قصة. *** كانت هذه الدورة الضخمة الكبري "52 دولة في 22 لعبة".. كانت كل أفريقيا في مصر.. وممكن تقول في القاهرة بالذات.. بالصدفة المحضة كان الأخ الصديق عبدالمنعم عمارة قد تسلم عمله كرئيس لهيئة الشباب والرياضة منذ أسبوعين فقط وكانت المسئولية ثقيلة للغاية بدرجة أنها كانت شبه مستحيلة وكان الإلحاح علي الرئيس في ذلك الوقت حسني مبارك الذي رفض بشدة الاعتذار ولا حتي التأجيل لمدة قصيرة.. وأذكر أننا عملنا ليل ونهار كل يوم. إذا رجعت إلي الكلام عند من سيحيي حفل الافتتاح اكتشفنا جميعاً شيئاً جديداً في الأخ الكبير عبدالمنعم عمارة.. رجل يملك موهبة فنية علي أعلي مستوي وأذناً موسيقية.. لذا كانت البداية كما قرر عمارة أن يكتب أكثر من مؤلف من كبار مؤلفي الأغاني بعض القصائد راجعها عمارة ولا محمد عبدالوهاب أو أم كلثوم ثم تم تلحينها علي أعلي مستوي.. وبقي من المطرب.. في استديو صوت جانبي في ماسبيرو استمعنا إلي ثلاثة لا داعي لذكر أسمائهم.. وبالصدفة تقدم شاب كانوا أحياناً يستمعون إليه في معهد الموسيقي العربية في رمسيس.. تم اختبار الشاب أمام بعض الاخصائيين فقالوا: هوه ده.. وقد كان.. هو ده عمرو دياب الذي يناطح السحاب الآن.